سعياً من هيونداي إلى الدخول من الباب الواسع إلى أوروبة، قامت الشركة الكورية المتفوقة على نفسها، في السنوات القليلة الماضية، بافتتاح مكاتب أبحاث وتصميم لها في قلب القارة العجوز، ومن أبرز ما نتج عن هذه المكاتب كان طراز هتشباك باسم i30، لمنافسة غولف وميغان وغيرها من سيارات الهتشباك الأوروبية العتيدة.

ولم يك مقرراً لهذه الهتشباك أن تُسوق خارج أوروبة، إلا أن هيونداي مؤخراً قامت بتسويق i30 في بعض الأسواق ومن بينها سورية، التي وصلت إليها وإلى صالات فنّات الرائدة في مجال السيارات وعرض أحدث وأهم السيارات الجديدة.

ورغبة من فنّات في إعطاء صورة أدق لعملائها وزوار موقعها الكرام، قامت بتجربة هذه السيارة عبر فريق خبرتها، وإليكم التجربة...

 

 

التصميم الخارجي:

كما هو موضح، استهدفت هيونداي من طراز i30، أول من حمل تميز الـ i الحرف الأول من كلمة intelligent أو "ذكي"، وأول من حمل أيضاً شبك التهوية الكرومي الجديد من هيونداي، الأسواق الأوروبية بشكل مباشر وشبه حصري.

ولذلك عملت هيونداي مع مصمميها في مكاتبها في أوروبة، على الخروج بشكل يتناغم مع الأذواق الأوروبية المرهفة والذواقة للتصاميم الأرقى والأجمل في العالم، ويتجلى ذلك بوضوح على الشكل الخارجي للهتشباك i30 المميزة فعلياً عن بقية تصاميم سيارات الهيونداي، خاصة بالمقارنة مع الأخت غير الشقيقة "أفانتي" السيدان، (للتنويه لا تحظى سيارات السيدان الصغيرة أو المتوسطة بشعبية كبيرة في معظم الأسواق الأوروبية، بعكس سيارات الهتشباك الواسعة الانتشار).

 

 

وتبرز المقدمة المنحنية باتجاه الأسفل، مع شبك التهوية الكرومي الجميل والأنيق، والذي يتوسط الأضواء الأمامية غير المسبوقة في شكلها من هيونداي، وهذه الأخيرة فريدة فعلياً بتموجاتها وشكلها المسحوب للجانب، بطريقة ترسم بعض من ملامح الرشاقة على شكل السيارة، بالإضافة إلى تموجات جميلة جداً على جانب غطاء المحرك الانسيابي.

كما تستحق الشركة الكورية الثناء على شكل ومكان أضواء الضباب، والصادم الأمامي الأكثر من أنيق وفتحة التهوية السفلية المرسومة بدقة، ويتكامل تصميم المقدمة مع الجانب الأنيق والراقي بهدوئه وشكل الزجاج الجانبي، الذي يعتبر اللمحة الأجمل في i30.

وتطغى الأضواء الأمامية والخلفية بقوة على جانب السيارة، بفضل الامتداد الواضح لها، وتتميز الأضواء الخلفية بروعة شكلها الطولاني الذي يتوسع كلما اتجهنا نحو الأسفل، لتشغل حيز كبير من المؤخرة المتناسقة مع التصميم العام.

 

 

وعموماً، تعتبر i30 نموذجاً جديداً من هيونداي بتصميمه الأوروبي الروح، غير أنه لا يمكننا القول بأنها ترقى إلى جمال منافساتها الأوروبيات، رغم احتفاظها برونقها بعد أن مضى أكثر من عامين على طرحها منذ بداية العام 2007.

المقصورة:   

أصبحت مقصورات هيونداي أو كيا في السنوات القليلة الماضية رمزاً  للعملية والمرونة وجودة التصنيع والرحابة الداخلية، وهذا ما لا تشذ عنه سياراتنا اليوم، فعند فتح أبواب i30 وإغلاقها يدرك الفرد منا مدى جودة التصنيع التي باتت تتمتع بها سيارات هيونداي.

وقد حظيت i30 من الداخل بكم وفير من المواد العالية الجودة، والمعالجة بطرق تضمن استمرارها لعمر طويل دون أن تتأثر أو تظهر عليها علامات الزمن، كالبلاستيك الأكثر من جيد المستخدم في صناعة لوحة القيادة والقماش العالي الجودة الذي يكسو المقاعد وحاشيات الأبواب.

 

 

من جهة أخرى، توفر المقاعد راحة ركوب لا تضاهى سواء الأمامية منها، التي تلتف على الجسم لتثبيت أفضل أو الخلفية، ولخمسة ركاب مع مساحات كبيرة من جميع الجهات تجعل من مقصورة i30 مثالية لأي عائلة، باستثناء الانخفاض الواضح لارتفاع السقف في المقعد الخلفي، الأمر الذي قد يؤثر سلباً على الأشخاص الطوال القامة فقط.

ولا شك بأن التصميم الداخلي أفضل من معظم شقيقاتها، كون السيارة موجهة للأوروبيين المتطلبين للعناية بأدق التفاصيل، ومن هنا قامت هيونداي بوضع لوحة القيادة الموجودة في أفانتي، خفضاً للتكاليف كمعظم الشركات العالمية، ولكن بعد تعديلها وتشذيبها لتصبح أكثر أناقة ورقياً.

فالعدادات تتمتع بتصميم عصري جداً ومرتب بشكلها الدائري المحاط بأساور من الألمنيوم، والتي يتوسطها كمبيوتر رحلة يعتبر الأكثر تطوراً من هيونداي في فئة السيارات المتوسطة، بفضل توفيره كماً كبيراً من البيانات وإنارته الزرقاء الجميلة.

