الكارثة أو المصيبة التي حلّت على رأس
تويوتا... أو تويوتا "عنوان الثقة" بين ترسيخ الجودة وهز الثقة بين
الزبائن... جميعها عناوين يمكن أن نطلقها على ما يجري حالياً مع أكبر صانع سيارات
في العالم "تويوتا" اليابانية، والتي انزلقت في مأزق عرّضها لهز سمعتها
في العالم، بعد أن اضطرت لسحب ملايين السيارات قد يصل عددها إلى تسعة ملايين وحدة،
من ضمنها طرازات من لكزس من أجل حل مشكلة في دواسة الوقود (التسارع) ومشاكل أخرى،
بدأت بثمانية طرازات من السوق الأمريكية وتواصلت لتطال طرازات أخرى في أسواق
أخرى...
وبالنسبة لمشكلة الدواسة، أعلنت تويوتا من
جانبها تحملها للمسؤولية وبدأت فوراً بتفيذ الإجراءات الوقائية التي من شأنها
إنهاء المشكلة وإصلاح الدواسة التي قد تسبب حادث خطير في حال حصل الخطأ، علماً أن
ذلك لم يحصل للآن وهذه علامة تسجل في صحيفة تويوتا كمثال على الشركات التي تحترم نفسها
وتغار على سمعتها!
-تويوتا تكشف عن علاج لدواسة
الوقود وتشغّل ورشات الصيانة على مدار الساعة:
طوّرت تويوتا بالتعاون
مع شركة CTS
الكندية المصنّعة للدواسات حلاً سريعاً لمشكلة دواسة الوقود، التي يمكن أن تعلق
ولا تعود لوضعها الطبيعي بعد رفع قدم السائق عنها، وأعلنت في الولايات المتحدة
وكندا بدء تشغيل الورشات على 2.3 مليون سيارة سحبت هناك، حيث ستبدأ الورش بالعمل
على مدار 24 ساعة يومياً وبلا توقف حتى تنتهي من كافة السيارات.
ويتوقع أن تعلن تويوتا
لاحقاً عن تطبيق نفس العلاج على أكثر من 1.8 مليون سيارة في أوروبة، وعلى 75,000
سيارة في الصين، وعلى عدد محدود من طرازي أفالون وسيكويا في الشرق الأوسط.
وتحدث مشكلة الدواسة في
ظروف نادرة جداً وفي الأجواء شديدة البرودة، إذ تتعلق بتسرب قطرات من الماء إلى
داخل مجمّع الدواسة غالباً بسبب تشغيل نظام التدفئة، بيد أن العلاج يتضمن تقوية
وإحكام تثبيت مجمّع الدواسة لمنع أية احتمالات للاحتكاك الذي يسبب عدم عودتها إلى
موقعها الصحيح بعد رفع القدم عنها، عبر تركيب
صفيحة من الفولاذ "حشوة" لتعزيز ثبات مجمّع الدواسة في محله الطبيعي
لضمان عدم حدوث أي احتكاك يمنع عودة الدواسة إلى مكانها بعد رفع القدم عنها.
ولقطع الشك باليقين
ستعمل تويوتا أيضاً على توفير تقنية إلكترونية تعمل على إعادة المحرك إلى سرعة
دورانه الابتدائية، عندما يرفع السائق قدمه عن دواسة البنزين ويحولها إلى دواسة
الفرامل، ولتكون بذلك أول شركة سيارات في العالم توفر هذا التجهيز في جميع
طرازاتها، في حين تتوافر عادةً هذه التقنية في السيارات المترفة فقط، وستكون كلٍ
من تويوتا كامري ولكزس ES350، أولى السيارات التي ستحصل على هذا التجهيز وتنتقل لباقي الطرازات
حتى نهاية العام الجاري.
-تويوتا تتكلف على عملية الإصلاح
ملياري دولار أمريكي:
قدّرت تويوتا خسائرها من عملية سحب السيارات وإصلاح مشكلة الدواسة بحوالي
ملياري دولار أمريكي، تقسم على الشكل التالي: مليار دولار تكاليف السحب والإصلاح،
ومليار دولار ثانٍ كخسائر جراء إيقاف الإنتاج في مصانعها خصوصاً في المصانع الستة
بأمريكا الشمالية التي تراجعت مبيعاتها فيها 16% خلال الشهر الماضي، وكندا وبعض
المصانع في أوروبة واليابان وتجنيدها لذلك، إذ يستغرق إصلاح كل سيارة حوالي 30
دقيقة من العمل، وأيضاً توقيف عمليات البيع للطرازات المعنيّة وإعادتها للورشات.
-الأزمة تتفاقم وتطال البريوس...
وأمريكا تتهم تويوتا بالإخفاء:
كما قررت تويوتا سحب
نحو 276,000 سيارة من الجيل الثالث الأخير من الهجينة بريوس من أسواق اليابان (الأكثر مبيعاً فيها للعام 2009) بنحو 176 ألف وحدة والولايات المتحدة بنحو 100 ألف وحدة، وذلك للوحدات
التي بيعت بين شهري أيار وأيلول من 2009، وذلك لإصلاح عيب في نظام الكبح
الهيدروليكي المرتبط بنظام منع انغلاق المكابح ABS، بعد أن لوحظ خلال الطقس البارد تفاوت بين اللحظة التي يدوس فيها
السائق على الفرامل ولحظة تجاوب السيارة معها، وستقوم باستبدال النظام بأخر جديد.
