شهد العام الحالي الذي نعيش في أيامه الأخيرة انتشاراً واضحاً للسيارات الصينية في الشوارع السورية، الأمر الذي يدل على أن هناك نسبة لا بأس بها من شعبنا تؤمن بقدرات السيارات الصينية وجودة صناعتها.

لذلك رأينا في فنّات بأن نقوم باختبار سيارة صينية جديدة وهامة في سوقنا، فوقع اختيارنا على علامة جديدة، دخلت سوقنا بقوة لا بأس بها، هي غريت وول التي توفر عدداً جيداً من السيارات المتنوعة، من أبرزها وأكثرها انتشاراً، طراز صغير يدعى بيري، نجح في أن يثبّت أقدامه في السوق السورية.

 

 

وبيري الصغير هو طراز ميني بخمسة أبواب وبحجم مدمج وهو جديد على عالم السيارات، ويتمتع بتصميم عصري وجيد فضلاً عن تفوقه بمواصفاته وتجهيزاته وسعره المناسب، وحتى محركه يعتبر أكثر سعة من محركات منافسيه، كطراز كيا مورنينغ وهيونداي I10 وبيريدوا كيليسيا وبيجو 107 وشفروليه سبارك على سبيل المثال لا الحصر.

وكما ذكرنا، تتفوق هذه الصينية بسعرها المنافس والذي يقل بنسبة مقبولة عن منافسيه مقارنة بالتجهيزات المتوفرة فيه، ولكن هل تتمتع البيري بالمقومات المناسبة لأن يتجرأ المرء ويقتنيها بفضل مواصفاتها الغنية عوضاً عن شراء سيارة صغيرة مشهورة ومشهوداً لها؟ هذا ما سنتعرف عليه خلال تجربتنا التالية....

التصميم الخارجي:

تتمتع البيري بتصميم عصري وحديث جذاب ويلفت الأنظار و...... عفواً قد يكون بعض من هذا الكلام صحيح، ولكن الأجدر بنا بأن نقول: البيري لها تصميم مستوحى وبشكل واضح من تصميم الفيات باندا إحدى أكثر السيارات الصغيرة نجاحاً في العالم وسيارة العام 2004 في أوروبا.

وبغض النظر عن تقليد تصميم الباندا وتعديله، ليمتزج التصميم الإيطالي ببعض الأفكار الصينية، تبرز البيري ببعض الخطوط الأنيقة وببعض من الخطوط الصينية المبتكرة.

 

وعبر عدد كبير من فتحات التهوية، تبرز مقدمة صغيرة غريت وول، مع أضوائها الأمامية الكبيرة المنحنية الخطوط بشكلها الحاد، كما تتميز المقدمة بشكلها المتناظر بفضل امتداد جزء من غطاء المحرك إلى شبك التهوية وصولاً إلى الصادم الأمامي، الأمر الذي يذكرنا ولو بشكل بعيد بفيراري إنزو على الطريقة الصينية.

وبالعودة إلى تصميم البيري ومقدمتها التي تبرز فيها فتحات التهوية الكبيرة والبالغ عددها 3 مرسومة بطريقة جيدة، وتحتوي الفتحات الجانبية على أضواء ضباب، وتبرز أيضاً المقدمة القصيرة والزجاج الأمامي الكبير والمرتفع.

 

 

من الجانب، خطوط ناعمة ومرسومة بشكل جيد ومنحنية باتجاه الخلف وبشكل لطيف، ونلحظ فيها الزجاج الخلفي الذي تم تعديله بشكل مغاير لشكل الباندا، كما تتميز السيارة بوجود سكك تحميل علوية كما في معظم السيارات الصغيرة المرتفعة السقف.

بالانتقال إلى الخلف، تتمتع البيري بمؤخرة متميزة بخطوط ناعمة وجناح خلفي وأضواء طولانية تمتد من منتصف المؤخرة وصولاً إلى طرف السقف.

وعموماً، نجحت بيري في أن تقدم صورة مختلفة عن صورة الفيات باندا بشكل مقبول وعصري، ويعتبر أكثر من جيد لشركة فتيّة.

المقصورة:

لم تكتفي غريت وول بتقليد التصميم الخارجي للفيات باندا والتعديل عليه، فقامت بنسخ التصميم الداخلي لمقصورة الباندا ونقله بشكل شبه حرفي، مع العلم بأن التصميم الداخلي لمقصورة الباندا ولوحة قيادتها تتميز به فيات ويعبر عن روحها التصميمية في أكثر من طراز.

وقبل التطرّق إلى تصميم لوحة القيادة، لا تعتبر نوعية صناعة وتركيب مقصورة البيري ذات مستوى جودة عالي، فعند فتح الأبواب وإغلاقها يشعر الفرد وبأنه يتعامل مع سيارة تعود إلى  أكثر من 5 أعوام، كما أن نوعية المواد المستخدمة ليست عالية الجودة، إلا أنها وفي الوقت نفسه ليست رخيصة.

 

 

المقاعد صغيرة إلى درجة ما ولا تناسب أصحاب الأوزان الثقيلة، مع العلم بأن المساحات الداخلية جيدة عموماً وتتسع المقصورة إلى 4 ركاب برحابة تامة، أو 5 بشكل مريح، وذلك من خلال المساحات الجيدة التي يوفرها المقعد الخلفي، إلا أننا دُهشنا من أن هذا الأخير أقل انخفاضاً من المقعد الأمامي، بعكس القاعدة المتبعة في جميع السيارات.

