نسفت فيات سنوات القحط التي مرّت بها ما بين
بدايات القرن الجديد والعام 2007 من خلال سيارة صغيرة باسم 500، استطاعت أن تثبت
عبرها الشركة الإيطالية بأنها أفضل من ينتج سيارات صغيرة على الأرض، وأعادت الـ
500 فيات إلى واجهة عالم السيارات من جديد، وأضحت الرمز لها.
وتعتبر 500 الجديدة إعادة لتاريخ الشركة
الإيطالية قبل 50 عاماً، عندما أطلقت فيات طراز صغير باسم 500 عام 1957، واقتُبست
الخطوط التصميمية للجيل الجديد منه، ولكن بقالب عصري ومميز وذروة في الفرادة،
مكَنها بالإضافة إلى العديد من الميزات الأخرى من الفوز بكم هائل من الجوائز،
أبرزها سيارة العام 2008 في أوروبة، الشرف الأعلى الذي يمكن لسيارة على الأرض أن
تناله، فضلاً عن تحقيقها لنجاح أكبر من توقعات فيات، الأمر الذي تسبب لها بإرباك
في عملية الإنتاج، أجبرها على زيادة حتمية في حجم الإنتاج السنوي لتغطية الطلبات،
فبعد أسابيع قليلة من طرحها صيف 2007 تم حجز جميع الكميات المقرر إنتاجها لنهاية
ذلك العام، علماً بأن فيات لم تقم لحينها سوى بتسويقها في إيطاليا وفرنسا!
وتداركت الشركة الإيطالية الأمر وقامت بزيادة
الإنتاج السنوي المقرر مع بداية العام 2008، وحصدت بعدها نجاحاً كبيراً عبر
تسويقها في مختلف أسواقها العالمية وأينما حلت توجت بالألقاب والجوائز، ووصلت
إلينا مؤخراً في سوريا، فكيف هي على أرض الواقع؟
التصميم الخارجي:
من المسلمات به ريادة الطليان على صعيد
العالم في مجال التصميم وفي كافة مجالات الحياة، والسيارات إحدى أكثر ما يبرع
الإيطاليون في تصميمها، ونتائج أعمالهم وتحفهم الفنية والأسماء اللامعة في عالم
تصميم السيارات خير شاهد على ذلك، من طرازات فيراري إلى لامبورغيني ومازيراتي
وألفا روميو وبنين فارينا وجورجيتو جيوجيارو وغيرهم كثير وكثير...
وصغيرة فيات الـ 500 الجديدة، برهان أخر على
عظمة التصاميم الإيطالية، فهي عبارة عن شكل ساحر ومتفوق ضمن قالب صغير يجبر الجميع
على احترامه، حتى لو كان لا يحتوي على محرك لدفعه!
وهذه السيارة الأكثر من صغيرة في شكلها
الخارجي، لدرجة تشعر وأنت تنظر إليها بأنك قادر على الإمساك بها بيد واحدة فقط
وقذفها بعيداً، ولكنك لن تفعل ذلك حتماً ولو كنت قادراً على ذلك! لأن جمالها
الخارجي سيأسر عقلك قبل قلبك لشدة روعته ودقة رسمه....
وكما ذكرنا فإن خطوطها تعود إلى 50 عاماً في
روحها، ولكنها في الواقع توحي إلى المستقبل أكثر من الحاضر، فمن الأمام تبرز
المقدمة الصغيرة بأضوائها الأمامية البيضوية المسحوبة إلى الخلف والمزدوجة
المتوضعة فوق بعضها بشكل غير مستهلك من قبل، ناهيكم عن التموجات على غطاء المحرك
والانتفاخات الموزعة على المقدمة وجوانبها، ويبزغ شعار فيات الجديد الذي يتوسط
خطين من الكروم بشكل مطابق للجيل الأول، إلا أن غطاء المحرك يعتبر اللمحة الأكثر
تميزاً في التصميم بجانب الأضواء، فهو مرتفع بشكل واضح ويقسم السيارة إلى نصفين
علوي وسفلي، ويتميز الأخير بالصادم المرسوم بشكل راقي، يحتوي على شبك تهوية سفلي
يتوضع في أقصى جوانبه أضواء ضباب دائرية وبارزة عن مكانها.
