بحث
مجلة فنّات
وظائف شاغرة
اشتراك القائمة البريدية
  اسم المشترك:
  البريد الإلكتروني:
آخر فيديو السيارات

صناعة واقتصاد

العلم الهندي يرفرف فوق مصانع "جاكوار" و"لاندروفر"

02-06-2008

Untitled-1.jpg

خلال الشهر الماضي سجلت شركة (تاتا موتورز) الهندية انتصاراً جديداً في معركة الإستحواذ على شركات عالمية كبرى، عندما أعلنت عن توقيع صفقة اشترت بموجبها شركتي (جاكوار) و(لاند روفر) الإنجليزيتين اللتين تمتلكهما شركة فورد الأمريكية منذ عامي 1989 و2000 على الترتيب، ودفعت الشركة الهندية العملاقة 2 مليار دولار لإتمام الصفقة. وكانت فورد تكبدت العام الماضي خسارة قياسية بلغت 12,6 مليار دولار؛ وهي تخطط الآن لاستثمار ثمن الشركتين الإنجليزيتين في تطوير طرازات جديدة من السيارات في إطار استعادة أمجادها كواحدة من الشركات الرائدة في هذه الصناعة منذ البدايات الأولى للقرن العشرين، وسوف تستهل هذه الإستراتيجية الجديدة بتطوير أساليب إنتاج وتحديث سلسلة طرازات سيارتها الفاخرة لينكولن.

وبدأت قصة الصفقة قبل ستة أشهر عندما دخلت "تاتا موتورز" الجولة الأخيرة من المفاوضات الخاصة بشراء الشركتين البريطانيتين، وضمت المحادثات ممثلين عن نقابات العمال البريطانية وإدارة فورد، وأشارت بلومبيرج إلى أن (تاتا) كانت حريصة على طمأنة نقابات العمال من أنها ستبقى على مصانع جاكوار ولاند روفر الثلاثة في مدينتي سوليهول وكاسل بروميتش وسط بريطانيا وفي مدينة هاليوود في مقاطعة ميرسيسايد. وكانت فورد اشترت جاكوار بمبلغ 2,5 مليار دولار في عام 1989 ثم عمدت في عام 2000 لشراء لاند روفر بمبلغ 2,75 مليار دولار، إلا أنها قررت بيعهما بعد تسجيل خسائر بلغت 12,5 مليار دولار عام 2007، وتعد تاتا موتورز جزءاً من أضخم مجموعة صناعية في الهند تدعى "تاتا جروب" حيث سجلت عائدات بلغت 7,2 مليار دولار في العام المالي 2007-2006، وتأمل الشركة في زيادة دورة رأس المال عندما تبدأ في طرح سيارتها الصغيرة (تاتا نانو) التي ستبيعها مقابل 2500 دولار في السوق المحلي خلال عامي 2009-2008.

وأصبحت (مجموعة تاتا) الهندية واحدة من أشهر هذه الشركات العالمية من حيث القدرة على الإستحواذ. وقبل أن تقفز إلى أذهان صناع القرار في (تاتا) فكرة اقتحام عالم صناعة السيارات بما ينطوي عليه من عوائد ربحية وتشغيلية هائلة لو أحسن استغلاله، كانت قد استحوذت في عام 2000 على شركة (تيتلي تي) البريطانية المتخصصة بتعليب وتجارة الشاي لتلتهم بعد ذلك (مجموعة كوروس بي إل سي) لصناعة الفولاذ فضلاً عن الاستحواذ على باقة من المجموعات والشركات العالمية ذات التخصصات الإنتاجي والخدمية المتنوعة بما فيها شركات الإتصالات وإنتاج السوفتوير والحديد والفولاذ والبلاستيك وغيرها.

ويقول تقرير نشرته صحيفة (ذي وول ستريت جورنال) إن الصفقة الجديدة سوف توفر لشركة (تاتا) فرصة ثمينة لامتلاك الأسرار التكنولوجية المهمة وتؤمن لها الشبكات التصنيعية القاعدية اللازمة لإثبات وجودها في السواق العالمية كلاعب أساسي في صناعة السيارات، وسوف تدعّم من قدراتها الذاتية للسيطرة على السوق الهندية المحلية التي تنطوي على عوائد ربحية ضخمة، ويضاف إلى كل ذلك أن استحواذ (تاتا) على هاتين الشركتين سوف يفتح أمامها آفاقاً واسعة نحو تنويع المنتجات التي تنافس فيها فيما وراء البحار, وينقل التقرير عن جيجار شاه خبير شؤون الإستحواذ في مومباي قوله في معرض التعقيب على هذه الأخبار: تدخل هذه الصفقة في إطار الخطة الطموحة التي تعتمدها شركة تاتا للاستحواذ على المزيد من التكنولوجيات الصناعية المتطورة تمهيداً لاختراق كافة الأسواق العالمية من دون استثناء، وفي كل واحد من مجالات العمل والإنتاج التي تنشط فيها تاتا، نجدها وهي تسعى بعزم للتحلل من القوى الخفية التي تشدها إلى الأسواق الهندية لأنها تدرك أنَّ الإعتماد على السوق المحليّة وحدها ينطوي على الكثير من المجازفات السياسية والاقتصادية.

