حاولت كيا قبل أقل من عشرة سنوات إنتاج سيارة عائلية من الحجم المتوسط وبسعر منافس، فولدت كارينس في جيلها الأول، الذي لا يمكن وصفه إلا بالسيارة الأشد مللاً عبر التاريخ، وذلك بسبب شكلها الأقل من عادي بكثير ومواصفاتها وقدراتها التقنية الضعيفة.

فلجأت كيا إلى عمليات التجميل، فزاد الطين بله! فيا ليتها أحرقت خطوط إنتاج هذه السيارة قبل تفكيرها في تجديدها، لأن النتيجة كانت مرعبة حقاً، بل ومأساوية إلى أبعد الحدود، لكن هذه الكورية  أثبتت بأنها لا تهزم بسهولة، فعوضاً عن إلغاء كارينس من بين لائحة طرازاتها المنتجة، قامت هذه الأخيرة بطرح جيل ثاني منها.

والآن وبعد مرور عامين على الجيل الثاني من هذه الكورية العائلية، هل نجحت كيا في فرض نفسها في الأسواق؟ وهل استطاعت كارينس في جيلها الثاني محو صورة سلفها الساذجة؟ هذا ما سنتعرف إليه في هذه التجربة.

التصميم الخارجي:

نوّهنا في المقدمة إلى شكل الجيل الأول الحزين للكارينس، والتصميم العجيب الغريب الخارج عن نطاق المنطق والجمال للجيل الأول المعدل، فكيف هو تصميم كارينس الجديدة؟

كغيرها من السيارات الكورية يتسم تصميم الكارينس بالخطوط البسيطة الخالية من التعقيدات ضمن مفهوم عصري يتحلى بملامح الحداثة الرتيبة، أي أنه تصميم بسيط وعصري وبعيد عن المعنى الحقيقي للجمال.

 

 

فالمقدمة ذات خطوط ناعمة وعادية عبر أضواء أمامية شبه مربعة وناعمة، تحصر فيما بينها شبك تهوية مرسوم بأناقة، يليه في الأسفل صادم مهذب الشكل يحتوي على أضواء ضباب دائرية في أقصى زواياه، فيما توجد تموجات على غطاء المحرك الأمر الذي يضفي شيء من العصرنة.

من الجانب، لا يمكننا ذكر كثير من الأمور، سوى العجلات الكرومية الهادئة والخطوط السلسة واللمحة المرتفعة والجميلة للزجاج الجانبي الخلفي، كما ننوه إلى وجود سكك علوية مفيدة في الرحلات العائلية الطويلة لتحميل المزيد من الأمتعة.

 

قد تكون الواجهة الخلفية هي الناحية الأجمل في سيارتنا اليوم عبر الأضواء الجديدة في شكلها الطولاني والمقوس، الذي يتناغم مع الخطوط العامة للسيارة.

وعموماً، لا يمكننا وصف تصميم الكارينس في جيلها الثاني سوى بالكلاسيكي العصري، أي أنه بعيد عن الجمال الحقيقي كما هو بعده ونزاهته عن الغباء التصميمي، وبإختصار عصري بوجه ممل، لا يمكن أن يحرك المشاعر مطلقاً.

المقصورة:

إن من أهم ما يجب أن تتحلى به مقصورة السيارات العائلية هو العملانية المتفوقة، عبر تعدد صفوف المقاعد وتوفير مساحات وجيوب وحاملات أكواب ومساحات بشكل كافي وموزع في جميع أرجاء المقصورة، فضلاً عن توفير المتطلبات الأساسية من تجهيزات الترفيه، وهذا ما التزمت به كيا ضمن مقصورة الكارينس.

 

 

فهي توفر 7 مقاعد مريحة عبر ثلاثة صفوف من المقاعد، تقدم مساحات كافية لركاب الصفين الأول والثاني سواء على صعيد الأكتاف أو الأقدام، أما بالنسبة للصف الأخير الذي يتسع لراكبين من الحجم الكبير، فهو يوفر مساحة مقبولة إلى حد ما بالنسبة للأقدام لكنه في الوقت نفسه لايؤمن وضعية جلوس مريحة، خاصة على صعيد الظهر، حيث لا يشعر ركابه بالراحة خصوصاً في المسافات الطويلة، لذلك ننصح من يرغب في اقتناءها بجعل المقعد الأخير مخصص للأطفال.

كما أن عملية الصعود إلى الصف الخلفي من المقاعد ليست بالسهولة التي يتمناها المرء، فأكثر أعضاء فريق فنّات رشاقة وجد بعض الصعوبة في الصعود والنزول إلى الصف الخلفي، فما بالكم ببقية أعضاء فريقنا اللذين تتعدى أوزانهم الـ 120 كغ بكثير!

