بعد أشهر من المباحثات المطوّلة بين عملاق
صناعة السيارات الألماني فولكس فاغن وشركة سوزوكي اليابانية لصناعة السيارات
والدراجات النارية، اقتنعت الأخيرة بعرض الألمانية ووافقت على توقيع عقد تصبح
بموجبه الحليف الجديد للمجموعة الأكبر في أوروبة والتي تضم 10 أسماء مميزة في عالم
السيارات في مقدمتها VW وأودي وبورش، وذلك مقابل 2.5 مليار دولار تدفعهم فولكس
فاغن للحصول على 19.9% من أسهم سوزوكي
المتعثرة جراء الأزمة المالية، قابلة للزيادة في المستقبل لتصبح حصة مسيطرة نحو
ابتلاعها بالكامل ربما.
وخلال توقيع العقد الذي حضره رئيس مجلس إدارة
المجموعة الألمانية "فيرديناند بيش"
والمدير التنفيذي "مارتن فينتركورن" ومدير عام سوزوكي "أسامو
سوزوكي"، أبدى الأخير تحفظاً كبيراً مشدداً على أن شركته التي قادها على مدى
ثلاثة عقود، لن تكون الفريسة القادمة لفولكس فاغن، وأنه لن يسمح للألمانية بالاستحواذ على حصة مسيطرة تمنحها صلاحيات نافذة في
سوزوكي، بينما بدى الألمان مسرورين فهم يخطون اليوم خطوة كبيرة وسريعة نحو تحقيق
الحلم بالتغلب على تويوتا ليصبحوا أكبر صانع وبائع للسيارات في العالم، وذلك قبل المخطط له من قبل VW حتى العام 2018.
-
تحالف جديد وكبير في عالم صناعة السيارات:
يذكرنا تحالف فولكس فاغن وسوزوكي بتحالف أوروبي - ياباني ناجح متمثلاً
برينو - نيسان والذي يمثل قصة نجاح كبيرة في صناعة السيارات، وساهم على نحو كبير في
تبادل الخبرات وتوحيد القدرات الصناعية والتقنية والانتشار، ما وفّر عليهما مبالغ طائلة.
فلكلٍ من VW
وسوزوكي مساعِ ومآرب من هذه الصفقة، فضلاً عن المعلومات التي يعرفها الجميع من تبادل
للتقنيات والخبرات الصناعية بين الشركتين والانتشار الأسرع في العالم، وتوفير مليارات
الدولارات من نفقات التطوير والأبحاث.
-
طموحات فولكس فاغن من تحالف
سوزوكي:
· التوسع في إنتاج السيارات المدينية الصغيرة والاقتصادية والتجارية والـ SUV والاستفادة
من خبرة سوزوكي الكبيرة فيها، والأهم إنتاج سيارات منخفضة التكلفة على غرار تاتا نانو مثلاً، وربما صناعة الدراجات النارية التي تحلم
بها!
· الدخول إلى مصانع سوزوكي حول العالم ومشاركتها الإنتاج هناك، إذ تتوزع
معامل اليابانية على ثمانية بلدان عدا اليابان وهي إسبانيا والمجر في أوروبة، مصر
في أفريقيا والشرق الأوسط، الهند، باكستان، الصين، أندونيسيا وتايلاند في آسيا،
واقتحام مصانعها الستة في اليابان. وبالتالي حضور أقوى في الدول الناشئة والهند
خصوصاً حيث تعتبر سوزوكي نشطة جداً عبر شركة ماروتي سوزوكي الهندية الأكثر رواجاً
هناك.
· تشارك تطوير وتصنيع واستخدام مكونات السيارات وقواعد العجلات والمحركات
(خصوصاً الصغيرة من فئة الثلاث أسطوانات للبنزين والمحركات صغيرة السعة للديزل)،
وعلب السرعة وتقاسم تكاليف وأفكار تطوير التقنيات الخضراء والمحركات الهجينة التي
يبحث عنها الاثنان.
· خفض التكاليف، عبر الاستفادة مرة جديدة من البندين السابقين الذين تساعد
فيهما سوزوكي كثيراً، على مبدأ فولكس فاغن أو أي صانع في العالم (خفض تكاليف
الإنتاج المهمة التي لا تنتهي، وأي فرصة ممكنة مرحب بها).
