أن نكون من المجتمعات المستهلكة ومن مستقبلي الاختراعات والتقنيات لا
مصدريها، وأن لا يشغل فكرنا في عالم السيارات سوى كيفية تأمين سيارة بأي شكل من
الأشكال ودون أدنى اهتمام بما يجري في الدول المتقدمة من أبحاث وتطور حقيقي على
الصعيد التقني، وما إلى ذلك من أثر كبير على البيئة وبالتالي مستقبل الكرة الأرضية
بكاملها، لا يعني أن لا نبدي اهتماماً فكرياً على الأقل بها.
وأحببنا في فنّات اليوم إطلاعكم على دراسة صغيرة عن مستقبل السيارات
الكهربائية وكيف ينظر العالم الأول إلى المستقبل، إذ قامت إحدى المؤسسات المتخصصة
بالدراسات بإجراء دراسة عن السيارات الكهربائية وصناعتها وانتشارها في الأسواق
العالمية.
وبحسب هذه الدراسة التي تؤكد على أن السيارات الكهربائية ورغم تقدمها
البطيء وعدم تمتعها بالمهارات والقدرات الكافية على جذب واقناع الزبائن، سيكون لها
حضورها في المستقبل القريب وسيصل عدد السيارات الكهربائية 100% في العام 2020 إلى مليون
وحدة مباعة سنوياً، بينما سيباع حسب الدراسة 150 ألف وحدة في العام القادم،
وسيرتفع الرقم إلى 400 ألف في 2015، وفي هذا العام أيضاً سيبلغ عدد السيارات
الكهربائية في العالم مليون وحدة.
وبالنسبة إلى الأرقام الإحصائية، فتفيد الدراسة بأنه من بين كل 70
سيارة جديدة في العام 2020 سيكون هنالك سيارة كهربائية بالكامل وستكون نسبتها 1.5%،
أي سيكون عدد السيارات الجديدة المباعة في 2020 حوالي 85 مليون وحدة.
وقد لا ينظر الفرد إلى الأرقام السابقة بتفاؤل، لكن الشركات المصنعة
للبطاريات من نوع الليثيوم - ايون، ستجد في هذا الرقم مستقبلاً وأرباحاً هائلة، إذ
بلغت حجم أعمال هذه الشركات في العام الماضي 320 مليون دولار، بينما إذا وصل الرقم
إلى مليون سيارة كهربائية في 2020 فإن أعمالها سترتفع إلى 11 مليار دولار! وهذا ما
سيفجر في المرحلة القادمة ثورة في تصنيع البطاريات الأمر الذي يبشر بحدوث انخفاض
كبير في أسعارها، مما سيسهم لا شك في إنتشار أسرع بكثير وتطور أكبر في السيارات
الكهربائية.
وستنتشر السيارات الكهربائية في أوروبا واليابان وكوريا والصين، بينما
ستكتفي أمريكا حسب الدراسة بالسيارات الهجينة التي تشحن بقابس، أما نحن فنتمنى أن
لا نأخذ دور المشاهدين فقط وأن ينوبنا بعض من هذه السيارات الثورية التي تهدف
بالدرجة الأولى إلى الحفاظ على البيئة والكرة الأرضية عبر إصدار قوانين تشجع على
امتلاك هذا النوع من السيارات.
خاص بموقع فنّات.كوم