"نصر نيصافي وكيل
غريواتي في طرطوس"
أثار النجاح الهائل الذي حققته كيا
داخل السوق السورية في فترةٍ وجيزةٍ، مشاعر متفاوتةً من الإعجاب والانبهار إلى
الحسد والامتعاض، إذ استطاعت هذه الشركة أن تأخذ لنفسها نصف كعكة السوق، وتزيح عن
طريقها لاعبين كبار سبقوها بالخبرة وبالتجربة وبالعمر؟!.
ولكن الآنسة كيا لا يعنيها كل هذا
الصخب المثار حولها، وهي تمضي في سبيلها محققةً النجاح تلو النجاح ليس على الصعيد
المادي وحجم المبيعات المتفوق وحسب، بل في الجانب المعنوي وحصد الأوسمة إقراراً من
شركة كيا الأم بإنجازات وكالتها في سورية.
ولعل آخر الإنجازات التي حصلت عليها
وكالة كيا في سورية، تَمثل في حصول أحد موزعي الشركة في المحافظات على جائزة
الموزع البلاتيني، وهو نصر نيصافي وكيل مجموعة أبناء زهير غريواتي في طرطوس ليكون
رابع وكيل لكيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقية يحصل على هذا اللقب.
وفي مقر الشركة في طرطوس جوار المرفأ
استضاف نصر نيصافي فريق موقع فنّات ودار هذا الحوار:
ـ كيف بدأ التعاون بينك وبين وكالة كيا في سورية حتى
أصبحت موزع الشركة في طرطوس؟
ورثت تجارة السيارة أباً عن جد، وجئت
إلى طرطوس في العام 1975 قادماً من حماة لأعمل في هذه المهنة. وكان تجار السيارات
يركزون في تلك الفترة على استيراد سيارات الشحن المستعملة حتى بدايات الثمانينات.
وفي العام 1992 سمحت الدولة باستيراد السيارات السياحية نهائياً بعد أن كانت تسمح
بذلك بشكلٍ متقطعٍ، ومن وقتها عملتُ وكيلاً لمجموعة غريواتي (حصلت في العام 1992
على وكالة كيا) في طرطوس لا على طرازات كيا فقط بل على باقي سيارات المجموعة التي
حصلت غريواتي على توكيلها فيما بعد: فورد وجاغوار ورانج روفر.
ـ هل لدى الزبون الطرطوسي ميزات خاصة به عن زبائن
السيارات في باقي المحافظات؟
بكل تأكيد، وبينما يحتفظ الزبون في
أكبر سوقين في البلاد دمشق وحلب بسيارته لأكبر فترةٍ ممكنة فإن الزبون الطرطوسي
يستبدل سيارته بشكل شبه سنوي، طالما هنالك طرازاتٌ أحدث. وأقول بصراحة إن كبار
تجار السيارات بنوا ثرواتهم من بيع السيارات في طرطوس!.
ـ ولكن الاعتقاد السائد أن السيارات الزراعية هي الأكثر
مبيعاً في طرطوس والساحل عموماً؟
هذا في الأرياف وعند قباطنة السفن
لتموين بواخرهم أما في المدينة فإن السيارات الأكثر مبيعاً هي الفئات الفخمة،
وأغلب زبائني يطلبون أمانتي وسورينتو وسبورتاج فالناس هنا تحب أن ترفه عن نفسها
وتفضل الاستمتاع بإنفاق المال على الاحتفاظ به، وقد يعود ذلك إلى اغترابهم الدائم
وعملهم بالبحر وإطلاعهم على أوروبا وفوق ذلك قربهم من لبنان وتشابه طبيعة حياتهم
مع اللبنانيين المغرمين بالسيارات.
ـ هل كان ولع أبناء طرطوس بالسيارات دور بحصولك على
الميدالية البلاتينية من كيا؟
فوزي بلقب موزع كيا البلاتيني كان
نتيجةً لعمل مستمر طوال أعوام، إذ أني حصلت سابقاً على وسامين من كيا: فضي وذهبي،
وسعيت جاهداً للحصول على الوسام البلاتيني من الشركة ضمن برنامج كيا العالمي
للموزعين المميزين K-DEP،
بناءً على تحقيق أفضل معايير وشروط كيا العالمية من حيث: بناء الصالة والأداء
العام والتدريب ورضا الزبون والمبيعات وخدمات ما بعد البيع، وكان يفترض أن أحصل
على أكثر من ميدالية بلاتينية.
