لم
تكن صناعة السيارات السورية حلماً فحسب داعب أجيال متعاقبة أضناها مشقة اقتناء
سيارة، بل كانت ضرورة وطنية تمليها مصلحة حماية الاقتصاد لتوطين هذه التقنية في
البلاد، وتخفيف حجم مبالغ العملات الأجنبية المرصودة لاستيراد السيارات، وتصميم
سيارة تلائم الأجواء والطرقات السورية.
وعندما
ظهرت شام على الساحة، لاحقتها الانتقادات والاتهامات وكان المنتقدون أكثر من
المرحبين، وطالت شكل السيارة واستهلاكها للبنزين و... ومنها من طالب بالتعاون مع
كبرى الشركات العالمية، متناسياً أن هذه الشركات عندما ستتعامل مع صانع ناشئ ستحرص
أن تبقى معامله خطوط تجميع، ولن تسمح له بالتصنيع أو نقل التقنية العالية.
هذه
الانتقادات مع طموحات وخطط منتجي سيارة شام المستقبلية وجملة مسائل أخرى، حملتها
فنّات للمدير العام للشركة السورية الإيرانية لتصنيع السيارات للمهندس محمد زياد
الناعمة، الذي استقبلنا في مكتبه وكان لنا معه هذا الحوار:
·
كم تبلغ الطاقة الإنتاجية الحالية
لمعمل سيامكو؟
الطاقة الإنتاجية يحكمها طلب السوق،
هنالك طاقة مستهدفة تبلغ 40 سيارة باليوم وبوسعنا تحقيقها بكل بساطة، لكن عندما نجد
أن حاجة السوق تتراوح من 300 إلى 600
سيارة بالشهر، فإن المعمل يوائم بين إنتاجه وبين طلب السوق، لذلك إن ما ننتجه
حالياً هو 25 سيارة يومياً ولسنا مضطرين لتجاوز عتبة إنتاج 30 سيارة باليوم، بسبب
الركود في السوق المحلية والأزمة العالمية، فالشركة لا تهدف إلى مبيع السيارة فقط،
بل إلى إنشاء بنية تحتية لصناعة جديدة ونقل تكنولوجيا حديثة وخلق صناعات رديفة وتأمين
فرص عمل مع هامش ربح، وهذه الصناعة ستساعد على مضاعفة فرص العمل المطلوبة وتنمية الصناعات
الرديفة وتوطين صناعة مكونات السيارة، مما سيساعد المنتج على خفض سعر سيارته بصورة
أكبر، مع التأكيد بأن أرباح المعمل كانت زادت لولا مرسوم خفض رسم الإنفاق
الاستهلاكي على السيارات، الذي ساوى بيننا وبين السيارات المستوردة، وفقدنا الهامش
الذي كان يميزنا عن السيارات الأجنبية، عندما كانت الرسوم على قطع السيارات أقل من
الرسوم السيارات الجاهزة.
·
لكن سيامكو بدأت شركة لتجميع
سيارات لا صناعتها؟
أغلب معامل صناعة السيارات في العالم
تتألف من خطوط تجميع، ولدى كل شركة سيارات تصاميم خاصة بهيكل السيارة وبمكوناتها
الداخلية يجري تنفيذها في معامل أخرى كالمحاور والإطارات إلى علبة السرعة علبة
المقود ومحركات وعمود نقل الحركة... وقد تشتري شركة السيارات هذه القطع لحسابها أو
تسمح ببيعها لشركات أخرى أعطتها امتياز تصنيع سيارتها، وإذا أردنا إنشاء صناعات
رديفة وصناعة مكونات السيارة فإن هذا سيتطلب ضخ أموال واستثمارات هائلين.
