خاص بموقع فنّات.كوم

 

 

يعتبر طراز كالينا من لادا خطوة هامة بالنسبة إلى هذه الأخيرة، كونه يمثل جديدة لهذا الصانع الروسي. فقد اعتادت لادا على صناعة سيارات تعود إلى فيات أو على الأقل اعتماد محركات تعود إلى هذه الشركة الإيطالية.... ولكن للستينات!!!!

وتمثل كالينا صورة أكثر إشراقاً للادا، كون أن السيارات الأخرى من هذه الشركة تفتقر إلى الحداثة والعصرية.

وتنافس لادا كالينا في قطاع سيارات السيدان الصغيرة الحجم كالفيرنا والريو والآفيو وغيرها...وتتفوق لادا فعلياً على منافساتها من حيث السعر المنافس.

 

 

الشكل الخارجي:

رغم أن كالينا تعتبر أكثر جمالآً من جميع شقيقاتها وأكثر تطوراً وحضوراً، إلا أنها تبقى الأقل جمالاً وحداثة من بين جميع منافساتها أو على الأقل معظمهم.

فتصميم كالينا يشبه وإلى حد بعيد تصميم أوبل كورسا "B" (1993-2000( حيث تطغى الخطوط البيضوية والمنحنية على تصميم السيارة.

فالمقدمة تكاد تخلو من أي خطوط ذات جمالية عالية، فتصميمها بسيط للغاية وخالي من أي تعقيد، فالأضواء الأمامية مشطوبة قليلاً في محاولة لإعطاء بعض مظاهر الشراسة المحببة لدى الناس، وشبك التهوية مستطيل الشكل، أما الصادم الأمامي فهو عبارة عن مستطيل آخر وتصميم بسيط لأبعد درجة.

 

 

من الجانب الكالينا تحتفظ أيضاً بشعار البساطة في التصميم، فهي لا تملك أي من الخطوط المميزة أو الخارجة عن المألوف، أما مؤخرة السيارة المرتفعة الشكل، فتعتبر امتداداً لبساطة التصميم أيضاً مع ملاحظة الأضواء الطولية الوضعية بشكل شبه هرمي.

وتعود بساطة شكل كالينا إلى عدم امتلاك اللادا قدرات تصنيعية ضخمة، وإلى رغبة لادا أيضاً في إنتاج سيارات زهيدة الثمن مقارنة مع منافسيها.

ولكن عموماً ورغم اقتراب تصميم لادا إلى سيارات التسعينات إلا أن هذا لا يعني أن السيارة غير جميلة، فرغم البساطة هناك جانب كبير من الأناقة الظاهرة على كالينا، وذلك من خلال تناغم الخطوط السهلة مع بعضها البعض وخروجها عن التعقيدات.

المقصورة:

الدخول إلى مقصورة كالينا سهل جداً، بسبب الزوايا الجيدة التي تفتح الأبواب بها، كما أن طابع التسعينات يطغى على أجواء المقصورة، من خلال الألوان غير المرحة، وتصميم لوحة القيادة الممل، وألوان القماش الداخلي الذي لا يبدو أنه ذو نوعية عالية.

غير أن المساحة الداخلية تعتبر جيدة بالنسبة إلى سيارة من هذا الحجم، فالمقصورة تستطيع استيعاب أربعة ركاب برحابة تامة، أو خمسة عند الضرورة.

وتمتاز مقصورة كالينا بالمساحة المخصصة للأرجل بفضل قاعدة العجلات التي يبلغ طولها 2470 مم، كما أن ارتفاع السيارة البالغ 1500 مم يمنح مساحات كبيرة على مستوى الرؤوس، فلن يشتكي من ارتفاع سطح الكالينا غير العمالقة!!

أما بالنسبة إلى لوحة القيادة فهي وللأسف ورغم محاولة لادا لإعطائها بعض النغمات، إلا أنها تبدو غير عصرية جداً، وما يعيبها أكثر هو النوعية الرديئة للبلاستيك المستعمل في بناء لوحة القيادة.

 

 

أما عن التجهيزات..... فهذه النقطة الأضعف لدى كالينا؛ فباستثناء مقود الهيدروليك والنوافذ الأمامية الكهربائية... لا شيء يذكر لدى الكالينا في سيارة لعام 2007!!!

