خاص بموقع فنّات.كوم
قامت شركة (سيربيروس كابيتال مانجمنت)
بشراء شركة كرايسلر الأمريكية الألمانية لصناعة السيارات، وجاءت هذه العملية بعد النتائج
والخسائر المحبطة التي تعرض لها الفرع الأمريكي (كرايسلر) خلال السنوات الماضية،
حيث بلغت خسائر كرايسلر في العام الماضي وحده 1.5 مليار يورو. وتحتاج كذلك الشركة
الأمريكية إلى إعادة هيكلة، والتي تتطلب تسريح حوالي
13.000 موظف مما سيكلفها أعباء إضافية قد تصل إلى 18 مليار دولار يصعب على ديملر
(مرسيدس) تحملها، مما أفضى بالنهاية إلى بيع كرايسلر إلى مجموعة سيربيروس
الاستثمارية.
وفي وقت سابق رفضت عدة شركات مصنعة
للسيارات فكرة شراء كرايسلر، كمجموعة جنرال موتورز الأمريكية، والتي هي أيضاً لا تسر
في حقبة ذهبية.
وقد بلغت الصفقة حوالي الـ 7.4 مليار
دولار أمريكي، وذلك لقاء الاستحواذ على 80.1 % من أسهم كرايسلر، فيما فضلت ديملر
الإبقاء على 19.9 % من الأسهم في يدها، وذلك من أجل الحفاظ على التعاون التقني مع
كرايسلر.
وصرح السيد ديترزيتش المدير التنفيذي
لمجموعة كرايسلر بأن ما حدث هو الحل الأمثل لكلا الطرفين، حيث سيتم إنفاق مبلغ 5
مليارات دولار على الهيكلة، ومبلغ 1.05 مليار سيذهب للخدمات المالية لكرايسلر، كما
ستحصل كرايسلر على مبلغ 400 مليون دولار من ديملر كدين، التي يتوقع لها أن تربح من
صفقة بيع كرايسلر مبلغ 1.35 مليار دولار.
هذا وقد كلفت عملية اندماج ديملر
بكرايسلر منذ نحو 9 أعوام مبلغ فلكي وصل إلى 36 مليار دولار، كانت نتائجه أقل
بكثير من ما كان متوقع له، وخاصة بالمقارنة مع ما قيل عن التحالف آنذاك، إذ وصفه
السيد يورغان شرامب رئيس مرسيدس حينها (بالتحالف النموذجي)، وقيل عنه أنه بداية
لعصر التحالفات والاندماجات التي من شأنها توسيع الرقعة الجغرافية للشركات وإطلاق
طرازات تكمل بعضها البعض وتخفيض كلفة الإنتاج وتعزيز القدرة على البحث والتطوير،
ولكن الواقع كان مغايراً كلياً لما حدث خلال السنوات الـ 9 الماضية، ويبدو أن صفقة
بيع كرايسلر ما هي إلا بداية نهاية عصر التحالفات، فلقد أثبتت الكثير من الشركات
المستقلة قدرتها على النمو مفردة والتوسع والازدهار في أعمالها، كتويوتا وهوندا و BMW ، بعكس
التحالفات الكبيرة التي بدأت تظهر على معظمها ملامح التعب.