ـ ولماذا تود الحصول على أكثر من ميدالية؟
استطعتُ وحيداً منافسة وكالات ذات
أسماءٍ كبيرةٍ تتخذ من طرطوس مقراً رئيسياً لها، مثل مازدا وتويوتا والتي لها
تواجدٌ عريقٌ وقديمٌ داخل السوق، وما كان ذلك ليتحقق لولا تركيزي على خدمات الجودة
وعلاقتي الممتازة بالزبائن، لأن الزبون إن خرج راضياً فسيعود ومعه أصدقاؤه
ومعارفه، ولكن إن لم تعجبه معاملة الشركة له فلن يعود بالمرة. أذكر أني استبدلتُ
سيارة موهافي 2008 بأخرى إنتاج 2010 لأحد الزبائن اشتكى من خروج أصواتٍ لدى تشغيل
السيارة، رغم أنها سارت مسافة 100 ألف كيلومتر!.
"مقر وكالة كيا في طرطوس"
ـ كيف حصلت على الميدالية البلاتينية؟
جاءت لجنة مختصة من كيا الأم وأجرت
حواراً مطولا معي، واستفسرت عن أدق التفاصيل في مبيع السيارات وخدمة ما بعد
المبيع، ثم تجولتْ في الصالة وتأكدتْ من توافر وجودة خدمات الصيانة والكفالة،
وحاورت زبائن الشركة وفي كل هذه الاختبارات حصلت على علاماتٍ عالية.
ـ هل حصول الوكيل على الدرجة البلاتينية يمنحه ميزات
خاصة أم يضع على كاهله مسؤولية وواجبات؟
لا يهمني التكريم المادي بقدر ما
يهمني التكريم المعنوي، وأؤكد أن الميدالية البلاتينية شرفٌ للوكيل وأغلى عندي من
السيارة التي قد تمنح للوكلاء المتميزين أو من المكافآت المالية، لأن المال
والسيارة موجود ويمكن الحصول عليهما بسهولة. وعندما كُرمت من كيا عالمياً أحسستُ
بحجم المسؤولية من زيادة الاهتمام بسلامة السيارة وفحصها قبل بيعها، ومراجعة
السيارات في حال حصول أي إشكالٍ فني، مع العلم أن اعتمادية سيارات كيا عالية
وأعطالها لا تتجاوز واحد بالألف، ولذلك قررت شركة كيا العالمية رفع مدة كفالتها
إلى سبع سنوات اعتباراً من مطلع العام القادم.
ـ يتهم منافسو كيا في السوق وخاصة بعض وكلاء الشركات
الأوروبية بضعف عامل الجودة وأن سيارات كيا تجذب الزبون السوري لانخفاض السعر ليس
إلا!
لم تكتسح كيا السوق السورية وحدها بل
فرضت وجودها في السوق الأمريكية أصعب الأسواق في العالم، كما أن مبيعات الشركة
بالأسواق المجاورة والنشطة مثل لبنان والخليج في نموٍ مستمر، واعتقد أن صعود نجم
كيا يعود في المقام الأول للمصمم الألماني بيتر شراير الذي انتقل للعمل في كيا قادماً من
أودي، ليبدع فورتي وأوبيتما وغيرها مقابل مليون دولار شهرياً، ثم لا تنس العلامات
العالية التي تسجلها كيا في جميع اختبارات الجودة والكفالة الحقيقية التي تقدمها
واستهلاكها الاقتصادي للوقود وتوافر ورخص قطع الغيار، ولكن من ناحيةٍ أخرى فإن
جزءاً من نجاح كيا في سورية يعود لضعف التسويق عند الوكلاء الآخرين!.
"م. عصام غريواتي يقلد السيد نيصافي الميدالية البلاتينية"
ـ ماذا عن خطط كيا المستقبلية في سورية؟
لا نستطيع أن نفعل أكثر مما فعلناه
فالنجاح الذي وصلنا إليه باهر، وهنالك نية لافتتاح معمل في الأراضي السورية
مستقبلاً.
ـ تقصد معمل سيارات كيا!؟
أجل. وترى وكالة كيا في سورية أن هذه
خطوةٌ مهمةٌ جداً، وستؤدي إلى تلبية حاجة السوق المحلية والأسواق المجاورة طالما
أن كيا لا تمتلك معملاً في كل المنطقة عدا مصنع صغير في إيران وقد يشاد المعمل في
المدينة الصناعية بعدرا.
تعمدنا ترك إعلان نيصافي عن نية وكالة
كيا افتتاح معمل في سورية إلى ختام الحوار رغم أن لا مصدر آخر في الوكالة أكد هذه
المعلومة، إلا أنها تلامس حلماً سورياً وبالأخص لدى زوار موقع فنّات بإقامة معمل
عالمي لصناعة السيارات في البلاد.
خاص بموقع فنّات.كوم