بحث
مجلة فنّات
وظائف شاغرة
اشتراك القائمة البريدية
  اسم المشترك:
  البريد الإلكتروني:
آخر فيديو السيارات

أبحاث ومقالات

مودينا .. «عاصمة المحركات» ولَّدت للعالم ثقافة صناعة السيارات الإيطالية

22-06-2008

Modena.jpg

رُغم أنها لا تبعد سوى نصف ساعة بالقطار إلى الشمال الغربي من إيطاليا، فإنّ "مودينا" تنأى بنفسها عن بولونا بطابعها الخاص الذي يتميز بالهدوء والسكينة، وتجاهر بأنّها «العاصمة الروحية» لا يميليا لتعكس بذلك المنافسة الطويلة والشرسة بين المدينتين. ُتفاخر هذه البلدة الإيطالية القديمة بالكثير الذي قدمته للعالم وهو لو تشيانو بااروتي الذي كان يقيم حفلا سنوياً في بلدته الأم في مايو من كل سنة قبل وفاته, لكن رحلتنا السياحية إلى "مودينا" لن تكون هذه المرة من أجل مناظر طبيعية خلابة أو لزيارة معالم تاريخية وثقافية وأثار وفنون أدبية عريقة كالتي تملأ أرجاء ايطاليا ومدنها وأقاليمها.

إنها دعوة إلى عشاق السيارات في العالم للتعرف على ثقافة صناعة السيارات في العالم وعلى ثقافة صناعة السيارات الإيطالية في معقل «عاصمة المحركات» وعلى البلدة التي خرجت منها أجمل وأعرق وأفخم وأسرع سيارات العالم، فيراري ولامبرغيني ومزاراتي. هنا في هذه البلدة، التي تحولت إلى مزار لعشاق السيارات والمولعين بالتعرف على تاريخها وثقافتها ومعارضها، أسس إينزو فيراري في عام 1929 فريق السباق الذي تحول إلى أشهر منتج للسيارات الرياضية في العالم.   وهنا انشأت مزاراتي سيارات السباق التي ألهبت حلبات سباق السيارات الأوروبية في أواخر الخمسينات. وعلى بعد 12 ميلاً فقط إلى الشرق في قرية سانت أغاتا بولينيز، وسع أحد المعجبين بفراري، واسمه فيروتشي لامبرغيني مصنعه لآلات الجر (التراكتور) ليتحول إلى مصنع لواحدة من أرقى السيارات في العالم. ولهم الحق أهل مودينا أن يتباهوا أمام العالم ويزهوا بأنفسهم، فأسرع سيارات العالم تصنع في مدينتهم، نعم قد لا يكونون هم من اخترعوا السيارات، لكنهم، حتماً هم من أبدعوا في صنعها ووصلوا في عشقهم وولعهم بها إلى حد الكمال.

معرض فيراري

ferrari.jpg

 

