خاص بموقع فنّات.كوم
شاع بين الناس مؤخراً في سوريا الكثير
من الأخبار التي تناولت وجود مشكلة في مقود سيارة الهونداي فيرنا، وأن هذه المشكلة
تعود إلى حدوث خلل في نظام التوجيه الخاص بهذه السيارة والذي يعتمد على نظام مساعد
كهربائي في توجيه العجلات بدلاً من النظام الهيدروليكي، وأن هذا الخلل يؤدي إلى
إقفال المقود عند السرعات العالية، مما يؤدي إلى حدوث حوادث لا يحمد عقباها.
ولأن انطلاقنا في فنّات.كوم تحت شعار: أن نكون في صفكم أنتم عملائنا وزوارنا
الكرام، ودون لف ودوران، مع كل شفافية، ارتأينا أنه من واجبنا أن نقوم بتوضيح
ملابسات هذه القصة وبكل حذافيرها وبكل شفافية وموضوعية، وبشكل نضعكم به أنتم
عملائنا الأكارم في قلب الصورة والحدث.
وقد قام فريق الخبرة في فنّات بمتابعة هذا الموضوع وتقصي كافة الحقائق إلى أن
استطاع الوصول إلى كل ما يلزم ويفيد، سواء من امتلك الفيرنا أو يرغب في اقتنائها،
وقبل عرض هذه القصة سنقوم بشرح سريع عن بعض أنواع أنظمة التوجيه المستخدمة في
السيارات وبشكلٍ مبسط وخالٍ من التعقيد:
1 - نظام التوجيه اليدوي: يعتمد وبشكل مباشر على نقل الطاقة الجسدية من السائق إلى
العجلات لتغيير اتجاه العجلات وبالتالي التحكم بتوجيه السيارة، ومن مساوئه صعوبة
التوجيه، حيث يضطر السائق إلى بذل جهد كبير لتوجيه السيارة وخاصة عند السرعات
البطيئة وركن السيارة، أما محاسنه فتتمثل بحسن توجيه السيارة والتحكم بها بشكل جيد
عند السرعات العالية.
2 - نظام التوجيه الهيدروليكي: يعتمد على
مضاعفة جهد السائق، من خلال نظام هيدروليكي (يعتمد على الزيت) وبالتالي نقل الطاقة
مضاعفة لعدة مرات من السائق إلى نظام التوجيه لإدارة العجلات وبالتالي التحكم
بتوجيه السيارة، ومن مساوئه رعونة توجيه السيارة عند السرعات العالية؛ أي أنه في
حال المبالغة نوعاً ما في إدارة المقود لجهة ما بسبب ظهور شيء مفاجئ للسائق عند
السرعات العالية؛ قد يؤدي إلى انحراف السيارة عن مسارها بسبب سرعة تجاوب نظام
الهيدروليكي وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى حوادث لا يحمد عقباها، أما محاسنه هي سهولة
قيادة السيارة عند السرعات البطيئة والمتوسطة وركن السيارة، مما يسهل استخدام
السيارة للحياة اليومية داخل المدينة.
3 – نظام التوجيه الالكتروكهربائي (آلي يقسو حسب السرعة): وهو نظام يعتمد على طاقة
كهربائية في تعزيز الطاقة الجسدية للسائق، ويقوم بالتدخل في السرعات البطيئة وعند
ركن سيارة بشكلٍ كبير، وينخفض تدريجياً، كلما ارتفعت السرعة إلى أن يفصل كلياً عند
سرعة تقارب من 70 كم/سا، وبالتالي يجمع بين محاسن
النظامين السابقين.
ولأخذ العلم فإنه في النظام الهيدروليكي والالكتروكهربائي، يتحول النظام إلى نظام
توجيه يدوي تلقائي في حال حدوث أي خلل وذلك لتعزيز فعالية هذين النظاميين.
والنظام الأخير هو النظام المتبع في سيارة الهونداي فيرنا، والخلل الذي تحويه
الدفعة التي توجد بها مشكلة في نظام التوجيه، هي مشكلة في الحساس الذي يستشعر
السرعة, فعندما تتجاوز السيارة السرعة التي يفصل عندها النظام الالكتروكهربائي
تصبح السيارة وكأنها مزودة بنظام توجيه يدوي، وعند انخفاض السرعة عن الحد الذي
يفصل عمل النظام الآلي؛ فإن خلل في الحساس لا يقوم بإعادة تشغيل النظام
الالكتروكهربائي، وبالتالي تصبح السيارة وكأنها مزودة بنظام توجيه يدوي حتى عند
السرعات البطيئة.
ولا يعود نظام الالكتروكهربائي إلى عمله إلا بعد إعادة تشغيل السيارة، وأي سيارة
تم إنتاجها قبل تاريخ 5/10/2006 من هونداي فيرنا توجد بها هذه المشكلة،
وكلفة إصلاح هذه المشكلة في الفيرنا هي 17,500 ل.س، وعملية
الإصلاح تتم حصراً في الوكالة، سواءً كانت السيارة مباعة من قبل الوكالة أو من قبل
تاجر ما، أو أي جهة أخرى.
ونحن في فنّات نطمئن كل من اشترى سيارة
من نوع هونداي فيرنا أو يود شراء واحدة، إلى أن المشكلة لا تتسبب أبداً بأي حادث
ولا تتعدى كونها مشكلة في حساس نظام التوجيه، تقوم بعدم إعادة تشغيل نظام التوجيه
عند فصل عمله والعودة إلى السرعات التي يجب أن يعمل عندها، كما أن هذه المشكلة لا
تتكرر دائماً؛ أي أنها قليلة الحدوث، وبالتالي يجب أن لا يقلق أبداً أي شخص قام
بشراء هذه السيارة أو يود شراؤها، ومسألة إصلاح هذا الخلل مسألة روتينية وتتم في
يوم واحد.
أما بالنسبة إلى صورة هونداي فهي حتماً كما كانت، فمعظم شركات تصنيع السيارات
العالمية تعاني من وجود بعض المشاكل في بعض طرازاتها المنتجة في مدة محدودة، مما
يضطر هذه الشركات إلى القيام باستدعاء الطرازات المعيبة لتصليحها على نفقة الشركات
المنتجة نفسها وفي كافة الأسواق التي تم تسويق الطرازات المعيبة بها، وبالتالي فإن
قيام هونداي باستدعاء السيارات والإفصاح عن وجود مشكلة في الفيرنا هو دليل على مدى
شفافية هذه الشركة في التعامل مع المشاكل والعيوب التي توجد في سياراتها المنتجة،
وقد سبقت أسماء براقة في عالم السيارات هونداي إلى استدعاء مئات الألوف من
طرازاتها المعيبة كمرسيدس وفولكس فاغن وغيرها الكثير، فالبشر بشر وهم دائماً عرضة
للأخطاء (وجلَّ من لا يخطئ) بغض النظر عن جنسياتهم كالألمان الشهيرين بالدقة
الحرفية والتقنية العالية وشعار."Made In Germany"