ويتكامل رقي العدادات مع المقود الفريد في تصميمه من الشركة الكورية، ولوحة القيادة المميزة في شكلها الجميل، والمدروسة بدقة للتحكم بها بسهولة، بفضل الأزرار الكبير الحجم ومكان توضع التجهيزات السهل الوصول.

وبالنسبة إلى التجهيزات، قد تكون علامة سلبية في سيارتنا اليوم كون سيارة التجربة المتوفرة لدينا قليلة المواصفات، فلا وجود لمسجل للصوت دون غياب مكبرات الصوت الموزعة في أرجاء المقصورة، إلا أنه يتوفر مكيف فعال جداً كم هو معروف عن المكيفات الكورية الصنع، وهذا المكيف يمكن اعتباره نصف آلي بفضل حداثته، كما توجد فتحة سقف كبيرة نسبياً ونوافذ كهربائية الحركة مميزة جداً بشكل أزرار التحكم بها غير المعهود من هيونداي، ويوجد أيضاً براد عملي ضمن جيب لوحة القيادة، مع مخارج إضافية للكهرباء وقفل مركزي بتحكم عن بعد.

 

 

وللأمان تم تزويد i30 بكيس هواء للسائق ونظام ABS وعجلات كروم جميلة الشكل، كما تقدم المقصورة عدداً كبيراً من جيوب التحميل الموزعة وحاملات الأكواب، ويمكن أيضاً طي المقاعد الخلفية بشكل جزئي أو كلي لزيادة مساحات التحميل، التي تعتبر جيدة وتلبي متطلبات العائلة اليومية.

وعموماً تتفوق مقصورة i30 من جهة الاعتناء بالتفصيل والدقة في الصنع على معظم سيارات فئتها من هيونداي وكيا، إلا أنها ومع ذلك تبقى أقل تميزاً من منافساتها الأوروبيات، ويمكن الحصول على مقصورة أكثر تميزاً في حال كانت i30 كاملة المواصفات.

المحرك وعلبة السرعة:

أثبتت هيونداي جدارة محركاتها بفضل التطوير المستمر لها، والتي باتت معروفة ومجربة بقوتها ونشاطها واستهلاكها المنخفض بشكل عام لدى معظم السوريين والبلاد العربية التي تنتشر فيها السيارات الكورية، كجمهورية مصر على سبيل المثال لا الحصر.

ومحرك هيونداي الرباعي الأسطوانات ذو سعة 1.6 لتر أشهر من يعرف، غير أن المميز في محرك i30 هو التعديلات المضافة عليه، فهو يولد 126 حصاناً عند 6.300 دورة في الدقيقة عوضاً عن 122 حصاناً عند 6.200 دورة في الدقيقة، وعزمه أيضاً أكبر بواقع 15.5 كغ.م عند 4.200 دورة في الدقيقة عوضاً عن 15.2 كغ.م.

وتنقل علبة سرعات أوتوماتيكية من 4 نسب أمامية الحركة إلى العجلات الأمامية الدافعة طبعاً، لتؤمن للسيارة تسارعاً جيداً بواقع 12 ثا للوصول إلى سرعة 100 كم/سا عند الانطلاق من مرحلة التوقف، لتنطلق الهيونداي إلى سرعة قصوى تفوق الـ 190 كم/سا.

أما معدل استهلاكه للوقود، فيبلغ وفقاً للأرقام المنشورة في القارة الأوروبية حوالي 300 كم/سا، أما على الواقع فالرقم أقل من ذلك وبنسبة جيدة قدرناها حسب التجربة بأكثر من 220 كم لكل 20 لتراً من الوقود... وهذا رقم ممتاز لسيارة من هذا الحجم بهكذا محرك متفوق.

 

 

على الطريق:

 قامت هيونداي ببناء i30 على قاعدة طراز كيا سيد الموجه للأسواق الأوروبية، والذي عرف نجاحاً طيباً هناك، ومن هنا يمكنكم لمس التطور الذي تتمتع به هذه القاعدة، عبر توفيرها لركوب مريح في المقصورة أثناء السير على الطريق وثبات جيد جداً على المنعطفات، وعزل مقبول للمقصورة عن الأصوات الخارجية، وصوت المحرك المرتفع قليلاً.

والمحرك وكما ذكرنا يقدم قوة كبيرة نسبة إلى سعته وحجم السيارة، الأمر الذي يزرع الثقة في قائد السيارة بفضل التجاوب السريع للمحرك وكرمه في عدد الأحصنة، بطريقة ترفع فئة هذه السيارة إلى مصافي سيارات السيدان المزودة بمحركات بسعة 1.8 لتر أو 2.0 لتر.

الفرامل فعالة بطريقة تكبح قوة المحرك بسلاسة، والمقود متجاوب وسلس التحكم، فضلاً عن علبة سرعات تؤدي وظيفتها بصمت وهدوء وراحة بال....

وختاماً، وبعد تجربة شيقة مع i30 الوافدة الجديدة إلى سوق السيارات السورية، والتي تضيف تميزاً وتنوعاً على تنوع مجموعة السيارات الكورية الأكثر ملائمة للسوق السورية والأسواق العربية المماثلة، يمكننا القول بأنه بات يتوفر لدينا سيارة وسط، تجمع خصائص السيارات الكورية الاقتصادية والمعتمد عليها، والسيارات الأوروبية المميزة والرائعة، وذلك بسعر منافس فعلياً قد يجعلها الهتشباك الكبيرة الأكثر انتشاراً في شوارعنا قريباً...

 

 

 

 

خاص بموقع فنّات.كوم