وتتمتع مقصورة البيري بعملانية جيدة من خلال عدد جيد من جيوب التحميل وحاملات الأكواب الموزعة، ويبرز أيضاً المقعد الخلفي القابل للطيّ بشكل جزئي أو نصفي، وجيب التحميل في لوحة القيادة الكبير الحجم.

وبالعودة إلى التصميم، وكما ذكرنا بأنه يعود إلى فيات، لذلك اعتبروا بأننا نصفُ تصميم لوحة قيادة هذه الأخيرة.... لوحة القيادة جميلة وأنيقة وتتمتع بتصميم ذكي ومبتكر ويحتوي على كثير من الجوانب المرحة، أبرزها الدوائر المتعددة التي تحتوي وبشكل متناظر على أزرار التحكم بالمكيف، كما تمتاز عتلة تعشيق السرعات بمكانها المتوضع في منتصف لوحة القيادة، الأمر الذي ساهم إيجاباً في زيادة الرحابة لركاب المقاعد الأمامية.

 

 

لوحة العدادات ناعمة في تصميمها وكلاسيكية، أما المقود الوحيد من رسم شركة غريت وول، فهو غير متناسب كثيراً مع لوحة القيادة، ولكن بطريقة غير مؤثرة على الجمالية العامة.

التجهيزات الداخلية هي نقطة القوة التي تتمتع بها صغيرة غريت وول التي تتفوق على معظم منافسيها، من نوافذ أمامية كهربائية ومرايا كهرباء ومسجل CD ذو صوت نقي ومكيف فعال وقفل مركزي بتحكم عن بعد وكمبيوتر الرحلة ومنافذ كهرباء، فضلاً عن وجود نظام فرامل ABS وأضواء ضباب وعجلات من الكروم، وجميع ذلك يتوفر أساسياً وبسعر منافس، وتوفر البيري المدمجة أيضاً سعة تحميل مقبولة نسبياً في صندوق الأمتعة مقارنة بحجمها الصغير.

وباختصار، تقدم البيري في مقصورتها كثير من المميزات كالرحابة والتصميم والتجهيزات، إلا أنه يعيبها التقليد الأعمى للتصاميم الأصلية والمبتكرة.

المحرك وعلبة السرعة:

نوهنا إلى أن البيري لها محرك بسعة أكبر مما عهدنا ضمن فئة سيارات الميني، فمحرك هذه الصينية يتكون من أربع أسطوانات و16 صماماً وبسعة 1.3 لتر ويولد هذا المحرك الكبير نسبياً 65 حصاناً عند 6.000 دورة في الدقيقة، أما عزمه فيبلغ 11.5 عند 4.200 دورة إلى 5.200 دورة في الدقيقة.

ولا يتسم هذا المحرك كثيراً بانخفاض مستوى استهلاك الوقود، فلم تتجاوز البيري الـ 250 كم لكل 20 لتراً من الوقود، بعكس منافساتها الأكثر توفيراً للوقود والأصغر سعة في المحرك والأقل قوة، أما بالنسبة لأرقام السرعة والتسارع، فاحتاجت البيري إلى أكثر من 13 ثا للوصول إلى مئة كم وسرعتها القصوى تصل إلى حدود 160 كم/سا، وتنتقل الحركة طبعاً إلى العجلات الأمامية الدافعة عبر علبة سرعات يدوية من 5 سرعات أمامية.

على طريق:

توقعنا قبل القيام بتجربة البيري على الطريق بأن تقدم لنا السيارة بعض من المفاجآت السارّة كون محركها كبير نسبياً، وبعد أن قمنا بتجربتها سجلنا الملاحظات التالية:

لا يتمتع المحرك بهدوء عالي، والأهم من ذلك ينقصه قليل من النشاط وسرعة التجاوب، إلا أنه أكثر من كافٍ لهذه السيارة الصغيرة.

 

 

ثبات السيارة عموماً مقبول، وركوبها مريح بدرجة جيدة كما أنها رائعة في الثبات على المنعطفات وغير مزعجة كثيراً على المطبات والحفر، غير أن علبة السرعة لا تتسم بالسلسة المتوقعة في سيارة صغيرة! فيصعب التعامل معها، وتحتاج في بعض من الأحيان لأكثر من محاولة لتعشيق السرعة المطلوبةّ.

المكابح جيدة ونظام الـ ABS يقوم بعمله بشكل مقبول، كما أن المقود يتمتع بالسلاسة المطلوبة في سيارة مدينة صغيرة.

وختاماً، قد لا تكون البيري من غريت وول سيارة متفوقة، إلا أنها تعتبر بداية جيدة بالنسبة لشركة فتيّة جداً، ولو أنها لم تتكلف في كثير من الأمور واعتمدت على التقليد الواضح، ويجب التنويه أيضاً إلى مواصفاتها الجيدة، التي تفوق جميع منافسيها والأهم من ذلك سعرها الذي لا يُنافَس.

 

 

 

 

 

خاص بموقع فنّات.كوم