كما أن لكل شيءٍ بدايةً ونهاية، فإن الأقدار جعلت نهاية رحلة معارض السيارات في الأراضي السورية في مدينة ابن الوليد، وأن تكون المحطة الحمصية هي آخر محطات المعارض خلال العام 2010.

ولكي تبقى حمص خارج السرب دائماً فهي تحتفظ لنفسها بالحق الحصري في افتتاح معرضين سنويين للسيارات، مقابل وجود معرضٍ واحدٍ في كلٍ من دمشق وحلب واللاذقية. وهكذا فإنَّ حمص العدِّية تفتتح معارض السيارات المحلية ربيع كل عامٍ باسم معرض إميسّا أوتو شو الدولي للسيارات في فندق السفير، وتعود لتختتمها نهاية شهر تموز باسم موتور اكسبو.

ويراهن الدكتور نذير الطرشة المدير العام لشركة ألوان المنظمة لمعرض موتور اكسبو على أهمية المعرض، وذلك من خلال توقيت إطلاقه معللاً ذلك بنمط الشراء السائد في المنطقة الوسطى، حيث تنتعش حركة الأسواق في الشهر السابع من كل عام بعد جني المحاصيل الزراعية وعودة المغتربين إلى مدنهم وقراهم.

ويصبح ما ذهب إليه الدكتور الطرشة منطقياً، لأن هذا المعرض مخصصٌ بالدرجة الأولى لمحافظات حمص وحماة وطرطوس حيث تعمل غالبية السكان في القطاع الزراعي بمختلف فروعه.

ولكن حمص على الرغم من كونها ثالث أكبر المدن السورية وأكبر المحافظات مساحةً تفتقر لوجود مدينة معارض، ما حدا بمنظمي معرض موتور اكسبو إلى إقامته على ساحة محطة القطار، والتي تتنازع ملكيتها المؤسسة العامة للخطوط الحديدية ومجلس مدينة حمص، لتضطر الشركة المنظمة إلى تسديد رسوم استئجار الساحة إلى كلا الجهتين!، زد على ذلك الصعوبة البالغة في تركيب الأجنحة بمواجهة النسيم الحمصي العليل... والعنيف!

ويتمنى الطرشة لو يشارك الوكلاء بصورةٍ مباشرةٍ في المعرض بدلاً من تكليف موزعيهم بالمحافظات بتمثيل الشركة، لأن هؤلاء ليست لديهم موارد مُخصصة للإنفاق على الدعاية والمعارض، ليصبح عبء تركيب أجنحة الشركات من ألفه إلى يائه منوطاً بالشركة المنظمة.

ورأى حازم السيد مدير مبيعات شركة فواز الأسود، أن الإقبال على هذا المعرض يفوق معرض إميسّا أوتو شو، ويلاحظ� تحسن حجم مبيعات الشركة في دورة هذا العام والتي اعتادت على المشاركة كوكيل عن مجموعة غريواتي.

ولكن فراس محرز مدير مبيعات شركة الفارس ينتقد افتقار المعرض للتجهيزات الحديثة، ومع ذلك فهو يصف الحضور الأول لشركة الفارس في المعرض كموزع لمجموعة الكيلاني بالمقبول، مع تحقيق مبيعاتٍ جيدةٍ في سوق حمص بطيئة النمو.

لقد وقعت السيارات المعروضة في غرام حمص، وقبلت راضيةً هواها الذين يلين أقسى القلوب، ولن يعنيها كثيراً تأخر إنجاز مدينة المعارض الجديدة في حي الوعر بحمص والتي تفوق كلفتها نصف مليار ليرة. ولو كان للسيارات لسانٌ لقالت أنها تفضل الركون إلى الساحات وانتظار المحبوب كحال كل العشاق بدلاً من الكتل الإسمنتية ثقيلة الظل.

خاص بموقع فنّات.كوم