·
كم عدد السيارات التي أنتجتها
وباعتها سيامكو حتى هذه اللحظة؟
لا
أقدر على كشف أرقام عن حجم الإنتاج أو المبيعات الإجمالي لأنك لن تجد شركة تعلن عن
هذه الأرقام بشفافية، ولكن بوسعي تأكيد تحقيق سيامكو لمبيعات حافظت على استمراريتها
وبقائها، لدرجة أن صرنا نلاحظ سيارة شام على طرقات القطر بكثافة من دون وجود شكاوى
أو تذمر منها، كما بوسعي أن أصف مبيعاتنا بالمقبولة ولا أقول الممتازة ورقم
المبيعات يزداد سنوياً مع وجود الأزمة الحالية.
·
ماذا عن جديد سيامكو شام 1.6 ما هو
الفرق بينها وبين الإنتاج الأول شام 1.8؟
الفرق الوحيد هو في سعة المحرك، والسيارتان
تتطابقان بمكوناتهما وأجزاءهما الداخلية والخارجية، وحتى المحرك من نفس العائلة، إذ
تتشابه مكونات المحرك الأساسية بمكونات المحركات المستخدمة في سيارات البيجو، ومحرك
1.8 لتربقوة 100 حصاناً، بينما السيارة 1.6 محركها قوته 88 حصاناً ونتوقع فرقاً
أقل ب10% كحد أقصى، ولكن المحرك 1.6 جيد ومن يستطيع تمييز الفرق بين المحركين هم
فقط السائقين المتمرسين، ومع أن الفرق بين السيارتين بسيط جداً انخفض سعر شام 1.6 منذ
طرحها بمقدار 30 ألف ليرة عن شام 1.8 وهذا بالمحصلة أحد أشكال التنافس.
·
هل تخطط سيامكو لإضافة تجهيزات
إضافية على شام 1.6؟
دائماً لدينا خيارات ندرسها للنماذج
المستقبلية والخيارات ناتجة عن دراسة السوق، وهناك طلب دائم من المواطنين بتجهيز
السيارة بعلبة سرعة أوتوماتيك واستطاعة أكبر للمحرك وخصوصاً أن شام 1.6 يبلغ وزنها
1200كغ، وهذا سيرفع الاستطاعة النوعية للسيارة ويزيد تسارعها، وسيؤدي إلى أن تقطع هذه
السيارة نفس المسافة بوقود أقل، والمحرك الذي نسعى إليه باستطاعة 110 حصان بدلاً
من 88 ومؤلف من 4 أسطوانات و16 صمام، لكن
الفرق بين سعر المحركين 1500 دولار في الحد الأدنى.
·
ما هو عدد وحدات السيارات التي
تخططون لإنتاجها من شام 1.6؟
تحديد كمية الإنتاج خاضع لطلب السوق،
لأن تجميع 1.6 يتم على نفس خط تجميع 1.8 ويتم تركيب كلا المحركين خلال عبور
السيارة لخط التجميع.
·
ماذا عن خطط تصدير شام 1.6 إلى
خارج البلاد؟
بعد افتتاح صالتي للحام هيكل السيارة
والدهان أصبح ذلك ممكناً بكل تأكيد، ولدينا طلبات عديدة لتصدير سيارات من دول
عربية مجاورة وأجنبية، والسيارة سعرها مناسب يحقق التنافس حتى في الأسواق الخارجية،
خاصة عندما سنبدأ بطرح النماذج الجديدة مع التجهيزات الجديدة لأنها تنافس مثيلاتها
في الأسواق الخارجية في الجودة والتجهيزات والسعر.
·
ما مدى فعالية نظام مراقبة الجودة
لدى سيامكو لأنه يمثل شرطاُ لازماً لأي منتج لدخول الأسواق الخارجية؟
نظام الجودة الذي تطبقه سيامكو هو من
وضع الشركة المانحة للامتياز، ومعايير الجودة التي تفرضها مجموعة بيجو على شركة
إيران خودرو نطبقها في سيامكو بشكل أكثر صرامة منذ بداية الإقلاع بالإنتاج، وأساس
هذا النظام هو شروط التصنيع المعتمدة من قبل مجموعة بيجو - ستروين، حيث يتم اختبار
دفعات من مراحل متعددة من الإنتاج تخضع لتجارب قاسية وإذا تجاوزتها يصبح المنتج
قابلاً للبيع التجاري، وفي حال وجود ملاحظة على أية من الدفعات يتوجب على المصنع
إعادة إنتاج دفعات الاختبار كلها، وهذا أدى لأن يكون لدينا اهتمام عالي بتحقيق
جودة المنتج يصل إلى حد الصرامة، ونحن في سيامكو ليس لدينا رصيد سوى جودة المنتج،
وهذا جل تركيزنا لأننا في مرحلة بناء الثقة عند المواطن، وأقول بصراحة لا أملك كمدير عام للشركة أية قدرة للتأثير على قسم
الجودة.
