"العجوز فيات المُدللة"
تحظى شركات السيارات في أوروبا بقسطٍ
وافر من الدلال، كما أن كلامها لا يُرد، رغم أن معظمها تعود في ملكيتها لمجموعاتٍ
تجاريةٍ خاصةٍ أو لعائلاتٍ أو لأفراد.
أما لدينا، فإن معامل السيارات ليس في
وسعها أن تحلم بربع هذا الدلال، مع أن الدولة تمتلك حصةً في أقدمها وأهمها وهو
معمل سيامكو والذي تسهم الحكومة بـ 35% من أسهمه.
لقد خضع الاتحاد الأوربي بدوله الـ 27
لرغبة عرّابة السيارات في إيطاليا السيدة فيات، عندما أجَّل سريان تنفيذ اتفاقية
التجارة الحرة مع كورية الجنوبية لمدة ستة أشهر، لأن السيدة العجوز تخشى على صناعة
السيارات الايطالية من تدفق وارداتٍ أرخص من السيارات الكورية.
"الطفلة شام المُحبَطة!!"
أما لدينا؛ فقد تشجعت شركة سيامكو على
المضي بإنشاء أول معملٍ محلي للسيارات، بعد أن تلقت تأكيداتٍ من مسؤولين حكوميين
كبار، أن لا نية لدى الدولة بتخفيض الرسوم الجمركية على السيارات المستوردة حالياً،
وأن التخفيض سيتم بنسبٍ على عدة سنوات.
ولكن الذي حصل أن المرسوم رقم 197
الصادر عام 2005 خَفَّض وبشكلٍ فوري الرسوم الجمركية المفروضة على السيارات
السياحية بنسب تراوحت بين 95 إلى 195%، لينكشف ظهر سيامكو أمام الهجمات الكورية
والصينية، ولتفقد السلاح الماض الذي كانت تنوي المحاربة به محلياً وهو السعر
الأرخص.
وللعلم فقط فإن الاتفاقية بين الاتحاد
الأوربي والكوريين والتي تؤكد على شطب 98.7% من الرسوم التجارية في مجالي الصناعة
والزراعة بغضون خمس سنوات، لن يسري تطبيقها على الصادرات المتبادلة من السيارات
المتوسطة قبل تموز 2014 ثمَّ السيارات الصغيرة بعدها بعامين!.
لقد تأجَّل الاتفاق الأوروبي الكوري
مراراً وتكراراً بناء على ضغط عجوزٍ اسمها
فيات تخطى عمرها القرن بسنوات، أما الطفلة التي اسمها سيامكو والتي لم تتم عامها
الرابع، فعليها أن تتصدى منفردةً لعتاولة السيارات وعودها لا يزال غضاً لأنها خُلقت
في زمنٍ يُدلل الكبار ويُهمل الصغار!.
خاص بموقع فنّات.كوم