يبلغ عدد العائلات في سورية بحسب
الجهاز المركزي للإحصاء 3.5 مليون عائلة، بينما بلغ عدد وسائل النقل المختلفة
1.367 مليون ثلثها من السيارات السياحية، أي ما يعادل حوالي 9% من العائلات السورية
تمتلك سيارة! ولعل هذه النسبة من أخفض النسب العالمية، إذ على سبيل المثال تمتلك
86% من العائلات في السعودية سيارة، فيما يمتلك 15% من الأسر السعودية ثلاث سيارات
فما فوق، أي أن نسبة العائلات السعودية التي تمتلك ثلاث سيارات فأكثر يفوق عدد
الأسر السورية التي تمتلك سيارة واحدة فقط!.
وتراجعت نسبة امتلاك العائلات السورية
للسيارات 1% منذ العام 2005 حيث كانت تشكل 10% من إجمالي عدد العائلات في سورية،
رغم ازدياد عدد السيارات الملحوظ وتوسع نشاط سوق السيارات المحليأ! إلا أن أغلب هذه السيارات استثمرت في
النقل العام ونسبة قليلة منها اشتريت لاستخدامها سيارة للعائلة، لأن الكثيرين
مازالوا يعتبرون أن شراء سيارة للاستخدام
المنزلي تجميدٌ للأموال دون أن تعود على صاحبها بفائدةٍ مادية.
وتشكل السيارات الحكومية نسبة هامة من
السيارات السياحية الخاصة في سورية، لكن لا أرقام مؤكدة تحدد عددها ولو أن بعض
المعلومات تشير إلى أن السيارات الحكومية تستهلك أكثر من نصف البنزين المباع
محلياً بقليل! مما يطرح احتمال أن تشكل السيارات الحكومية نسبة كبيرة من إجمالي
السيارات السياحية في سورية.
وتتفق جميع الآراء على أن تجارة
سيارات النقل العام هي الأكثر مبيعاً في السوق المحلية، ويكفي الإشارة إلى أن عدد
السرافيس العاملة في البلاد بلغ حوالي 50 ألفاً وكان هذا الرقم مرشح للتصاعد لو لم
يتم إيقاف استيرادها منذ مدة، بينما يحقق بيع السيارات الخاصة نمواً سلبياً في
مقابل النمو السكاني المرتفع رغم أهمية وجود سيارة واحدة لدى كل عائلة، ورغبة معظم
العائلات السورية في اقتناء سيارة، إلا أن بعضها يجد في اقتناء السيارة كلفة
باهظة، وبعضها الآخر تفضل استثمار المبلغ المخصص لشراء السيارة في أعمال تدر عليه
عوائد مالية.
إن حصول كل عائلة سورية على سيارة،
شعارٌ ربما على كل الجهات والأطراف المعنية أن تسعى لتطبيقه، لما سيحققه هذا
الشعار في حال تطبيقه من مكاسب للجميع، كي لا يظل اقتناء السيارة حقاً مشروعاً
لبعض الشرائح الاجتماعية دون غيرها، وعسى أن يأتي يوم نطرح فيه سيارة لكل مواطن
خاصة، إذا علمنا أن بلداً مثل إيطاليا لدى كل ألف من سكانها 600 سيارة!.
خاص
بموقع فنّات.كوم