·
متى تتوقع إنتاج شام أوتوماتيك
لكلا الفئتين؟
على الصعيد الفني والتقني أستطيع أن
أقول في خلال شهرين سنتم التعديلات على خط إنتاج شام أوتوماتيك، لكن لدينا في
موضوع تزويد شام بناقل حركة أوتوماتيك خيارين يفكر بهما مجلس الإدارة في الشركة
حالياً، يدعو الخيار الأول لإنتاج سيارة شبيهة بسيارة شام لكن مع تزويدها بعلبة
السرعة أوتوماتيك و فراملABS
وأكياس هوائية وحساسات
خلفية، والخيار الثاني يقترح نموذجا جديداً بدءاً من الهيكل والشكل العام للسيارة
والمقاعد مع توفر المواصفات السابقة، وكل شركات السيارات تخرج كل فترة نموذج جديد
للسيارات "جيل جديد"، غير أن ما يؤثر على المضي قدماً بتطبيق الخيار
الثاني والذي أفضله أنا على الصعيد الشخصي هو نقطة استفهام حول استعداد المواطن لدفع
مبلغ يتراوح بين 800 إلى 900 ألف ليرة ثمناً لسيارة شام؟، أم أن الشريحة الاجتماعية
المستهدفة من سيارة شام الحالية هي غير هذه الشريحة التي ستدفع هذا الرقم؟، الجواب
على هذين السؤالين هو الذي سيحدد متى ستظهر شام أوتوماتيك في السوق، وأنا أطلب من
المواطن المقارنة مع السيارات الأخرى من ذات الفئة بنفس المواصفات عندما سيوفر من
المبلغ الذي يرصده لشراء سيارة ما يقارب من 300 إلى 400 ألف ليرة كحد أدنى!، أما
إذا أراد المواطن سيارة بـ600 أو 500 ألف ليرة فليس عليه أن يطالب بتجهيزات:ABS وأكياس هواء وناقل أوتوماتيك
ومحرك من عائلة جديدة لأن الفرق بين سعر المحركين وحده هو 1500 دولار.
·
كم سيبلغ زيادة سعر السيارة عند
تركيب التجهيزات الإضافية؟
سعر
علبة السرعة الأوتوماتك لوحده 75 ألف ليرة دون إضافة الربح ودون إضافة ضريبة هي40%
إنفاق استهلاكي، هل المواطن مستعد لدفع 75 ألف ليرة زيادة فقط ليحصل على علبة سرعة
أوتوماتيك؟، علماً بأني أقدم له المنتج بسعر الكلفة ولا أحقق ربحاً من وراءه هذا
عدا عن حجم التعديلات على الخط والتي تشمل التعديلات على آلة تعبئة السوائل في
علبة السرعة وضبط دارتها الهيدروليكية، وهذه لها برامج باهظة الثمن عدا عن الجهد
المبذول للتأكد من أن الدارة الهيدروليكية ليس فيها تسريب، وهذا كله: تكنولوجيا
تنتقل وآلات تضاف وبرمجيات متطورة وتدريب العمال... لن يؤثر على سعر السيارة أو رسم
الإنفاق وليس به هامش ربح، ولكن أنا أقبل بهذه النتيجة لأننا نسعى للحصول على
تكنولوجيا وفيما بعد سنحصل على قوة تنافسية تساعدنا على البقاء والاستمرارية
للبقاء وتحقيق ربحية بعد فترة 4 أو 5 سنوات، وجل ما نطلبه من المواطن أن يُقبل على
السيارة بسعر كلفتها!.
