جاء الموعد المنتظر هذا العام مع معرض
باريس أخيراً، والذي افتتح أبوابه للصحافة أولاً قبل أن يستقبل الزوار من كل حدب
وصوب بدءاً من الثاني من تشرين الأول، والمتوقع أن يقارب عدد زواره المليون زائر!
وكعادة فنّات ستكون معكم لتغطية أهم أحداث
هذا المعرض الذي يُعتبر حدثاً تاريخياً في عالم السيارات وأرشيفاً له، وذلك من
خلال انعقاده مرة واحدة كل عامين وفي نفس الفترة، وعبر عرضه لعدد كبير من السيارات
الجديدة كلياً سواء بحلة تجارية أو اختبارية.
وسنبدأ هذه التغطية أولاً مع إحدى أهم
السيارات الجديدة التي كشف عنها معرض باريس الستار لأول مرة، وهي فولكس فاغن باسات
الجديدة كلياً في جيلها السابع، والتي تعتبر من أكثر سيارات فئتها مبيعاً في
أوروبا وتحظى أيضاً في بلدنا بحضور قوي.
وباسات الجديدة في جيلها السابع اليوم
تعتبر واحدة من أشهر سيارات السيدان الكبيرة في العالم، فمنذ ولادة الجيل الأول في
العام 1973 بتوقيع المصمم الإيطالي جورجيتو
جيوجيارو الذي أصبح اليوم هو وشركته
جزءاً من العملاقة فولكس فاغن، باعت الشركة الألمانية أكثر من
15 مليون وحدة من باسات في جميع أنحاء العالم إلى اليوم.
وجاء التصميم الجديد لباسات بشكل
مغاير عن تصميم الجيل السابق، كما أنه أكثر تمسكاً بالخطوط الكلاسيكية المحافظة
ضمن قالب عصري وحديث، ويستوحي عديد من خطوطه من الطراز الأكثر فخامة وترفاًَ لدى
فولكس فاغن ألا وهو فايتون.
وبعكس
التوقعات أتى
باسات بخطوط هادئة وتقليدية، ولم يسعى إلى التنكر بذي شرس أو عدائي، في دلالة على
نية شركته إلى توجيهه واستهدافه لفئة سيارات أكبر وأكثر فخامة، ويتجلى ذلك أيضاً
في الأناقة العالية المستوى لخطوط باسات الجديدة، والتي بحق يمكننا وصفها بالسيارة
التقليدية التصميم والمثالية في نفس الوقت، عبر جمعها للشكل المحافظ مع الشخصية
العصرية التي لن تملها مهما أكل الدهر عليها وشرب.
ومن الخطوط الخارجية المميزة نذكر،
أضواء الـ LED
داخل الأضواء الأمامية والتي تنسحب في شكلها مع الخط الجانبي، وتكامل شبك التهوية
الأمامي مع الخطوط السفلية في الصادم والتي تحيط بأضواء الضباب بشكل رائع.
والأمر نفسه ينطبق على مقصورة باسات
الجديدة وجميع مقصورات فولكس فاغن، فلا وجود لأي تصاميم فريدة في لوحة قيادة باسات
أو ابتعاد عن المألوف، ومن الخطوط المميزة في المقصورة وجود ساعة ذات عقارب في
أعلى لوحة القيادة، واستخدام مكثف للألمنيوم في تزين لوحة القيادة كحال الجيل
الحالي.
ويبدو بأن فولكس فاغن - ونحن نؤيدها -
مقتنعة بتحديث تصميم الجيل السابق من باسات فقط، وهذا أمر واضح في التصميم الداخلي
والخارجي فلا ثورات تصميمية تذكر، وتجلى الاهتمام الأكبر على الجانب التقني الذي
ركزت عليه الشركة الألمانية بشكل كبير، من خلال توفير عدد كبير من التقنيات
العالية التطور في باسات الجديدة التي لا نجدها إلا في فئة السيارات المترفة.
ومن هذه التقنيات نذكر، نظام إضاءة
أمامية شديد التوهج بشكل يجعل الليل نهاراً أمام السائق! وذلك من دون إزعاج
السيارات المعاكسة، إذ تقوم كاميرا بمراقبة وجود أي سيارات معاكسة الاتجاه، وفي
حال لحظت سيارة معاكسة تقوم الكاميرا بإعلام النظام فيقوم بتخفيض الإضاءة
تلقائياً، وذلك لعدم إزعاج السيارات المعاكسة ومن ثم تعيد الوضع إلى طبيعته.
كما أنه يتوفر في باسات الجديدة نظام
لمراقبة الحالة الجسدية للسائق، وفور استشعاره لوجود تعب لدى السائق من خلال
انخفاض رأسه تلقائياً بسبب النعاس، تقوم السيارة بتنبيه السائق وإظهار رسالة على
الشاشة الداخلية تنصح السائق بضرورة أخذ قسط من الراحة.
ومن الأنظمة المتطورة أيضاً، نظام
فرملة تلقائي عند الطوارئ داخل المدينة، ويقوم هذا النظام بكبح السيارة آلياً إذا
كانت سرعة السيارة تقل عن 30 كم/سا، في حال لم يقم السائق بالكبح لتجنيبه
الاصطدامات الأمامية.
كما يوجد مؤشر لمراقبة الهواء وشاشة
داخلية تعمل باللمس، ومنبه عند التجاوزات الجانبية ونظام ركن تلقائي، ونظام يستشعر
وجود كاميرات مراقبة السرعة فيعلم السائق عن السرعة المحددة وعن وجود الكاميرات،
ومن الأنظمة الجديدة نظام متطور لتقنية دخول السيارة وتشغيلها بدون مفتاح، والذي
يتميز باستشعار تحرك حامل المفتاح باتجاه الصندوق الخلفي ويقوم بفتح غطاء الصندوق
آلياً لتسهيل عملية إدخال الأمتعة إلى الصندوق.
والجانب الآخر غير الأنظمة الحديثة
الذي نال قسطاً واسعاً من جهود فولكس فاغن أثناء تطوير الجيل الجديد من باسات، هو
المحركات المتاحة لهذه السيدان الأنيقة والراقية، والبالغ عددها 10 محركات، تتراوح
استطاعتها ما بين 105 حصان إلى 300 حصان، ومنها محرك ديزل متطور بسعة 1.6 لتر يولد
105 حصان وعزماً مرتفعاً بواقع 25 كغ.م ويستهلك 20 لتراً لكل 475 كم ويتسم بصداقته
للبيئة مع 109 غ من غاز CO2
لكل 1 كم، أما محرك البنزين الأكثر صداقة للبيئة في باسات الجديدة فهو بسعة 1.4
لتر ويولد 122 حصاناً ومزود بنظام توقف
- انطلق، ويستهلك 20 لتراً من الوقود لكل 345 كم وينفث 138 غ من
غاز CO2.
وأخيراً، سيتم تسويق باسات الجديدة في
أوروبا بنسختيها السيدان والستيشن بدءاً من منتصف شهر تشرين الثاني القادم، ليجري
تسويقها لاحقاً في بقية أسواق فولكس فاغن والتي يفوق عددها 100 دولة يتم تسويق
باسات بها، لتقف كندٍ عنيد أمام مواطناتها كبي إم دبليو الفئة الخامسة ومرسيدس E-Class وبسعر منافس
لهم، وكذلك لتمثل خياراً مثالياً يجمع ما بين فخامة وتطور الألمانيات ومرونة
وسلاسة اليابانيات كتويوتا كامري وهوندا أكورد.
خاص بموقع فنّات.كوم