راجت كثير من الشائعات في الشهور القليلة الماضية
حول عزم مجموعة سيربيروس الاستثمارية، على بيع شركة كرايسلر التي اشترتها عام
2007، وكان من بين المرشحين لشراء الشركة الأمريكية التي لم تعرف النجاح منذ السنوات
الأخيرة لها مع مرسيدس، مجموعة رينو - نيسان وجنرال موتورز.
ولكن المفاجأة جاءت من إيطاليا عبر شركة فيات
التي أذهلت العالم يوم أمس بإعلانها رسمياً توقيع اتفاقية مع مجموعة سيربيروس، تم
بموجبها نقل ملكية 35% من أسهم كرايسلر إلى ملكية فيات، وذلك بنسبة الأغلبية التي
تسمح للشركة الإيطالية بالسيطرة على مجموعة كرايسلر الأمريكية، مع إمكانية رفع حصة
الشركة الإيطالية إلى 55% بعد مدة قصيرة، الأمر الذي نشأ عنه ولادة مجموعة عالمية
جديدة في صناعة السيارات هي فيات – كرايسلر.
وتعتبر هذه الاتفاقية العامل الأساسي لإعادة
كرايسلر إلى الحياة من جديد، فهي لم تذق طعم الراحة والهناء منذ أيامها الأخيرة في
أحضان مرسيدس، فمع فيات يمكن للشركة الأمريكية الاستفادة من خبرات الأولى في
الأنظمة الحديثة لتوفير الوقود والاستهلاك والمحركات الصغيرة الحديثة الموفرة
للوقود وقليلة الانبعاثات وقواعد العجلات اللازمة لإنتاج سيارات صغيرة ومتوسطة
وغيرها من التقنيات التي تتمتع بها فيات الرائدة على صعيد إنتاج السيارات المتوسطة
الحجم والصغيرة، وخاصة بأننا في زمن السيارات الصغيرة الموفرة للوقود وقليلة
الانبعاث، فصغير اليوم أفضل وأكثر قدرة من كبير الأمس.
وسيتحقق الحلم أخيراً يا فيات... فأبواب
أميركا هاهي تقرع أمامك تمهيداً للدخول إلى أكبر سوق للسيارات على الأرض ومن باب
واسع، وعبر شبكة كرايسلر المنتشرة في كامل أرجاء الولايات المتحدة طبعاً، مما
سيوفر ملايين وملايين من عملية التسويق فضلاً عن اكتساب خبرات من الشركة
الأمريكية.
وسيتم العمل مباشرة بالاتفاقية والاستفادة
أولاً من شبكات التوزيع، والأهم من ذلك كله هو عدم وجود أي بند في الاتفاقية يجبر
فيات على دفع مبالغ من المال حالياً أو حتى ضخ جزء من رصيدها إلى رصيد كرايسلر في
المستقبل.
وستعود هذه الاتفاقية - في حال نجاحها طبعاً
– بالفائدة إلى كلا الطرفين، فكرايسلر الواسعة الانتشار في أسواق أميركا الشمالية
ستمثل القواعد لانطلاق فيات الغائبة باتجاه هذه الأسواق، وبالعكس فإن فيات الحاضرة
بقوة في أوروبا الغربية والشرقية وأميركا اللاتينية وبعض أسواق شمال أفريقيا وآسيا
ستمثل شبكة مثالية لانطلاق كرايسلر إلى العالمية، وتستطيع فيات الآن تسويق
سياراتها الصغيرة كـ 500 الهائلة النجاح في الولايات المتحدة، التي ستكون كرايسلر
الموزع أيضاً لألفا روميو والتي ستجذب عواطف الأميركيين وباقي ماركات المجموعة الإيطالية
(لانسيا، مازيراتي وفيراري).... إلا أنه يتوجب على فيات الاستفادة من مصانع
كرايسلر لإنتاج طرازاتها، وكما سينتج عن ذلك تبادل في قواعد العجلات وتطوير مشترك
لطرازات حديثة وبكلفة أقل.... والأيام وحدها الكفيلة في أثبات قدرة فيات التي باتت
تسيطر على مجموعة تنتج حوالي 5 ملايين سيارة سنوياً على التحول إلى ركيزة من ركائز
صناعة السيارات في التاريخ الحديث أم لا؟
خاص بموقع فنّات.كوم