أشعلت فورد نار الغيرة والغيظ في نفوس الشركات المنافسة عندما أطلقت في العام 2007 وخلال معرض فرانكفورت للسيارات، الشكل التجريبي القريب من التجاري للجيل السادس من الهتشباك المدمجة "فييستا" باسم فيرفي، أتبعته في معرض جنيف العام التالي، بالشكل النهائي المعد للإنتاج والذي بقي محافظاً على العناصر الثورية البراقة عليه كالاختباري.

تأتي فييستا من فرع فورد الأوروبي وتمثل نهضة الشركة في القارة العجوز، فقد تم إطلاقها لأول مرة في العام 1976 وهي اليوم تتباهى بجيلها السادس الذي مضى عليه عامين إلى يومنا هذا، وما زال الأكثر سحراً وجذباً للأضواء ضمن فئة الهتشباك المدمجة ومن أبرز المتصدرين لمبيعات الأسواق الأوروبية... وحتى في الأسواق الأقل اهتماماً بتلك الفئة كسورية؛ استطاعت فييستا لفت النظر بشدة وغيّرت إلى حد كبير بعض المفاهيم والعادات بفضل جاذبيتها التي لا تقاوم.

وبدورنا أحببنا أن نسلط الضوء عن قرب على فورد فييستا المتواجدة في سورية، والتي لو لا أن منشأها ألماني لما استطعنا من رؤيتها تسير على طرقاتنا، نظراً للمقاطعة الحاصلة على البضائع المستوردة من السوق الأمريكية.

التصميم الخارجي:

فييستا الجديدة أجمل بنات فئة الهتشباك دون استثناء! وتصميمها يعتبر السلاح الأبرز والأشد فتكاً بيدها. وبمقارنة بسيطة مع سيارات مماثلة كبيجو 207 مثلاً أو فيات غراند بونتو أو شريكتها مازدا 2 وغيرها من الأكبر درجة سواء مازدا 3 هتشباك أم فولكس فاغن غولف ورينو ميغان... سنلاحظ التفرد والتميز على تصميم فييستا يفوقهم بأشواط، وهذا ما ركزت على إبرازه فورد خلال الحملات الدعائية الواسعة التي سبقت مرحلة البيع التجاري للسيارة.

 

 

تمتلك فييستا قالب خارجي عدائي وشرس يتحلى بالروح الرياضية أحياناً، من خلال خطوط عامة نافرة وحادة تبدأ من الخلف وتنتهي بالأمام عند الأضواء الأمامية المشطوبة بزوايا حادة والتي تمتد إلى أقصى زاوية ممكنة في المقدمة، وشبك التهوية السفلي الفريد في شكله والذي يحتل مساحة جيدة من منظور المقدمة والصادم الأمامي، وإلى جانبيه أضواء الضباب الدائرية والمنسحبة إلى الداخل ضمن محيط بيضوي الشكل ومميز، ومن الأشياء المميزة في الأمام نذكر الزجاج الأمامي الواسع والذي يمنح مستوى رؤية ممتاز للطريق من الداخل.

ويمتد سحر المقدمة وحداثتها إلى جانب السيارة الغني بالخطوط النشيطة والحركات الملفتة، كالمرايا المنفصلة عن الزجاج والمتفردة قليلاً في توضعها والمحتوية أيضاً على مؤشرات انعطاف أسفلها، وتصميم النوافذ الزجاجية غير المسبوق برسمه، وتصميم العجلات المعدنية الرياضي بقياس 15 بوصة والسقف البيضوي بشكل ينحني فيه بشدة نحو مؤخرة السيارة على طريقة سيارات الكوبيه وغيرها كثير من اللمسات المتقنة الصنعة.

 

 

وانطلاقاً من الجانب إلى الخلف، تبدو مؤخرة السيارة قصيرة للغاية وكأن السيارة لا تحتوي على صندوق أمتعة في الداخل، وتتميز المؤخرة بتصميمها المليء بالتقاطعات المميزة بين المكونات بشكل بسيط وفريد، بدءاً من الأضواء الخلفية الجميلة وكبيرة الحجم والمتوضعة إلى جانب الزجاج الخلفي بشكل تميل فيه بشكل كبير نحو الجانب، كذلك الزجاج الخلفي العريض والضيق، يقابله الصادم الضخم والمميز بالتداخل ما بين اللونين الأسود والفضي لمادة البلاستيك المصنوع منها الصادم. وفي الأعلى جناح خلفي صغير يحتضن ضوء الفرامل العلوي بأسلوب أنيق.