غير أننا إذا ما قارنا سعر مبيع اللادا كالينا....مع ما تقدمه نجد بأن المعادلة راجحة لصالح الكالينا....

ونعود لنذكر على رحابة مقصورة كالينا وكذلك الشعور بالرحابة بداخلها وذلك بفضل المساحات الزجاجية الكبيرة نوعاً ما، مما يضفي على المقصورة أجواء محببة وأكثر إشراقاً بفضل كمية الضوء الكبيرة نسبياً والقادمة من الخارج وخاصة في يوم مشمس كمعظم الأيام في سوريا.

أما بالنسبة إلى صندوق الأمتعة فسعته مقبولة فهي تبلغ 380 لتر؛ أي بشكل يتسع إلى كمية معقولة من الأمتعة والحاجات.

 

المحرك وعلبة السرعة:

كالينا تأتي بمحرك واحد إلى سوريا، وهو بسعة 1.6 لتر ومن أربعة أسطوانات وثمانية صمامات ويولد قوة تصل إلى 81 حصاناً عند 5600 دورة في الدقيقة، وعزم دوران يبلغ 12.5 كغ عند 3400 دورة في الدقيقة.

ويتصف هذا المحرك بعصبيته وتجاوبه السريع ويمتاز وبشكلٍ كبير باقتصاده في صرف الوقود؛ فمعدل استهلاكه الوسطي يصل إلى 275كم لكل 20لتر من الوقود.

أما بالنسبة إلى علبة السرعة فهي يدوية ومن 5 سرعات ولا تبدو أنها تعاني من أي مشكلة، بل على العكس هي أيضاً تبدو متجاوبة وسلسة التعشيق.

على الطريق:

لكالينا حضوراً هادئ على الطرقات، وعزل مقبول للمقصورة عن الأصوات الخارجية، وحتى صوت المحرك العصبي لا يصل بشكل كبير إلى المقصورة في حال تم إغلاق النوافذ.

وتنتقل لادا كالينا من حالة التوقف إلى سرعة 100 كم/سا في غضون 12.9 ثا وتصل إلى سرعة قصوى تبلغ 170 كم/سا.

وتمتاز كالينا فعلاً بخفة انطلاقتها، وتعطي شعورا جيداً لسائقها وحتى المحرك الذي لا يتمتع عملياً بقوة كبيرة، يُشعر السائق بأن (المحرك) يملك قوة أكبر من قوته الفعلية، وقد يعود ذلك إلى عصبية المحرك.

وما يضفي نوعاً من المتعة عند قيادة الكالينا هو سلاسة علبة السرعة وتجاوبها مع المحرك.

أما بالنسبة إلى ركوب هذه السيارة فهو مريح إلى حدٍ مقبول ولو أن السيارة لا تبدو ثابتة جداً عند المنعطفات؛ فتشعر بأن السيارة تهتز بشكل خفيف عند السرعات العالية ولكن ذلك لا يؤثر أبداً على توازنها، بل حتى إن الكالينا تتفوق من ناحية الثبات على منافسات من مستوى أعلى.

وعموماً قيادة الكالينا تعتبر مقبولة وبنسبة كبيرة، وما سيثير إعجاب السائق والركاب هو صلابة ومتانة هيكل الكالينا الذي يوحي بثقة لدى الانطلاق بالكالينا، فالسيارة تشعرك أيضاً وبفضل متانة جسمها بأنها في غاية الأمان.

الفرامل تبدو متجاوبة ولو بنسبة قليلة نوعاً ما، إلا أن السيارة لا تحتاج إلى مسافة كبيرة للتوقف.

وختاماً، لاشك بأن الكالينا ليست بتلك السيارة المتفوقة بل وبعيدة عن هذه الصفة كل البعد، اللهم إلا فيما يخص مسألة السعر.

ولكننا علينا التذكير بأنه من الصعب في سوريا إيجاد سيارة جديدة بسعر الكالينا وتحمل اسماً معروفاً كاسم لادا، الذي ارتبط بالسيارات التي تخدم ولا ترفه صاحبها.

وبالنهاية الكالينا هي عبارة عن سيارة بمفهوم تقليدي بحت؛ أي أنها مجرد وسيلة للتنقل، أنت وعدة أشخاص وفي جو هادئ... إنما غير مترف.

فإذا كنت ممن يعتبر السيارة وسيلة نقل لا أكثر....فالكالينا برهان لذلك.