·
هل سنرى في المدى المنظور فئات
مختلفة من شام حسب تجهيزاتها؟
هذا هو المنطقي والطبيعي في قطاع
صناعة السيارات التي تتيح خيارات متعددة للزبون، وحسب هذه الخيارات يدفع أقل أو
أكثر، وهذا سيحقق الاقتصادية وسيتطلب أن يسجل الزبون سلفاً قبل شهر مثلاً على
السيارة التي يريدها حسب المواصفات التي تروق له، وهذا يساعدنا كمنتجين على تحديد
عدد السيارات التي علينا إنتاجها، مع الاحتفاظ بمخزونات من كل الأنواع على أن لا
يكون ضخماً حتى لا يتجمد رأس المال في شكل المنتج النهائي، وهذا ما تتجنبه الشركات
الناشئة التي رأس مالها محدود وهذا يجعلنا قلقين بشكل دائم من وضع السوق، ونحن
مضطرون لربط طاقتنا الإنتاجية بطلب السوق، وعلى ضوء تصريف السوق يتم تعويض المخزون.
·
هل سيبقى إنتاج سيامكو مقتصراً على
فئة سيارات السيدان؟
ليس لدينا مانع في التعاون مع أية
شركة صناعة السيارات لإنتاج أي طراز بموجب ترخيص، ونطمح بعد فترة ليكون لدينا قسم
للبحث والتطوير مثل كل الشركات في العالم، وهذا القسم سيعمل على إعداد تصميم لنموذج
خاص بنا، ويمكن أن يستند على أحد النماذج التي أنتجناها سابقاً مثل ما تعمل
الشركات الأخرى، ولكن من المؤكد أن ذلك لن يتم خلال السنوات الخمس القادمة.
·
أليس الحري بسيامكو التفكير بإنتاج
سيارات من فئة هاتشباك والتي تلقى إقبال المواطنين خاصة فئة الشباب؟
نستطيع عبر علاقتنا مع شركة إيران
خودرو إنتاج بيجو 206 وهي سيارة هاتشباك، ولكن هل ما زال لهذه السيارة الحضور ذاته
كما كانت قبل سنتين؟، وكم تبيع هذه السيارة في السنة؟، إن سوق السيارات المحلي
يعاني من طريقة اختيار الناس للسيارات والتي تتشابه مع طريقة اختيارهم لملابسهم
يؤثر فيها الجديد والموضة، ولا تحتل عوامل المتانة والجودة مركز الصدارة عند اتخاذ
قرار الشراء، وأضرب على ذلك مثالاً سيارة كيا عندما كانت تحمل اسم سيراتو لاقت
إقبال جيداً من المواطنين لعدة سنوات، وفي هذه السنة أنتجت نفس الشركة فورتِ
وعلماً بأن كلا الطرازين متشابهين عدا بعض التغييرات في الشكل الخارجي والداخلي،
وعندما سيذهب الزبون لشراء كيا فإنه يشتري فورتِ وليس سيراتو، لذلك من الضروري أن نعرف
السيارة التي نريد إنتاجها كم ستبلغ حصتها في السوق، في وقت تتوافد فيه على السوق
المحلية بشكل هائل السيارات الصينية والكورية من فئة الهاتشباك وهذا ما يجعل الشاب
يفضلها على بيجو 206، لأنه سيبيعها بعد مدة لا تتجاوز في أغلب الأحيان 5 سنين،
وسوف يفضل أن يكون حجم المبلغ الذي سيفقده عند بيعها أقل وفي قوانين السوق من
المعروف أنه كلما انخفض سعر شراء السيارة تقلص حجم الخسارة عند البيع.
