نُشر في الأخبار مؤخراً بأن بلدية
روما تعتزم تحويل مركز روما القديمة بأكمله منطقةً مخصصةً للمشاة في غضون ثلاث
سنوات، والطلب من كبار المسؤولين الإيطاليين بمن فيهم رئيس الحكومة برلسكوني، التخلي
عن ركوب سياراتهم الزرقاء (أي الحكومية) لدى دخول روما القديمة.
وإذا كانت عاصمة الرومان تنوي منع
استخدام سيارات الوقود الحراري في المنطقة القديمة واستبدالها بسياراتٍ كهربائيةٍ
أو صديقةٍ للبيئة، فإن عاصمتنا دمشق سبقت الطليان عندما قررت الأخذ بهذا التوجه اعتباراً
من شهر نيسان الفائت، لتؤجله فيما بعد إلى نهاية العام الحالي.
ومع أن كلتا العاصمتين التاريخيتين
دمشق وروما ترتبطان بالكثير من الذكريات المشتركة، فقد كان بالإمكان الحفاظ على
هذه الصفات المشتركة التي طبعتهما لولا الزيادة الهائلة في عدد سكان الفيحاء ليبلغ
ضعف سكان روما! (علماً بأن عدد سكان إيطاليا يبلغ حوالي ثلاثة أضعاف سكان سورية)،
ولو كانت المشاريع الكبرى المخطط تنفيذها في دمشق واكبت مثيلاتها في مدينة التلال
السبع مثل مترو دمشق والمتحلق الجنوبي، وقبلها الحفاظ على الترامواي (القطار
الكهربائي) عوضاً عن الباصات و الميكروباصات ومشتقاتهما.
وأخيراً، هل ستستطيع دمشق الوفاء بوعدها
والتفوق على مدينة التلال السبعة والحفاظ على مدينتها القديمة، أم سيستمر مسلسل
التأخير وتستبقها روما إلى ذلك؟. هذا ما ستجيبنا عنه الأيام وتوقعات زوار الموقع.
خاص بموقع فنّات.كوم