ويقدم المحللان دليلاً على صحة هذا الطرح؛ ومن ذلك مثلاً أن من غير المحتمل أن تتمكن (تاتا) من بيع الكثير من السيارات الفاخرة من طرازي جاكوار ولاند روفر داخل السوق الهندية، إلا أن جيجار شاه يعتقد أنه سيكون في وسعها استخدام التكنولوجيات والأسرار التي سيوفرها الاستحواذ على الشركتين البريطانيتين، وتوظيفها في تطوير إنتاجها من السيارات والشاحنات الهندية، وبالطبع، لن يغيب عن بال النافذين في شركة (تاتا) أن الاستخواذ على هاتين الشركتين سوف يفتح أمامها منافذ جديدة لتوزيع السيارات الهندية التي تحمل اسمها في الأسواق العالمية, وكانت (شركة تاتا للفولاذ) تمكنت فبراير الماضي من ربح معركة الاستحواذ على (مجموعة كوروس) البريطانية لصناعة الفولاذ مقابل 13 مليار دولار، ولعل الغريب في الأمر أن مجموعة (تاتا) لا تستثني أي نشاط اقتصادي أو تجاري من أجندة اهتماماتها على الإطلاق، ومن ذلك مثلاً أنها اشترت العام قبل الماضي شركة سلسلة مقاهي (الساعة الثامنة) في الولايات المتحدة بمبلغ 220 مليون دولار، كما تمكنت من الإستحواذ على شركة دايو الكورية لصناعة السيارات في عام 2004 مقابل 102 مليون دولار، وتعود أول عملية استحواذ ضخمة لشركة تاتا لعام 2000 والتي اشترت بموجبها (مجموعة تيتلي تي) البريطانية لتجارة وتعليب الشاي.

وبالطبع، لم تكن (تاتا) الشركة الوحيدة التي أبدت اهتمامها بصفقة الاستحواذ على جاكوار ولاند روفر، بل إن العديد من الشركات الأمريكية أبدت اهتمامها بها وخاصة شركة (سيربيروس كابيتال مانجمنت) التي استحوذت على شركة (كرايسلر)، وأيضاً شركة (جيه بي مورجان تشيز آند كومباني) التي يقودها الرئيس السابق لشركة فورد ذو الأصل اللبناني جاك ناصر، وشركة (ريبلوود القابضة). وتكمن أسباب رغبة فورد ببيع جاكوار ولاند روفر في ارتفاع تكاليف التشغيل والتصنيع في مصانع الشركتين في المملكة المتحدة، بالإضافة للتكاليف الباهظة الجديدة التي يتطلبها إلتزامهما بالتشريعات والقوانين الأوروبية التي ينتظر العمل بها في عام 2008 فيما يتعلق بمعدلات انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون من السيارات الجديدة؛ ويتطلب الإلتزام بهذه القوانين إجراء عمليات تعديل بالغة التعقيد على كافة التكنولوجيات الداخلة في صناعتها. ويذكر أن تأسيس شركة (تاتا) يعود لعام 1945 وصاحبها هو رجل الأعمال ذائع الصيت راتان تاتا.

 

نقلاً عن مجلة الإداري- عدد أيار 2008

 

 

 


كم نجمة تعطي لهذه المقالة؟
نتيجة التقييم:   عدد المشاركين بالتقييم: 2
عدد التعليقات: 1
 تاتا!
بالفعل طلع للشركة ماضي عريق! انا ما كنت بعرف انها كبيرة لهذه الدرجة....على كل خطوة غريبة و مخاطرة بنفس الوقت...الوقت ممكن يثبت اذا كانت هالخطوة مفيده او مضرة للشركة...!
عبد الرحمن 02-06-2008 23:22
 
أرسل لصديق طباعة
 
 

Copyright ©2006 fannat.com All Rights Reserved. Designated trademarks and brands are the property of their respective owners. Use of this Web site constitutes acceptance of the fannat.com User Agreement and Privacy Policy.