· إنشاء مصانع إعادة التدوير والتصنيع أو ما يعرف بـ Quadrecycling Units، والتي تفتقر لها
الاثنتان خصوصاً الألمانية علماً بأن تلك المصانع توفر على صانع السيارات مبالغ
كبيرة عبر إعادة تكرير مكونات السيارات، إذ لا تمتلك مصانع مشابهة سوى قلة قليلة
من شركات السيارات وهي بيجو ورينو - نيسان وBMW فقط.
· سد الطريق بشكل غير مباشر على منافسين أوروبيين وعالميين لفولكس فاغن
والذين تربطهم وسوزوكي علاقات تعاون مثمرة كأوبل بسيارة آجيلا الجديدة والمطوّرة
مع سوزوكي سبلاش، وفيات سيدتشي مع SX4، ونيسان Pixo مع ألتو ومازدا بمحركات جديدة...
ودفع سوزوكي إلى إنهاء تلك العلاقات تدريجياً والاستحواذ على كامل تعاونها.
· التمهيد للتعملق أكثر بابتلاع سوزوكي الصانع المستقل والمثير للاعجاب
بقدراته الانتاجية والبيعية كصاحب المركز التاسع عالمياً، ورفع ميزانها التجاري
والصناعي للمجموعة التي تحلم بها من خلال سوزوكي التي تأسست عام 1909 وتنتج سنوياً
2.66 مليون سيارة ركاب و3.6 مليون دراجة. فبالمقارنة
مع تويوتا، باعت فولكس فاغن 3.265 مليون سيارة في الأشهر الستة الأولى للعام 2009 مقابل 3.564 مليون سيارة
باعتها تويوتا، ولنفس الفترة باعت سوزوكي 1.15 مليون سيارة، وبفرض لو أن فولكس فاغن تمتلك حالياً حصة مسيطرة في سوزوكي، لبلغت مبيعاتها لنفس الفترة 4.415 مليون
سيارة، ولاستحوذت على لقب البائع الأكبر بلا منافس.
-
طموحات سوزوكي من تحالف فولكس
فاغن:
· تتضمن الصفقة استثمار سوزوكي
لـ 1.13 مليار دولار من عائدات الصفقة، في شراء 2.5% من أسهم التصويت في فولكس فاغن
مستقبلاً ما يعني اقتحامها "بورد" أكبر مجموعة بأوروبة والتأثير
بقراراتها.
· فضلاً عن خفض التكاليف وتبادل الخبرات هناك الاستفادة من أسبقية فولكس فاغن
في مجال المحركات الهجينة وخبرتها في محركات الديزل الأكبر، والتقنيات المبتكرة من
أمان وتحكم وعلب السرعة المتطورة ذات الفاصل الواصل المزدوج (صحن دبرياج مزدوج).
· دخول أسواق أوروبة وأمريكا بوجه أقوى من السابق والهجرة ربما إلى أمريكا
الجنوبية كالبرازيل والأرجنتين والمكسيك والتصنيع والرواج أكثر هناك.
يذكر أن فولكس فاغن استحوذت مؤخراً على 49.9% من أسهم بورش مقابل 3.9 مليار يورو تمهيداً للاستحواذ الكامل عليها حتى العام 2011 حسب المتفق عليه، بعد
أن وقعت بورش في مصيدة الديون عندما اشترت بداية العام أسهماً إضافية في VW رافعةً حصتها إلى 50.76% فيها، واضطرت للتنازل لـ VW.
ويذكر أيضاً أن فولكس فاغن كانت ومازالت تبحث
عن شركات جديدة تتحالف معها أو تضمها لمجموعتها، إذ جاءت سوزوكي كبديل للمازدا
التي كانت تنوي شرائها من فورد، كما أنها تفكر حالياً باقتناص ألفا روميو الإيطالية من فيات (المشتتة بعد اندماجها مع كرايسلر) وتحويلها إلى صانع إيطالي الظاهر ألماني
الباطن والاستفادة من قدراتها المهمشة من فيات.
خاص بموقع فنّات.كوم