ويمتد جمال المقدمة إلى الجانب، حيث يتجلى
صغر الـ 500 الأشبه بالفأرة المرحة، فالمقدمة قصيرة والجزء الجانبي كذلك، فهو
مختصر بشكل لا يمكن أن تتخيل وجود سوى مقعدين أماميين ومن ثم صندوق الأمتعة بشكل
مباشر.
ويتكامل غطاء المحرك الذي يقسم السيارة بشكله
مع الخطوط الجانبية المقسومة إلى جزأين على كامل الجانب، ويظهر أيضاً شكل المرايا
النافر وقبضة الباب الكبير المرسوم بحرفية والمصنوعة من الكروم، بالإضافة إلى
الرفارف النافرة المحيطة بالعجلات المذهلة في شكلها الأكثر من فريد والذي يتوسطه
شعار الـ 500.
وتتجلى مؤخرة الإيطالية الصغيرة المتناسقة في
خطوطها مع التصميم العام، والمستوحاة أيضاً من الجيل الأول، عبر أضوائها المستطيلة
والمائلة باتجاه الأعلى وذات اللونين، ووجود كروم فوق لوحة السيارة وجناح خلفي فوق
الزجاج، دون نسيان الخط المنصف.
وعموماً، الـ 500 الجديدة أجمل بكثير على أرض
الواقع من الصور، وأسمى من أن تستطيع آلاف من الكلمات وصف شكلها الخارجي، فهي
تتحدى العالم بشكلها الصغير والظريف، وتلقن الأرض درساً في كيفية الانتقال من
الماضي إلى المستقبل.
المقصورة:
سيشكل النظر إلى الـ 500 من الخارج صدمة
عاطفية تأجج المشاعر وتثير الأحاسيس، وسيعتقد المرء بأن الدخول إلى السيارة سيخفف
من أثار هذه الصدمة، ولكنه سيصدم مرة ثانية فور دخوله إلى السيارة، فالمقصورة لا
توازي في شكلها فقط الجمال الخارجي بل وتتفوق عليه أيضاً.
التصميم الداخلي مميز وباهر في أدق تفاصيله،
بدءاً من لوحة القيادة التي تعكس عبر لوح معدني كبير، اللون الخارجي مع وجود شعار
الـ 500 على جانبه الأيمن، وصولاً إلى المقود الصغير والدائري بشكل أكثر من متناغم
مع روح السيارة العام عبر منتصفه الدائري الكبير الذي يتوسطه شعار كبير لفيات،
ويدعم ذلك لوحة العدادات الدائرية أيضاً والكبيرة في حجمها، والمجموعة بشكل شامل
ومتكامل ضمن عداد واحد! يتوسطه كومبيوتر للرحلة.
ولا تقف العناية بالتفاصيل عند لوحة القيادة،
بل تمتد لتشمل أصغر أجزاء المقصورة، فعتلة تعشيق السرعات مثبتة في وسط لوحة
القيادة، الأمر الذي ساهم برفع المساحات الداخلية، وقبضات الأبواب الداخلية مميزة
بشكلها ومصنوعة من الكروم، وحتى فرش المقاعد فريد في كل شيء، من لونه الأحمر إلى
خياطته وشكل مسند الرأس الدائري ولونه المغاير للون المقاعد!
المساحات الداخلية هي نقطة قوة لدى هذه
الفأرة، التي لا يمكن أن يقنعك شكلها الخارجي أبداً بإمكانيتها على استيعاب 4 ركاب
بالغين بشكل مريح، فالمقاعد الأمامية مريحة جداً لدى الجلوس عليها وتوفر أيضاً
مساحات جيدة للأقدام والرؤوس، بينما يوفر المقعد الخلفي السهل الوصول إليه بعكس
كثير من السيارات المشابهة، مساحة مقبولة إلى حد ما بالنسبة إلى راكبين بالغين على
صعيد الأقدام، إلا أنه لا يقدم ارتفاعاً كافياً على صعيد الرؤوس، مما قد يزعج
الأشخاص المتوسطي إلى طوال القامة.
