قامت المهندسة رونق
جبّور مديرة المخابر المركزية في وزارة الدولة لشؤون البيئة بإجراء بحث عن واقع
تلوث الهواء الناتج عن وسائل النقل في محافظة دمشق، ولأهمية الموضوع ارتأى موقع
فنّات نشر تلخيص عن هذا البحث مع بعض التوضيحات، وإتاحة الفرصة أمام أكبر قدرٍ
ممكن من المواطنين الإطلاع عليها.
ظهر جلياً أن ازدياد عدد السيارات على
الطرقات المحلية في السنوات الأخيرة صب في المقام الأول باتجاه العاصمة دمشق،
وبينما لا تشكل الأخيرة سوى 0.3% من مساحة البلاد تسجل مديرية النقل فيها مابين 30
إلى 35% من إجمالي عدد السيارات في أرجاء سورية!
وفي داخل دمشق نفسها يختلف تواجد السيارات
ووسائل النقل عموماً من منطقة لأخرى، وذلك رهن بالفعاليات التجارية الموجودة
وبالكثافة السكانية للمنطقة، ويوضح الرسم البياني توزع أعداد المركبات التي تمرّ
في شوارع دمشق الرئيسية يومياً، باختلاف أوقات اليوم من الساعة الثامنة صباحاً
ولغاية الساعة الثامنة مساءً.
ويُظهر الرسم السابق تركز حركة المركبات
في منطقة البحصة عموماً وخصوصاً ما بين الساعة 2.30 والساعة 3.30 ظهراً، أي في
فترة انصراف الموظفين والطلاب من عملهم أو مدارسهم، ومن المعروف أن منطقة البحصة
تشكل مركز المدينة وتحيط بأهم الفعاليات التجارية والجهات الرسمية، في حين تنخفض
هذه النسبة بشدة في منطقة المهاجرين والتي تشهد كثافة سكانية متواضعة إلى جانب
خلوها من المؤسسات العامة والخاصة.
ومن الطبيعي أن يؤدي تركز وسائط النقل
في مناطق بعينها داخل العاصمة إلى ازدياد في نسبة تلوث الهواء في دمشق والعكس صحيح، حيث يوضح الرسم التالي توزع
الملوثات الهوائية في مختلف مناطق دمشق:
ومن خلال هذا الرسم يمكن ملاحظة
النقاط التالية:
ـ منطقة البرامكة سانا ومنطقة بابا
توما هي أكثر المناطق الملوثة بغاز ثاني أكسيد الكبريت /SO2/.
ـ منطقة البرامكة الميدان والبحصة
والمهاجرين أكثر المناطق تلوثاً بغاز ثاني أكسيد النتروجين /NO2/.
ـ منطقة العباسيين ثم البرامكة من
أكثر المناطق تلوثاً بغاز أول أكسيد الكربون /CO/.
ـ تتصف منطقة المزّة بأنها أكثر
المناطق تلوثاً بغاز الأوزون، وقد لا يعرف الكثيرون بأنه غاز سام للغاية /O3/.
ـ منطقة باب توما تليها منطقة
المهاجرين أكثر المناطق تلوثاً بغاز كبريت الهيدروجين /H2S/.
ـ منطقة البحصة أكثر المناطق تلوثاً
بالغبار يليها الميدان /PM10/.
ـ يظهر ارتفاع تركيز الملوثات في تلك
المواقع وخاصة في ساعات الذروة أو الازدحام المروري، على ضوء ازدياد عدد وسائل
النقل وارتفاع نسبة المدخّنة منها وعلى وجه التحديد الباصات التي تطلق هباب الفحم،
وتشكل المركبات المدخنة قرابة 55% من عدد وسائط النقل الإجمالي في دمشق، ويظهر
الرسم البياني التالي نسبة المركبات المدخنة في كل فئة من فئات وسائط النقل:
ومن الرسم السابق يمكن ملاحظة توزع نسبة
المركبات المدخنة على النحو التالي:
ـ تتراوح نسبة الباصات المدخنة ما بين 70 إلى
80% من إجمالي عدد الباصات الكلي.
ـ نسبة السرافيس المدخنة تشكل 68% من إجمالي
عدد السرافيس.
ـ تشكل نسبة السيارات المدخنة 25% من إجمالي
عدد السيارات.
وهذا كله يؤدي إلى تلوث الهواء بالعوالق
الهوائية والمركبات العضوية المحمّلة على هباب الفحم.
وإذا أخذنا بالحسبان أن نسب تلوث الهواء في
ازدياد مضطرد على ضوء تزايد عدد وسائط النقل وتقدم عمر بعضها، يصبح من الضرورة
اتخاذ جملة إجراءات تتمثل في تحسين نوعية الوقود المستخدمة في وسائط النقل،
واستخدام وسائل نقل أكثر نظافة مثل المترو أو باصات الغاز، وإلزام أصحاب السيارات بصيانة محركات مركباتهم دورياً، وتشجيع استيراد سيارات صديقة للبيئة، والتقليل من التوقفات داخل المدينة بإزالة الإشارات غير
الضوئية من الشوارع.
خاص بموقع فنّات.كوم