نطل عليكم اليوم وفي جعبتنا قصّة قصيرة سنتعرّف من خلالها على تاريخ سيارة سابقة كانت بطلة في زمانها وسبقت عصرها ورفعت اسم شركتها الصانعة عاليّاً في سماء صناعة السيارات, ولم تتقاعد إلا بعد أن حققت مرادها  بأن رسمت طريقاً ممهداً ومليئاً بالإنجازات والسمعة العطرة للأجيال القادمة.

سيارتنا البطلة لهذا اليوم والتي تعمدنا أن نحدثكم عنها لأنها ليس فقط سيارة ناجحة جدّاً كرمتها أوروبا والعالم، بل لأنها أيضاً سيارة ناجحة في سوريا كانت وما زالت جزءاً لا يتجزأ من الشارع السوري، والتي نراها حتى اليوم تجوب شوارعنا ونستمتع برؤيتها كذكرى أصيلة من الزمن الجميل, ألا وهي أوبل أسكونا الرائعة.

أرادت أوبل الألمانيّة والتابعة لجنرال موتورز الأمريكيّة, أن تصنع للعالم طراز جديد قوي من الحجم المتوسط يستطيع المنافسة في عدّة فئات, لتجد ضالتها في سيارة أسكونا الجديدة كليّاً والمبنيّة على قاعدة عجلات جديدة ولتبدأ إنتاجها في العام 1970. وبالتالي أصبحت جاهزة لتنافس طرازات شابة وقويّة من منافساتها الأوروبيات والأمريكيات. وقد استمرّت أسكونا عبر ثلاثة أجيال بدءاً من العام 1970 وإنتهاءاً بالعام 1988 لتحال للتقاعد.

 الجيل الأول: أبصر النور في خريف العام 1970 كطراز سيدان من بابين أو أربعة, وألحِق بنسخة ستيشن باسم "كرفان" أو "فوياج" من ثلاثة أبواب ولتتوضع بين طرازي كاديت وريكورد.

استمرّت أوبل بإنتاج الجيل الأول من الأسكونا حتى عام 1975, وباعت منه 692,000 وحدة منتجة. كما زودت أوبل سيارتها هذه بمحركات ثلاث بدءاً من سعة 1.2 لتر بقوّة 60 حصاناً حتى 1.9 من 90 حصاناً مروراً بـ1.6  وبقوّة 75 حصاناً حيث زود المحركان الأكبر بعمود كامات علوي وجميع المحركات الثلاث أستخدم فيها المفحم (كاربوراتور).

"الجيل الأول من أسكونا"

الجيل الثاني: ويمكننا أن نصفه بالأنجح! قدمتها أوبل بالعام 1975 خلال معرض فرانكفورت. وكشقيقتها السابقة A توفرت من بابين أو أربعة أبواب سيدان، وتوفرت بنسخة كوبيه "مانتا" ولم تتوفر كستيشن، وحمل الجيل الثاني نفس المحركات للجيل السابق وتم إضافة عدة محركات جديدة لتترواح سعاتها بين 1.2 لتر و2.4 لتر وبقوى من 55 حصاناً إلى 144 حصاناً. كما تم في العام 1981 إنتاج نسخة رياضية لسباقات الرالي من الجيل الثاني إنطلاقاً من المانتا "B i40" وبمساعدة شركتي (إيرمشير وكروسوورث) لتعديل الشكل والمحرك لتتوفر بـ 16 صمام للمحرك 2.4 لتر وبدعم نظام "بوش" لحقن الوقود قدم هذا المحرك قوة 230 حصاناً دفع الأسكونا B لخوض غمار الرالي ونيل النصر فيه ولتبقى حتى الآن آخر سيارة دفع خلفي فازت بالرالي. ووصلت مبيعات الجيل الثاني من أسكونا لأكثر من 1.2 مليون وحدة منها!! وهذا الرقم يكفي ليدل على أنها ناجحة جداً، في حين استمر إنتاجها حتى العام 1981.

"الجيل الثاني"

"نسخة الرالي من الجيل الثاني"

الجيل الثالث: أطلقت أوبل الجيل الثالث من أسكونا بعد أن أجرت عليها بعض التعديلات الطفيفة، في العام 1981، واختلفت عن شقيقتها السابقة بأنها بدفع أمامي وبدأت محركاتها من سعة 1.3 لتر بقوة 60 حصاناً يليه 1.6 لتر بقوة 75 حصاناً وأكبرهم وأقواهم كان 2.0 لتر GTE بنظام حقن الوقود وبقوة 130 حصاناً، كما توفرت بنسخة هتشباك أيضاً.

"الجيل الثالث من أسكونا"

وتميزت أوبل أسكونا بجميع أجيالها باعتماديتها العالية وجودة صناعتها وخدماتها الرائعة وأدائها الكبير بفضل تصميمها الشبابي الأوروبي الأصيل ومحركاتها العديدة والاقتصادية ومقصورتها المريحة، وبقيت المنافس الأبرز من أوبل لطرازات عديدة من فولكس فاغن وبيجو وفيات وغيرهم من الأسماء العريقة والتي كانت وقتها بأوجها. ومع الوقت وتطور المنافسين أصبحت أوبل بحاجة لتطور جيل جديد انطلاقاً من الأسكونا وبالتالي أوقفت مسيرتها الناجحة في العام 1988 ليحمل لوائها طراز جديد مازال قائم حتى الآن باسم فيكترا.

خاص بموقع فنّات.كوم