ولا تغيب العملانية عن المقصورة عبر وجود عدد
جيد من جيوب التحميل وحاملات الأكواب، الأمر الذي طالما أولاه الأوروبيون في
سياراتهم أهمية فائقة، خاصة الفرنسيين والإيطاليين، إلا أنه يعيب الـ 500 غياب
الغطاء لجيب لوحة القيادة، أما على صعيد جودة المواد المستخدمة في بناء المقصورة،
فهي أكثر من مرضية، من خلال اعتماد الكروم والجلد وأنواع من المعادن والبلاستيك
العالية الجودة.
وبالنسبة إلى التجهيزات الداخلية فحدث ولا
حرج، فسيارة التجربة مزودة بتجهيزات لا يمكن أن تراها في سيارات تفوقها في فئتين
أو حتى ثلاثة، وذلك من خلال فرش مقاعد من الجلد الطبيعي، ومكيف رقمي منفصل! ومرآة
داخلية خافتة للنور المبهر، ومسجل صوت CD MP3 مع وجود مدخل أساسي
للـ USB ونظام
صوتي مطور بالتعاون ما بين فيات ومايكروسوفت، فضلاً عن تحكم على المقود وبلوتوث
للتحكم بالهاتف، ويجب التنويه أيضاً إلى وجود نظام للتحكم بالأوامر صوتياً وفتحة
سقف تمتد من مقدمة السيارة إلى منتصفها، وطبعاً نوافذ ومرايا كهربائية وقفل مركزي
بتحكم عن بعد، كما أن المفتاح بحد ذاته مميز في تصميمه المتماشي مع الروح العامة
للـ 500.
ولن تغفل فيات عوامل الأمان، فهي زودت سياراتها
الصغيرة بـ 6 أكياس هواء، وعدة أنظمة لتجنب الحوادث كنظام ASR و ABS ونظام
للتنبيه قبل وقوع الحادث، وعدة عوامل للحماية بعد وقوع الحادث، كقضبان جانبية
للحماية ودواسات تطوى آلياً عند وقوع الحادث وغيرها.... مما منح هذه الصغيرة تقدير
5 نجوم من 5 في اختبارات الأمان الأوروبية الأشد صرامة وتعقيداً في العالم.
وأخيراً، لن يقف المرء مذهولاً فقط عند
التصميم الخارجي والداخلي فقط والعوامل الأخرى المميز في المقصورة، بل سيزداد
ذهولاً عند فتح صندوق الأمتعة الذي يعتبر أكثر من كبير قياساً لحجم السيارة، على
الرغم من عدم قدرته على استيعاب كماً كبيراً من الأمتعة، إلا أنه يستطيع نقل كمية
لا بأس بها من الحاجيات.
المحرك وعلبة السرعة:
يدعم محرك الـ 500 وعلبة سرعتها التصميم
الخارجي والمقصورة والتجهيزات في أن هذه الإيطالية أكبر بمراحل من مجرد سيارة
صغيرة، فقلبها النابض يفوق قلوب منافسيه جميعاً جرأة وقدرة وحجماً، فهو نفسه
المستخدم في شقيقتها الأكبر برافو (دون توربو) والمؤلف من 4 أسطوانات و 16 صماماً،
بسعة 1.4 لتر ويولد استطاعة تبلغ 100 حصان (الرقم محفور على المحرك!) عند 6.000
دورة في الدقيقة، أما عزمه الأعظمي فيبلغه عند 4.250 دورة في الدقيقة بقيمة 13
كغ.م، وينهض المحرك هذا بالفيات من التوقف إلى سرعة 100 كم/سا في غضون 10.5 ليصل
بها إلى حدود الـ 180 كم/سا كسرعة قصوى.
وتصل الطاقة من المحرك إلى العجلات الأمامية
الدافعة من خلال علبة سرعات مكونة من ست سرعات أمامية! أجل ست سرعات لسيارة
صغيرة... يبلغ متوسط استهلاكها للوقود حوالي 300 كم لكل 20 لتراً من الوقود.
على الطريق:
تدرجنا من خلال تجربتنا للفيات 500 من مرحلة
إلى مرحلة، ونحن ننتقل من مفاجأة إلى أخرى أشد تأثيراً وروعة، ووصلنا الآن إلى
الاختبار الفعلي على الطريق.... ادخل إلى السيارة وضع المفتاح في مكانه وأدر
المحرك... صوت هادئ ومتزن للمحرك ودوران وتشغيل سلس، انطلق بالسيارة الأمور جميعها
ممتازة، والركوب لا تعطيه كلمة مريح حقه، فهو أفضل من مريح، خاصة على المطبات
والحفر المنتشرة أكثر من سيارات على طرقاتنا.