·
هل تفكرون بإنتاج
سيارة "سورين" إحدى منتجات إيران خودرو؟
سورين
واحدة من الخيارات الجيدة التي تلبي احتياجات المواطنون، ولكن هل سيشتري المواطن هذه
السيارة بنفس السعر الذي تباع به في دول الخليج أو بيلاروسيا أو أي من المناطق
التي تباع بها؟، إن تحديد سعر سورين عند إنتاجها في سيامكو سيتم بعد احتساب سعر مكوناتها
القادمة من إيران ورسم الإنفاق الاستهلاكي المفروض علينا وأجور اليد العاملة
وتكلفة التجميع ومن ثم هامش الربح البسيط الذي ستباع به للزبون، ولكن لا أستطيع أن
أتصور أن سعر هذه السيارة سوف يكون أقل من 900 ألف ليرة!، وهنالك سيارة رانا أطلقتها إيران خودرو
مؤخراً وهي سيارة عائلية صغيرة، إذ بوسعنا أن نبتدئ من آخر جيل يخرجونه ولكن تحقيق
التنافسية ضرورية من خلال انتقاء الطراز المناسب الذي يلبي طلب المستهلك السوري
وقدراته، على اعتبار أنه زبون الشركة الأساسي.
·
تداولت بعض مواقع السيارات
الأجنبية أخبار عن محرك سيارة أنتجته إيران خودرو بقوة 150 حصان ويعمل على الغاز،
متى يمكن أن نجده على سيارات سيامكو؟
بوسع
محركات سيارة شام أن تعمل على الغاز الطبيعي المضغوط بتقنية CNG، وشام من الممكن أن تتحول للعمل بالغاز
المضغوط فوراً لكن لابد أن يتوافر محطات لتزويد السيارات بالغاز في القطر، ونحن
جاهزون فنياً للعمل على هذه المحركات، غير أن تكنولوجيا المحركات متطورة وتكلف
مبالغ باهظة، وعلينا أن نتبين عما إذا كان المواطن السوري قادراً على تحمل
التكاليف أم لا.
·
ما حجم ومدة الكفالة التي تقدمها
سيامكو على شام؟
مدة
الكفالة سنة أو20 ألف كم، والآن نفكر بزيادتها لتصبح سنة ونصف أو30 ألف كم، وهذه
الكفالة تشمل كل شيء بالسيارة وبشرط أن تكون الأعطال ناتجة عن سوء التصنيع ولا
تشمل الأعطال الناتجة عن الاهتراء الطبيعي أو سوء الاستثمار، ويجب أن يكون هنالك
دليل على سوء التصنيع، ولكن نظام رقابة الجودة الذي تعتمده سيامكو يؤكد صعوبة حصول
عطل بسبب سوء التصنيع.
·
ماذا عن عروض تقسيط سيارة 1.6 من
سيامكو؟
يقدم مصرف التسليف الشعبي عرضاً دائماً
على شام من كلا الفئتين هي قرض بقيمة 400 ألف ليرة بضمان السيارة، وكل ما يزيد عن هذا
المبلغ يدفعه المواطن على سبيل السلفة، علماً أن هذا القرض يتضمن رسوم الإنفاق
الاستهلاكي والتسجيل وكل النفقات الأخرى، إضافة لوجود نافذة واحدة موجودة في مراكز
التوزيع، وعندما يقدم المواطن سلفته الأولى وهي= السعر – 400 ألف ليرة يحصل على
السيارة خلال مدة لا تتجاوز الساعتين، وإذا كان الزبون يحمل كامل المبلغ نقداً يحصل
على السيارة ومعها اللوحة ورخصة السير، ولن يضطر لمراجعة أية جهة وهذا يوفر على
المواطن بذل جهد كبير وهي بحد ذاتها تسهيلات في بيع السيارة، ولا أتصور أن شركة
محلية أخرى تقدمها لزبائنها، وهنالك
سعي دائم عند مجلس الإدارة للعثور على مصادر لمنح قروضاً وإعطاء تسهيلات لشراء شام،
مثل فكرة تتضمن تسهيلات على السلفة تأتي عن طريق توطين الراتب إلى جانب قرض
التسليف الشعبي، وهذا من شأنه أن يساعد المواطنين ماديا الراغبين بشراء سيارة شام
مع أننا من القلائل جداً الذين يبيعون السيارة برهن السيارة نفسها.