من جهتها أدعت الإدارة الوطنية الأمريكية لسلامة المرور على الطرق السريعة "NHTSA" على تويوتا بالتخفّي عن المشكلة وتجاهلها، وذلك بعد تسجيلها
لعدد كبير من الشكاوي.
-بيجو - سيتروين تسحب طرازات من
السوق.. وفورد تكشف النيّة عن سحب بعض الهجينات:
قالت مجموعة PSA بيجو- سيتروين أنها ستسحب نحو
97,000 سيارة بسبب نفس مشكلة دواسات البنزين التي تعاني منها تويوتا، وأفاد متحدث
باسم الفرنسية بأن السحب يتعلق بطرازي بيجو 107 وسيتروين C1 أنُتجت بين شباط 2005 وآب 2009؛ حيث يتم إنتاج هذين الطرازين جنباً إلى
جنب مع طراز آيغو من تويوتا في مصنع مشترك للمجموعة الفرنسية وتويوتا في جمهورية
التشيك.
أما فورد فقد أعلنت عن احتمال كبير لوجود خلل
في نظام الكبح كما الحال في تويوتا بريوس، وذلك في طرازات فورد فيوجن الأمريكية
الهجينة وشقيقتها ميركوري ميلان الهجينة في أسواق أمريكا وكندا.
-الطرازات والأسواق المعنية بسحب
تويوتا:
تجاوز سحب تويوتا خلال الأشهر التسعة الأخيرة الآن ثمانية ملايين وحدة على
الشكل التالي:
- مشكلة السجاد الأرضي: القابل للنزع الذي يلتصق أحياناً بدواسة الوقود ويشد عليها متسبباً في
استمرار السير رغم الفرملة وأدى إلى خمسة حوادث قاتلة في أمريكا.
وينطبق هذا السحب وهو
الأكبر في تاريخ تويوتا وعالم السيارات، فقط على أمريكا الشمالية، ويخص نحو 5.3
مليون سيارة من تويوتا ولكزس، ومن هذا المجموع سحبت 4.2 ملايين سيارة خلال خريف
2009 و1.1 إضافية نهاية كانون الثاني الماضي.
ويخص السحب 13 طرازاً
هم: كامري، أفالون، بريوس، تاكوما، تندرا، كورولا، فينزا، ماتريكس، هايلاندر. من
سلاسل مختلفة تعود لسنوات بين 2004 إلى 2010 وليكزس ES350 وES250 بين سلاسل من 2006 الى 2010.
- مشكلة الدواسة: وقد شمل هذا السحب الثاني المعلن نهاية كانون الثاني 2009 حتى الآن نحو
4.63 مليون سيارة تويوتا بيعت في أرجاء العالم: 2.3 مليون في الولايات المتحدة،
ونحو 1.8 مليون في أوروبة و270 ألفاً في كندا و75 ألفاً في الصين و80 ألفاً في
أفريقيا و60 ألفاً في أمريكا اللاتينية و40 ألفاً في الشرق الأوسط.
ويخص السحب ثمانية
طرازات من السيارات في الولايات المتحدة: أفالون، كامري، كورولا، هايلاندر،
ماتريكس،RAV4،
سيكويا، تندرا في سلاسل مختلفة أنُتجت بين 2005 و2010.
وثمانية طرازات في
أوروبة: آيغو، IQ،
ياريس، أوريس، كورولا، فيرسو، أفانسيس، RAV4 في عدة سلاسل إنتاج من 2005 الى
2010. ولم يشر إلى أي مشكلة في اليابان حيث جهزت تلك السيارات بدواسة يصنعها
مجهزون آخرون غير الشركة الكندية CTS.
- مشكلة الفرامل: 276 ألف وحدة من بريوس في اليابان وأمريكا.
-أكيو تويودا يقدم اعتذاراته في
مؤتمر صحفي:
في مؤتمر صحفي على هامش مؤتمر
دافوس الاقتصادي العالمي بسويسرا، خرج حفيد مؤسس شركة تويوتا ورئيس مجلس إدارتها
الحالي السيد "أكيو تويودا" يوم الجمعة المنصرم عن صمته، وقدم اعتذاره
لعملاء تويوتا بسبب مشكلات الجودة، وقال أن شركته ستعلن قريباً عن الخطوات التي
ستتخذها للتعامل مع مشكلات المكابح في سيارة البريوس، وقال أيضاً إن الشركة ستنشئ
قوة عمل عالمية لتطوير الجودة. وأضاف تويودا: "أنا آسف بشدة على أنني أثرت
القلق لكثير من الأفراد. وسوف نبذل قصارى جهدنا لاستعادة ثقة عملائنا".
وختاماً، تؤيد فنّات شجاعة تويوتا
في سحب ملايين السيارات لاحتمال وجود خلل من النادر أن يحدث، وذلك عوضاً عن التكتم
عن هذه المشكلة، التي من غير المستبعد أن تقوم شركة سيارات عالمية أخرى بالتكتم عن
مشكلة ما.
خاص بموقع فنّات.كوم