قم بزيادة السرعة سيزداد ارتفاع صوت المحرك،
تجاوز سرعة الـ 100 كم/سا... ستحبط بالنتيجة فعلياً، فبعد كل تلك النتائج المذهلة
ستجد بأنها لا تتمتع بثبات عال على السرعات العالية خاصة مع ازدياد السرعة لتتجاوز
الـ 120 كم/سا، الأمر الذي قد يبرره صغر حجمها وركوبها المريح جداً.
المقود سلس ومتجاوب بشكل جيد، والفرامل
مقبولة جداً إلى عادية! وتبرز علبة السرعات المرنة في عملها وسهلة التعشيق ما بين
النسب.
وختاماً، وبعد تجربة ممتعة مع سيارة أكثر من
ممتعة، ذات تصميم مرسوم بأيدي أحفاد مايكل أنجلو ورافاييل وأفكار مقتبسة من عبقرية
دافنشي، اجتمعت لتكوّن أفضل سيارة صغيرة على كوكب الأرض، تنفي بأن تكون فيات
الشركة الأفضل في صنع السيارات الصغيرة في العالم، لتثبت بأن الشركة الإيطالية هي
المرجع والزعيم المطلق لصناعة السيارات الصغيرة في الكون!
ولكن، يجب التنويه قبل الختام إلى أن الـ 500
وخاصة سيارة التجربة لا يعتبر سعرها منافس جداً، فمع 1.600.000 ل.س ثمناً لسيارة
صغيرة مع فراغها، لا يمكن أن تجد الجرأة الكافية لدى معظم الناس لاستثمار أموالها
في حجمها الصغير، فمقابل ذالك المبلغ يمكن شراء البرافو مثلاً الأكبر والأكثر قوة
ومناسبة لحياة معظم أبناء سوريا، فإذا ما قارن بينها وبين السيارات الصغيرة في
سوريا، ستتفوق الـ 500 على منافسيها جميعاً من حيث المواصفات الفنية والتقنية
والتصميم إلا أن جميع منافسيها ضمن نفس الفئة أقل منها بالسعر بأشواط تجعل من الـ
500 منافس ضعيف نسبياً.... إلا للراغبين بالتميز.
الايجابيات
|
السلبيات
|
تصميم خارجي وداخلي من الماضي مرسوم بشكل
أكثر من رائع
|
لا تتمتع بثبات عال عند تجاوز سرعة الـ 120
كم/سا
|
تجهيزات مترفة لسيارة صغيرة، وجودة صناعة
وتجميع عالية
|
محرك مرتفع الصوت عند السرعات العالية
|
محرك نشيط ومتفوق في فئته وعلبة سرعات
سداسية النسب.
|
سعر مبالغ به لسيارة صغيرة
|
نوعية ركوب من الدرجة الممتازة
|
-
|
السيارة
|
فيات 500 عادي 1.4
|
المحرك
|
أمامي عرضي بشكل متتالي
|
عدد الأسطوانات
|
4
|
عدد الصمامات
|
16
|
سعة المحرك (سم³)
|
1368
|
الاستطاعة (حصان/د.د)
|
100/6000
|
عزم المحرك (كغ متر/د.د)
|
13/4250
|
الاندفاع
|
شد أمامي
|
علبة السرعة
|
6/عادي
|
المكابح(أمام/خلف)
|
أقراص مهواة/أقراص
|
العجلات والإطارات
|
15-55 /185
|
الطول/العرض/الارتفاع/قاعدة العجلات(مم)
|
3546/1627/1488/2300
|
سعة صندوق الأمتعة (لتر)
|
180
|
سعة خزان الوقود (لتر)
|
35
|
التسارع من 0 إلى 100 كم (ثا)
|
10.5
|
السرعة القصوى
|
180
|
استهلاك الوقود الوسطي(كم/20 لتر)
|
300
|
السعر مع الفراغ
|
1,275,000
|
خاص بموقع فنّات.كوم