 

 

التجهيزات الخاصة بهذه السيارة شبه متكاملة، وتستوفي كافة متطلبات العائلة الأساسية، من مكيف جبار في فعاليته، ومسجل صوت CD مع AUX نقي في صوته، ونوافذ ومرايا كهربائية تطوى آلياً، وفتحة سقف وفرش جلد، فضلاً عن عديد من حاملات الأكواب وجيوب التحميل ومقابس الكهرباء الموزعة في كافة أرجاء المقصورة، كما يوجد حساسات للمسافات الخلفية وقفل مركزي بتحكم عن بعد، وكيس هواء للسائق ونظام ABS.

 

بالنسبة لتصميم لوحة القيادة والعدادات، فهو عصري مع قليل من التكلف الذي لا فائدة منه، كخشب الزينة المأخوذ من شجرة البلاستيك! وفتحات التهوية الدائرية الشكل وغير المتناسقة مع الشكل العام للوحة القيادة. وكغيرها من السيارات الكورية لوحة عدادات حديثة ولكن بشكل تقليدي للغاية خالي من أي أبداع.

 

الجودة فوق الدرجة المقبولة، عبر استخدام مواد جيدة في صناعة وبناء المقصورة، كما تتميز السيارة بوجود مساحات زجاجية كافية لتأمين جو رحب داخل المقصورة، أما سعة صندوق الأمتعة فهي محدودة جداً في حال تم استخدام الصف الثالث من المقاعد، أم عند طيه في أرض المقصورة، فيمكنكم تحميل أمتعة بحجم أكبر من غسالة أوتوماتيكية!

 

المحرك وعلبة السرعة:

السيارات العائلية تحتاج إلى محرك تتوفر فيه المواصفات التالية: النشاط، الهدوء، التجاوب السريع، الاقتصادية، والسعة المتوسطة، وهذه المواصفات يحقق أغلبها محرك سيارتنا اليوم، فهو يتألف وبشكل طبيعي من 4 أسطوانات و16 صماماً بسعة 2.0 لتر ويولد 145 حصاناً عند 6.000 دورة في الدقيقة، ويبلغ الحد الأقصى لعزمه عند نسبة دوران مرتفعة 4.250 دورة في دقيقة، حيث يستخرج أقصى عزمه عند هذا الدوران العالي وبمقدار 19 كغ/م.

وتنتقل الحركة إلى العجلات الأمامية الدافعة عبر علبة سرعات من نوع تيبترونيك من 4 نسب أمامية، ذات أداء مرض ومقنع دون أن تقدم أي إثارة أو حماسة في القيادة، وتنتقل الكارينس من الثبات إلى سرعة 100 كم/سا في غضون 12 ثا لتصل إلى سرعة تقارب 180 كم/سا.

ومن الشروط التي لم يستطيع المحرك تحقيقها اليوم هو الاقتصادية، فنحن في فنّات نعتقد بأن البنزين في كوريا رخيص، لأن هذه البلد فشلت إلى الآن في صناعة محرك مقنع في نسبة استهلاكه للوقود، اللهم إلا محرك الكيا مورنينغ، وبلغ متوسط استهلاك محرك الكارينس حوالي 170 كم/20 لتر وذلك مع محاولات عديدة أثناء القيادة لخفض استهلاك الوقود، وهذا أمر قد لا يسر أرباب العائلات.

على الطريق:

ضع كامل اسرتك في الكارينس وما تحتاج إليه من أمتعة ثم أدر المحرك، وانتظر ثم انتظر ثم انتظر...... لا شيء سيحدث في داخلك على الإطلاق!!! فلا حماسة أو إثارة ستدفعك لقيادة هذه السيارة، وهذا أمر طبيعي فأنت في سيارة عائلية من جهة وكورية من جهة أخرى!

فعلى الرغم من الهدوء النسبي للمحرك وسلاسة القيادة والتحكم في سيارة التجربة اليوم، تعتبر سيارة قادرة فقط على إيصالك إلى وجهتك بأبسط شكل وأقل انفعال، كما أنها لا تتمتع بثبات عالي على المنعطفات وأثناء القيادة في سرعة عالية، إذ ركز مهندسي كيا على تطوير أنظمة تعليق تؤمن ركوباً ناعماً ومريحاً لهذه السيارة، الأمر الذي يلائم العائلة بشكل مثالي.

المقود متجاوب وينقل الاحساس بالطريق بشكل مثالي، والمكابح جيدة العمل وعلبة السرعة كذلك.

وختاماً لهذه التجربة التقليدية، توصلنا إلى ما كنا متيقنين منه قبل مشاهدتنا للكارينس على أرض الواقع، أي سيارة جيدة الصناعة ومناسبة للعائلة تحتوي على كل المتطلبات، عصرية وحديثة وذات محرك مقبول الأداء وتقدم كل ما تحتاجه أنت وعائلتك ولكن بشكل بسيط وعادي وممل.

 

 

 

خاص بموقع فنّات.كوم