تتألق فيراري في دنيا السيارات بشكل لا نظير له في هذا العالم المليء بالإثارة والروعة والإبداع، وتبرز بهالتها "البرستيج" الذي يقدسها عن ما دونها من السيارات، فمهما حاولت أي شركة في العالم ومن أي جنسية كانت منافسة هذه الإيطالية فلن تسبقها، فلا مرسيدس ولا BMW ولا بورش أو حتى أستون مارتن ولامبورغيني تستطيع مجاراتها، وحتى إيطاليا نفسها تعجز عن منافستها!

فجميع طرازاتها غير مسبوقة وغير مستهلكة، وأي سيارة جديدة منها أسطورة بحد ذاتها، وآخر وأحدث أساطيرها هي كاليفورنيا، الاسم الذي انبعث إلى الحياة مجدداً بعد أن ظهر على طرازي 250 كاليفورنيا، و365 كاليفورنيا، ليتوقف بعدها لعدة عقود قبل أن يولد من جديد.

وبعد أن تناولت الأخبار تحضيرات فيراري لطراز صغير، وعودة اسم دينو "اسم ابن انزو مؤسس الشركة"، فاجأت الشركة المنضوية تحت جناح شركة فيات العالم بإطلاق طراز صغير وبابتكارات تستخدم للمرة الأولى لدى فيراري، أبرزها اعتماد سقف صلب قابل للطي بشكل كهربائي بالكامل، لتتحول هذه السيارة من كوبيه إلى مكشوفة.

بالنسبة إلى التصميم، تولى وبشكل معتاد مكاتب بينين فارينا مهمة رسم الخطوط، لتكون النتيجة أكثر من مؤثرة وساحرة، من شكل غير مستهلك من قبل وشخصية مستقلة وتنتمي إلى عائلة فيراري في الوقت نفسه!

ومن المقدمة الهجومية والمنحوتة بروعة وإتقان، إلى الخطوط الجانبية المرسومة بفن رفيع وصولاً إلى المؤخرة المتناسقة بشكل لا مثيل له مع الخطوط العامة، ومروراً بالعجلات الرائعة الشكل وبفتحات العادم الأربع المتوضعة فوق بعضها وبشكل متناظر، تبتلع الكاليفورنيا الطرقات وتأسر القلوب بتصميمها المذهل، ولاحظوا وضعية المقاعد المتأخرة إلى الخلف، وروعة الجمال التصميمي وكيفية الانتقال بشكل ساحر ما بين الشكل المكشوف أو المسقوف.

المقصورة أكثر من رائعة، ومرسومة بشكل ساحر وسوبر رياضي، وتتمتع بشتى أشكال الترف، ويكفيها أيدي الحرفيين التي صنعوها، وأكثر ما يميزها.... طبعاً هي مميزة بأدق أدق التفاصيل، ولكن تبرز لوحة العدادات العظيمة في شكلها الرياضي الخارق! كما يوجد مقعدين صغيرين في الخلف إما للأطفال أو للأمتعة، رغم أن فيراري لن يستعملها أحد لنقل الأمتعة بها!

ولا تعتمد فيراري على التصاميم الأخاذة فقط، فهي تحفة ميكانيكية قبل كل شيء ومشهورة بسيمفونياتها الميكانيكية التي تعزفها محركاتها بشكل يطرب حتى الموتى! ولهذا قامت فيراري باستعارة محرك الـ  V8من F430 وبسعة 4.3 لتر، وعملت على تخفيض قوته ليناسب سيارتها المدللة! ويولد هذا المحرك 460 حصاناً عند 6.000 دورة في الدقيقة و49 كغ.م عند 5.000 دورة في الدقيقة كحد أقصى للعزم، وتنطلق كاليفورنيا من التوقف لتبلغ سرعة 100 كم/سا في غضون 4 ثا، وتصل إلى سرعة 310 كم/سا كحد أقصى، علماً بأن المحرك مثبت في وضعية أمامية مدفوعةً إلى الخلف ليصبح وسطياً في تمركزه، الأمر الذي حتم على مهندسي فيراري المتفوقين دفع المقصورة إلى مؤخرة السيارة.

 ويتصل المحرك مع علبة سرعات من سبع نسب مثبتة على المحور الخلفي لتوزيع مثالي للوزن، عبر قابض فاصل مزدوج "صحن دبرياج مزدوج"، ولكبح هذا الحصان الجامح زودت الشركة الإيطالية سيارتها بمكابح حديثة جداً ومصنوعة من خليط من الكربون والسيراميك من صنع وتطوير شركة برمبو الأولى على العالم في مجال المكابح.

ظهرت تحفتنا هذه رسمياً في معرض باريس الفائت، وهي مزودة بإمكانية تجعلها مناسبة للقيادة يومياً، بعكس معظم سيارات الفيراري، فصندوق الأمتعة يبلغ حجمه 360 لتراً، وينخفض حجمه إلى 260 لتراً في حال تم كشف السيارة، علماً بأن هذه العملية تتم بشكل كهربائي بالكامل وخلال 14 ثا، لتتحول من فيراري مكشوفة ساحرة إلى فيراري مسقوفة رائعة.... وصدقونا أخيراً بأننا لا نبالغ أبداً في مدح الكاليفورنيا، إذ يكفي أن نقول بأن إنتاجها قد تم بيعه بالكامل من الآن إلى العام 2011!

خاص بموقع فنّات.كوم