كان معرض جنيف هذا العام
مميزاً للغاية، ليس لأن منظميه كانوا يحتفلون بالنسخة رقم 80 منذ انطلاقه لأول مرة
فحسب... وإنما أيضاً بسبب ظهور نجمة ألمانية جديدة ضمن أروقته وتحديداً في جناح
بورش التي لطالما أبهرت زوار المعرض بماكيناتها الرياضية الخارقة كل عام، ولكن هذه
المرة خرجت بورش عن التقاليد وقامت بعرض اختبارية ساحرة وملتهبة تنافس أشد
السيارات الرياضية شراسةً وحنكةً ألا وهي 918 سبايدر.
تحمل 918 سبايدر شخصية تصميمية جريئة فيها الكثير من
التجديد على ملامح بورش العامة، كما تستوحي بعضاً من ملامح بورش 917 لومان وكذلك RS سبايدر، مع التزامها بأبعاد
ديناميكية موازية لسيارات الحلبات، وبدن رياضي رشيق للغاية ومثير! يتسم بالقوة
والاتزان.. لتكون المحصلة قالب رياضي ينبض بالقوة والعنفوان.
التصميم بحاجة للتأمل كثيراً والصور تأتي لتعبر عن ذلك
بشكل أصدق من الكلام.. ولكن هناك بعضاً من الأمور التي تستدعي التنويه حولها، ببعض
المكونات الديناميكية التي تحقق غايات متعددة، كامتداد غطاء المؤخرة حتى خلف مساند
الرأس بهدف استيعاب فتحات كبيرة تؤمن ضخ تيارات هوائية علوية إلى المحرك لرفع معدل
استنشاقه للهواء، وبعض التفاصيل المعدنية التي تأتي لتزين السيارة وتضيف أبعاد
ديناميكية تعزز من حضورها وتماسكها مع الطريق.
علماً بأن 918 سبايدر تتمتع ببدن مصنوع من قطعة واحدة
صلبة وخفيفة الوزن، بالاعتماد على البلاستيك المقوى بألياف الكربون CFP مع الاستخدام الذكي للمغنيزيوم
والألمنيوم لا لتخفيف الوزن فقط والذي يبلغ أقل من 1490 كغ، بل لرفع الصلابة
وتحقيق أداء متزن على مختلف الطرقات.
أما المقصورة من الداخل فهي لا تحتضن السائق والراكب ضمن
مقاعد رياضية جلدية فاخرة فحسب، بل وتحيطهم ببيئة رياضية تجمع ما بين الماضي
الأصيل والمستقبل عالي التقنية، تتمثل بإطار الزجاج والعدادات ثلاثية الدوائر
بتصميم كلاسيكي، والكونسول الوسطي المستقبلي الذي يرتفع تدريجياً نحو الأعلى
حاملاً مفاتيح تحكم باللمس لتشغيل وظائف المقصورة، فيما يحمل المقود مفاتيح تحكم
متعددة من ضمنها مفتاح اختيار وضعية القيادة.
و918 سبايدر هي واحدة من ثلاث سيارات كشفت عنها بورش في
جنيف مجهزة بتقنية المحركات الهجينة، حيث قدمت الجيل الجديد من الـ SUV كايين، كذلك GT3 R
الخارقة أيضاً. ولكن تميز 918 ينبع من أنها سيارة صممت لتلهب
الحلبات وتسكت دعاة الحفاظ على البيئة! عبر التزاوج الناجح ما بين محرك الاحتراق
الداخلي V8
بسعة 3.4 لتر بتوضع طولي بمنتصف السيارة وأمام المحور الخلفي مع ثلاث محركات
كهربائية نظيفة وذكية، تعتمد على مدخرات ليثيوم - إيون يمكن شحنها عبر أي مأخذ
كهربائي عادي (Plug in)
بالإضافة إلى محرك الاحتراق الداخلي طبعاً ومحولات طاقة الاحتكاك للفرامل إلى طاقة
كهربائية مختزنة.
وتبلغ استطاعة السيارة
الحصانية الكلية حوالي 718 حصاناً، مقسمة ما بين قوة محرك V8
البالغة 500 حصاناً ومحركات الكهرباء بمجموع 218 حصاناً لوحدها، وتتجاوز سرعة
السيارة القصوى 320 كم/ سا ولكنها محددة بهذا الرقم من
قبل الشركة، وتتسارع من حالة التوقف إلى سرعة 100 كم/ سا بغضون 3,2 ثا. كما تنتقل القوة
إلى العجلات بواسطة علبة سرعات متطورة مزدوجة الفاصل الواصل (صحن الدبرياج) من نوع
PDK
ومن سبع سرعات، تعمل أيضاً على نقل قوة محركي الكهربائي الخلفيين إلى العجلات
الخلفية، بينما يتم تسليم قوة محرك المقدمة الكهربائي إلى العجلتين الأماميتين عبر جهاز
ترسي.
وكما تستطيع السيارة السير على الكهرباء فقط لمسافة 25
كم، يمكن للسائق الاختيار بين 4 وضعيات للقيادة، تشمل: E-Drive
للقيادة بالاعتماد على الدفع الكهربائي فقط، وHybrid
الجامعة ما بين قوة محرك الاحتراق الداخلي والكهربائي لتوفير
قيادة عالية الكفاءة في استهلاك الوقود حوالي 666 كم لكل 20 لتراً من الوقود ومعدل
انبعاثات لغاز CO2
مثالي بواقع 70 غ/
كم فقط.
وSport Hybrid بالاعتماد على محرك البنزين
والدفع الكهربائي ولكن وفق برمجية تركز على الأداء الرياضي السريع بإطلاق معظم
القوة إلى العجلتين الخلفيتين.
وأخيراً Race Hybrid وتركز هذه الوضعية على القيادة
الرياضية البحتة مع توفير أقصى ديناميكيات الأداء لسيارات الحلبات، بالوصول إلى
الطاقات القصوى لنظام الدفع، وعندما تكون المدخرات مشبعة بالطاقة، فإن السائق
وبلمسة زر E-Boost يمكنه الحصول على طاقة إضافية
تمكنه من تجاوز السيارات على طريقة سيارات الفورمولا وان.
وبفضل 918 سبايدر
استعادت بورش الثقة بنفسها خصوصاً بعد أن تلقت السيارة طلبات حجز من العملاء
المهتمين فاقت التوقعات، ما دفع بالشركة إلى التفكير جدياً بتحويلها إلى نسخة تجارية
وبدأت فعلاً بوضع الخطط الكفيلة بذلك وخلال السنوات الخمس القادمة، وينتظر أن يكون
سعر النسخة الواحدة منها حوالي 450 ألف يورو.
خاص بموقع فنّات.كوم