·
ما هي خطة التسويق التي تعمل عليها
سيامكو؟
سيامكو من أقل الشركات اعتمادا على
الإعلان، ومنهجية الإعلان لدينا أن السيارة التي تسير على الطرقات هي أكبر إعلان، مثل
ثبات السيارة الهائل على الطرقات إذ بوسعها أن تسير بسرعة 180 كم/سا، بينما يشعر
السائق أنه لم يتجاوز سرعة 120 كم، عكس السيارات ذات الوزن الأخف حيث يشعر السائق أن
السيارة تكاد لا تلامس الطريق لخفتها ويفقد السائق سيطرته عليها عندما يتجاوز 140
كم/سا، ثم أن شام محمية بشكل جيد مع سماكة في المعادن، والسيارة ذات تصميم جيد
وآمنة وسليمة وواقية بما يكفي وقادرة على تحمل الصدمات.
·
تأثير مرسوم خفض الإنفاق
الاستهلاكي على الصناعة المحلية لمكونات السيارات؟
شهدت سورية نهاية عام 2006 ورشة عمل
مشتركة بين صناعيين سوريين وإيرانيين، وخرجت بأفكار لإقامة معامل لصناعة المكونات
ولكنها اصطدمت بعقبة رسم الإنفاق الاستهلاكي، وخفض الإنفاق الاستهلاكي يزيح عقبة
تساعد على ظهور هذه الصناعة، وأجد أنه من الضروري توضيح أن خفض رسم الإنفاق الاستهلاكي
يشمل صناعة مكونات السيارات المصنعة محلياً، أما المكونات المستوردة لم يشملها أية
تغيير، و بالتالي من الضروري إقامة صناعات محلية لهذه المكونات وبالتالي حصولنا
عليها نحن المصنعين بأسعار أقل، وسيكون انعكاس هذا الانخفاض على الجميع.
·
ما تأثير توقيع اتفاق الشراكة
الأوروبية التي تتضمن خفضاً للرسوم جمركية على السيارات الأوروبية المستوردة على
صناعة السيارات المحلية؟
سيامكو
تدفع رسوماً مختلفة ليست بالقليلة شأنها شأن السيارات الأوروبية المستوردة، وإذا انخفضت
قيمة الرسوم التي ندفعها وإذا عوملت سيامكو بالتساوي مع الصانعين الأوروبيين ستكون
تكلفة صناعة السيارة لدينا أقل، وستتفوق سيامكو من ناحية اليد العاملة الأرخص وتكلفة
الطاقة الأقل، والمنطق يؤكد غلبة كفتنا هذا إذا لم تكن هنالك تلاعب بالأسعار
وضغوطات لإفشال صناعة السيارات الوطنية، مع افتراض استرداد الشركات الأجنبية لأصولها
ورأسمالها وتكلفة خطوط الإنتاج كلها أي أن تصبح الشركات الأوروبية تدفع أثناء
إنتاج السيارة تكلفة المادية الأولية فقط، وإذا اجتمعت كل هذه العوامل فإنها ستصعب
المنافسة علينا، دون أن نغفل أن المصنعين الأوروبيين سوف يخفضون أسعار منتجاتهم
عند حد معين يسمح لهم بتغطية تكلفة النماذج الجديدة مع الإبقاء على أرباح جيدة.
إن
الوقت وحده كفيل بالحكم على تجربة صناعة السيارات المحلية، ولن تستطيع هذه الصناعة
منافسة المصنعين العالميين في بضع سنوات، ما لم توفر لها الظروف والإمكانيات
الكافية، ولنا في السيارات الكورية أكبر مثال التي احتاجت ثلاثين عاماً حتى
استطاعت دخول نادي عمالقة أكبر صناعة في العالم.
خاص بموقع فنّات.كوم