 

 

عموماً تصميم فييستا حديث وعصري وقادر على أن يحافظ على رونقه لسنوات قادمة دون أن يهرم أو تشيخ خطوطه، ويمكننا أن نقول بأن فورد نجحت مع فييستا الجديدة وهذا ما تفسره أيضاً المبيعات الكبيرة لهذه السيارة في أوروبا واعتلائها سلم الترتيب كأكثر السيارات حضوراً هناك.

المقصورة الداخلية:

عند الدخول إلى مقصورة فييستا الجديدة نلاحظ أولاً مدى الاعتناء الواضح بالجودة والحداثة المتمثلة في تصميم لوحة القيادة والكونسول الوسطي، واستخدام مواد ذات جودة عالية ومتينة لتبقى السيارة عند حسن ظن المستهلك بها كونه يحتك مع داخل السيارة أكثر من خارجها.

على صعيد التصميم، تتفوق فييستا مرة أخرى على بنات فئتها، عبر تصميم مقصورتها الداخلية المبتكر بخطوط عصرية منسجمة ومتداخلة فيما بينها بأناقة تامة، مشكلةً نموذج مستقبلي التوجه جريء وغني بالإبداع، ومستوحى من التصميم الخارجي بشكل مباشر.

وأجمل ما يجسد التصميم هو الكونسول الوسطي صراحةً، من خلال تصميم فتحات التكييف المستطيلة بشكل طولي على جانبي مشغل الوسائط الفريد في شكله وبشكل إجمالي مأخوذ من تصميم الدراجات النارية، وصولاً إلى أزرار تشغيل المكيف، كذلك عجلة القيادة التي تميل إلى الشكل الرياضي.. ولكن حتماً لوحة العدادات رياضية صرفة وأنيقة للغاية.

 

 

 

وبالحديث عن التجهيزات، تأتي فييستا مزودة بمكيف ديجيتال ومسجل من نوع CD-MP3 قوي ومعزز بمكبرات للصوت نقية وموزعة بشكل مناسب داخل المقصورة، وشاشة كمبيوتر أعلى التابلو وأزرار تحكم على المقود ومنافذ للطاقة الكهربائية ومداخل من نوع AUX لتوصيل الوسائط الخارجية، ومقعد قابل لتعديل الارتفاع للسائق ونظام تصفية لهواء المقصورة ومرايا كهربائية الحركة تطوى آلياً ومدفّأة ونوافذ كهربائية الحركة وأضواء ضباب أمامية، فضلاً عن نظام ABS وكيسي هواء على صعيد وسائل الأمان.

الدخول إلى المقاعد الأمامية يتم بسهولة ويسر تام بفضل زاوية فتح الأبواب المريحة، وذلك ربما بسبب توفر السيارة بنسختين من ثلاثة أو خمسة أبواب، بينما نعاني بعض الشيء في الدخول إلى المقاعد الخلفية نظراً لضيق المساحة المخصصة لأرجل الركاب، وذلك لنسخة خمسة أبواب! علماً بأن طول قاعدة العجلات يبلغ 2,489 مم وهو عموماً أقل من طول قاعدة عجلات المنافسين، الأمر الذي يفسر صغر المقصورة نسبياً.

 

 

المقاعد قماشية مريحة جداً والمقصورة منيرة ومشرقة، بفضل المساحات الزجاجية المستغلة بشكل جيد فيها والتناغم ما بين ألوان الداخل واستخدام اللون الكرومي فيها، لمزيد من اللمسات الرياضية.

