لم يخطر ببالي هذا السؤال قبل أن أن أسمعه من على لسان جاري عندما استوقفته صباحاً لأسأله لماذا لم يشتري سيارة ليتجنب هذا التراكض على السرافيس وهو المتنعم مادياً .

والحقيقة أن تأمين موقف دائم للسيارة أصبح لا يقل أهمية عن تأمين السيارة نفسها إذ ليس من المعقول الدوران في شوارع دمشق ساعة بأكملها حتى نجد للسيارة موقفاً يجنبها صدمات السائقين الطائشين و مخالفات رجال الشرطة المتربصين .

في عام 2007 دخلت سورية 130 ألف سيارة منها 30 ألف لمدينة دمشق وحدها وعليك أن تتخيل نتيجة دخول 30 ألف سيارة إلى شوارع العاصمة التي لم تكن تستطيع تأمين مواقف لـ10% من السيارات الموجودة أصلاً ناهيك عن هذه الزيادة .

ورغم الوعي الحكومي بخطورة هذه المسألة إلا ان الإجراءات العملية قاصرة عن مواكبة الواقع الفعلي نضرب على ذلك مثالاً مرآب المواصلات في شارع الحمراء الذي شارف عامه السادس على الانتهاء ومازال المشروع قيد الإنشاء  رغم كل الوعود .

إن هذا التأخير غير المنطقي في مشروع حيوي ليدفع بنا إلى الدعوة إلى الإسراع بتنفيذ المشاريع المستقبلية أمثال التوجه لإقامة مرائب تحت الأرض في دمشق القديمة واحد تحت حديقة الصوفانية والآخر تحت حديقة ابن عساكر أو مثل الاتفاق مع الماليزيين على إنشاء مرائب طابقية تحت حدائق عرنوس والسبكي والمدفع والملك العادل .

وهذه الأزمة لا تعني دمشق وحدها . ففي محافظة مجاورة للعاصمة مثل ريف دمشق حيث لا مرائب طابقية ولا هم يحزنون توجهت المحافظة بالطلب من رؤساء الوحدات الإدارية (مجالس المدن والبلدات والقرى التابعة لها) بالعمل على لحظ مرائب سيارات في الطوابق تحت الأرضية في كافة الأبنية السكنية الواقعة داخل المخططات التنظيمية . لأن المتعهدين والمقاولين يعنيهم مضاعفة أرباحهم عبر إقامة الورش الصناعية والمستودعات التجارية وحتى صالات الأفراح في الأقبية السكنية أكثر من بناء مرائب السيارات ويبدو أن الجميع تناسوا أن الأقبية السكنية صممت بالأساس لتكون ملاجئ للسكان !! .

وحتى الانتهاء من بناء المرائب الطابقية المخطط لها سيبقى اشغال الأرصفة من في شوارع مدينة دمشق من المسلمات، وهي دعوة صادقة لأجهزة الدولة المعنية باعتبار مرائب السيارات من مشاريع الدولة الحيوية كشق الطرق وتأمين الشقق السكنية لكي لا نرى في المستقبل من لا يملكون سيارات يؤجرون المساحة التي أمام بيوتهم لمالكي السيارات وربما سيؤجرون الأرصفة بأسعار تفضيلية !!.

خاص بموقع فنّات.كوم