ينفرد أحد مكاتب تجارة السيارات في المنطقة المجاورة
لمديرية نقل دمشق، بشراء السيارات القديمة والمعطوبة، إذ يشتريها من زبائن من
مناطق مختلفة ثم يقوم بقطرها وركنها على الرصيف المجاور لمكتبه، ليقوم بتسييرها
فيما بعد إلى معمل الحديد بحماة حيث يتم صهرها.
ويستفيد هذا التاجر من مرسوم الاستبدال، حيث يعفي صاحب
السيارة الذي ينوي إرسالها إلى معمل حماة من دفع نصف الرسوم الجمركية على السيارة
الحديثة التي سيشتريها، عوضاً عن سيارته القديمة.
وبينما يشتري هذا التاجر هذه السيارات
"السكراب" كما يطلق عليها بلغة أهل السوق، بمبالغ لا تتعدى الـ 100 ألف
ليرة للسيارة الواحدة وفي أحسن الحالات، فإنه عندما يستبدلها يختار السيارة ذات
الرسم الجمركي العالي.
وتدفع الحاجة المادية أو إصابة المركبة بأضرار أو رغبة
أصحاب السيارات القديمة شراء سيارة حديثة إلى بيعها بهذه الطريقة، رغم أن مرسوم
الاستبدال سمح بتبديل السيارات السياحية العامة التي يزيد عمرها على 33 عام،
والسيارات السياحية الخاصة التي يزيد عمرها عن 36 عاماً. لكن الكثيرين يرفضون
تبديل سياراتهم القديمة لأنهم يُكلفون عقب الاستبدال برسم سنوي بحدود سبعة آلاف
ليرة مع مضاعفة الرسوم على زيادة سعات المحركات، ثم أن تخفيض الرسم الجمركي على
السيارات السياحية الحديثة المستوردة ساوى بين الرسوم الجمركية للسيارات القديمة
والسيارات الحديثة، لتصبح ميزة تخفيض الرسم التي حددها مرسوم الاستبدال غير ذات
فائدة! كما أن هذا المرسوم يلزم ملاك السيارات القديمة الراغبين باقتناء سيارات
حديثة شراءها من الفئة 1600 سي سي !!.
أمام هذا الواقع، وإزاء وجود أعداد هائلة من السيارات
القديمة في سورية يقدر عددها بحسب بعض المصادر بثلاثمائة ألف سيارة، يصبح من الضروري
وضع قانون جديد لتبديل السيارات القديمة. يسمح بتبديلها كلها دون استثناءات ومن
غير شروط، بدلاً من تركها تسير على الطرقات المحلية مع ما تسببه من ضرر بيئي وتلوث
بصري –طبعاً ليست جميعها- وكلفة الصيانة العالية الذي تتسبب به، لأن أصحاب هذه
السيارات يرغبون بتبديل سياراتهم التي قد يصل عمر بعضها إلى 50 عاماً بسيارات أخرى
حديثة، بدلاً من ترك الساحة خالية لبعض التجار لشراء هذه السيارات بأسعار بخسة،
بحجة أنها خردة ولا تنفع لشيء.
وحتى صدور قانون كهذا سيبقى قرار استبدال السيارة رهناً بإرادة
صاحبها، الذي هو مخيرٌ بين أن يبيعها خردةً بأبخس الأثمان، وبين أن يقوم
باستبدالها متكبداً نفقات كبيرة. وربما كان الاحتفاظ بالسيارة القديمة هو الخيار
الأنسب كما يفعل الكثيرون الآن.
خاص بموقع فنّات.كوم