في معرض فيراري في حي مارانيلو الذي يبعد 20 دقيقة جنوب مودينا، نتعرف على فن الإبداع الحقيقي لثقافة السيارات، فعند النظر إلى كل تلك السيارات المعروضة سينتابك إحساس غامر وعميق بذلك التعبير الصافي لفكرة أن يدرك مجسم ما لا مكاناته الجمالية والوظيفية الخارقة في آن معاً، وقد صنعت تلك السيارات لتكون سريعة على المضمار ولتبدو للنظار إليها سريعة أيضاً. الجولات في المصنع، الذي تبلغ مساحته 27 ألف قدم مربعة والمصنوع من الزجاج والحديد الصلب والذي بُني عام 1947، تقتصر حصرياً على ملاك فيراري، لكن هناك متحفاً متاخماً للمصنع يعرض المحركات والجوائز وأحدث وأقدم سيارات فيراري. ولأنَّ أينزو فيراري، سائق سباق السيارات السابق، كان مولعاً بسباق السيارات أكثر من صنعها، فإنّ جل ما في المتحف مخصص للإنتصارات التي حققتها الشركة على حلبات السباق. في داخل المتحف، تخط الأرضية ممرات السباق، حيث تصطف نصف دزينة من سيارات سباق فورمولا وان جنباً إلى جنب. سيارات صغيرة ومصقولة وكأنها سفن فضاء خرجت إلينا من فيلم «حرب النجوم». كما أنها مزودة بتكنولوجيا متطورة تجعلها ربما قادرة على العمل مثلها. الطابق الأول من المتحف مخصص للإنتصارات الكبيرة التي حققتها فيراري. أمّا الطابق الثاني فتهيمن عليه السيارات الكلاسيكية. وقد خصص ركن خاص وبشكل دائري لأروع وأجمل السيارات التي ابدعتها الشركة. وتشمل سيارات قديمة مثل 275 GTB4 وسيارات حديثة مكشوفة وفيراري GTO حمراء اللون بهندستها السلسة التي تمنحك شعوراً بانها على وشك الإنطلاق الوجهة التالية إلى كوليزيوني أو مبيرتو بانيني وهي مجموعة سيارات خاصة مملوكة لاومبيرتو بانيني وهو أحد كبار رجال الأعمال الإيطاليين المتقاعدين.

المتحف الى اليسار

إلى جانب الطريق السريع SP486 توجد لافتة صغيرة مكتوب عليها «المتحف الى اليسار»، يقع المتحف في ما يشبه مزرعة للألبان على بعد مسافة طويلة من القيادة إلى أسفل ذلك الطريق. عمل "بانيني" وهو في شبابه كسائق لتجربة السيارات لدى مزاراتي قبل أن يؤسس شركة لكروت لعبة كرة القدم التي باعها في عام 1990 ليتخذ من الزراعة مهنة له. بعد سنوات قليلة، وعندما اشترت فيات الشركة لم تكن مجموعة مازاراتي ضمن الصفقة فقام "بانيني" بشراء 19 سيارة منها واحتفظ بها في مودينا.

قصة مزاراتي والنخبة

Maserati-GranTurismo-s-.jpg

 

الوهج والتألق والسرعة كانت السمة المصاحبة لفيراري . أمّا مزاراتي فكانت تصنع لنبلاء إيطاليا وأسيادها.

تصطف في المتحف 40 سيارة كالحلويات المغلفة بأوراق ملونة, سيارة ميسترال خضراء اللون من الستينات وبورا حمراء تلمع موديل السبعينات وسيارة خمسين لونا بنياً غامقاً معدنياً (اسم هذه السيارة نسبة الى ريح الخمسين حيث كانت مزاراتي في فترة ما تسمى سياراتها نسبة الى الرياح).

تقع في حي كروستيا مجموعة مصانع مزاراتي. الأول بحجم عنبر للطائرات معلق في سقفه ممرات من المعدن الأصفر اللون مثبت عليها هياكل السيارات (البودي). وفي كل نصف ساعة تتقدم السيارات إلى أسفل حتى تصل الأرض ليتم تنزيلها على المحرك والشاصي. وعادةً ما تنتهي مهمة العالمين في غضون 20 دقيقة: فلا وجود لحالة الجنون التي غالباً ما تكون موجودة في مصانع السيارات. فتقاليدهم في التجميع اليدوي غاية في الحرفية والمهنية وجزء مما تقدمه وتبيعه مزاراتي. ففي الثمانينات، طرحت موديل بتوربو بسقف من الجلد السويدي وساعة سويسرية في لوحة القيادة.

 

نقلاً عن الدار العراقيّة


كم نجمة تعطي لهذه المقالة؟
نتيجة التقييم:   عدد المشاركين بالتقييم: 3
عدد التعليقات: 0
 
أرسل لصديق طباعة
 
 

Copyright ©2006 fannat.com All Rights Reserved. Designated trademarks and brands are the property of their respective owners. Use of this Web site constitutes acceptance of the fannat.com User Agreement and Privacy Policy.