أما صندوق الأمتعة فيتسع لحوالي 295 لتراً من الأمتعة ويعتبر مناسب لسيارة من حجم فييستا، علماً بأن سعته تعتبر من الأكبر ضمن الفئة، وما إذا قارناه بسيارات أوروبية أخرى مثلاً فيات غراند بونتو وبيجو 207 وأوبل كورسا على سبيل المثال نلاحظ تفوق فييستا عليهم جميعاً وأقرب واحدة منها هي كورسا وبفارق 10 لتر، وما يزيد من عملية المقصورة وصندوق الأمتعة هو التحكم بطيّ المقاعد الخلفية بشكل جزأي أو كلي لظهر المقعد والاستفادة من المساحة.

 

"النوافذ الخلفية يدوية الحركة في السيارة المعدة للتجربة فقط"

 

 

عموماً تمتلك فييستا مقصورة داخلية عملية ومتفوقة تعشق من النظرة الأولى ويتحول العشق إلى هيام حالما تجلس على المقاعد وتتلمس المقود والتجهيزات الأخرى التي يمكن الوصول إليها بسهولة.

المحرك وعلبة السرعة:

وفرت فورد لفييستا الجديدة عائلة محركات اقتصادية وقوية تعمل على وقود الديزل (في أوروبا) والبنزين في باقي الدول، كالسوق السورية والتي تستضيف فييستا المزودة بمحرك من سعة 1.4 لتر مؤلف من 4 أسطوانات و16 صمام.

 

 

وهذا المحرك يولد استطاعة تقدر بـ 96 حصاناً عند 6,000 دورة في الدقيقة للمحرك، أما العزم فيبلغ حوالي 12.5 كغ.م عند 4,500 دورة في الدقيقة وهذا دوران مرتفع نسبياً، وتنتقل الحركة إلى العجلات الأمامية الدافعة عبر علبة سرعات أوتوماتيكية من نوع تيبترونيك مؤلفة من أربع نسب أمامية، ويمتاز هذا المحرك بمعدل استهلاكه الجيد للوقود كمتوسط تجاوز حدود الـ 275 كم لكل 20 لتراً من الوقود فعلية عند تجربتنا للسيارة على الطريق...

على الطريق:

تعود فورد عبر فييستا لترفع شعار السيارات الأمريكية الأصيلة والمعروفة براحة الركوب.. مقترنة بعملية السيارات الأوروبية واليابانية، إذ أن فييستا المخصصة فعلياً للتنقل في المدن قادرة على السفر وتحمل المسافات الطويلة دون أن تزعج الركاب. المقصورة متفوقة على صعيد العزل الداخلي عن الأصوات الخارجية وحتى صوت المحرك، مقود سلس للغاية ومريح يمنحك الثقة الكافية لتشعر بأنك متحكم بالسيارة بشكل كامل وبمساعدة طبعاً الزجاج الأمامي الواسع، والسيارة مريحة جداً على المطبات ومناورة على الطريق وثابتة على المنعطفات، كما أن المحرك نشيط وهادئ بقوة مناسبة وتسارع جيد ومقترن بعلبة السرعة سريعة الاستجابة وسلسة. والفرامل بدورها متينة وسريعة التجاوب ومدعمة بنظام ABS الفعال.

أما المكيف فلدى تجربتنا للسيارة قمنا بتشغيله على مستويات مختلفة لدرجة التبريد وعلى طرقات مختلفة صاعدة وهابطة، ولم نلحظ تقصير من المكيف أو السيارة علماً بأن مشكلة المكيف التي كانت موجودة عند طرح السيارة بتقصير عمله، تم تلافيها في نسخة العام 2010 بتوفير مروحة إضافية للمكيف.

 

 

أخيراً وبعد أن نشكر وكالة فورد سورية ممثلة بشركة غريواتي التي أتاحت لنا فرصة تجربة فييستا... يبقى علينا أن نقول بأن فييستا سيارة مميزة حقاً ومدعاة للفخر، وهي فرصة للاقتناء خصوصاً وأنها بجذور أمريكية وأوروبية الصنع وتتوفر بسورية بسعر مناسب، فضلاً عن النجاح الهائل لها في العالم وأوروبا خصوصاً مع اعتلائها المراتب الأولى في مبيعات العام الماضي للسيارات في أوروبا واحتلالها المرتبة الثالثة على سلم السيارات الأكثر مبيعاً 2009 على مستوى العالم.

 

 

 

خاص بموقع فنّات.كوم