انتعشت أوبل في الأشهر السابقة بدون شك، وأطلقت حملة تجديد شاملة على
طرازاتها وتحسنت مبيعاتها، فعلى سبيل المثال طراز ميريفا
الجديد ورغم قصر عمره بلغ إنتاجه 150 ألف وحدة منذ إطلاقه، إلا
أن المالكة جنرال موتورز لها نظرة مختلفة وحسابات أخرى.
فأوبل إلى اليوم ما تزال تكبد الشركة الأمريكية خسائر كبيرة، الأمر
الذي يقلق راحتها وراحة مديرها التنفيذي الجديد السيد دان
إيكرسن، ويضعه أمام عدة خيارات محتملة لمعالجة أزمة الفرع
الأوروبي لـ GM والذي كان قاب قوسين أو أدنى من بيعه كلياً إلى ماغنا الكندية عقب إفلاس العملاقة الأمريكية في العام 2009، إلا
أن العملية لم تتم وفضلت جنرال موتورز الاحتفاظ بأوبل عوضاً عن بيعها، رغم أن
إيكرسون في ذلك الوقت عندما لم يكن مدير GM كان من مؤيدي عملية البيع،
والتي برأينا وحسب تحليلاتنا ووفقاً للمصادر لم تتم للأسباب التالية:
-
لن تتمتع
جنرال موتوز بدون أوبل بتواجد قوي في الأسواق الأوروبية مع علاماتها الأخرى
كشفروليه وستكون مبيعاتها محدودة نسبياً، وبيع أوبل يعني فعلياً خسارتها لهذه
السوق الهامة، وستحتاج إلى مدة طويلة وتكاليف كبيرة لبعث شفروليه بشكل مواز لفورد
في أوروبا.
-
عدم انحسار
أعمال أوبل في القارة الأوروبية وحدها، إذ تقوم جنرال موتورز بالاعتماد على عدة
طرازات تم تطويرها من قبل أوروبا في غزو أسواق أمريكا الجنوبية والشمالية والصين
مع أسماء وعلامات أخرى، كطراز انسينيا
مثلاً الذي يسوق تحت علامة بويك وباسم ريغال في الصين وأمريكا ومبيعاتها
أكثر من طيبة.
-
ببيع أوبل
ستخسر جنرال موتورز مكانتها فعلياً بين كبار صانعي السيارات في العالم، وستترك
تويوتا تسرح وتمرح في المقدمة بإنتظار فولكس فاغن أو حتى هيونداي.
ولهذا يبدو من المستبعد بشكل كلي تقريباً فتح سيناريو البيع من جديد، رغم
أن الخسائر الجسيمة لأوبل مستمرة منذ إفلاس جنرال موتورز إلى اليوم ولن تعود
للربحية قبل العام 2012، كما أن صورة أوبل في ألمانيا لم تعد براقة بسبب الأزمات
التي مرت بها، الأمر الذي يحد من رجوع مبيعاتها في أهم أسواقها الأوروبية إلى
الإنتعاش بسرعة كبيرة.
والخيارات المنطقية التي تبحثها جنرال موتورز وإيكرسن تتمثل فعلياً في
ما يلي:
-
الدخول في
عملية إندماج مع صانع أوروبي من جديد، إذ سبق وأن دُمجت أوبل بفيات في النصف الأول
من العقد الماضي وانتهى الأمر لمصلحة الأخيرة بفك الاندماج، ويبدو بأن الشركة
الإيطالية ستمثل خياراً منطقياً للاندماج معها من جديد خاصة وأنها سعت بشدة لشراء أوبل بعد إفلاس GM،
الأمر الذي إن تم سواء مع فيات أو غيرها سيوفر على جنرال موتورز تكاليف التطوير
والإنتاج والتسويق والإنتشار في أوروبا وسيبقي على امتيازات أوبل معها.
-
دمجها مع
صانع صيني يساهم أيضاً في التكاليف ويوفر السيولة الكافية لجميع عملياتها مع بقاء
امتيازات أوبل مع جنرال موتورز.
أخيراً، الأيام القادمة ستحدد المصير والمستقبل لأوبل الألمانية التي
كانت عبر عدة عقود من الزمان الابنة الأوروبية البارة للأم الأمريكية... وبرأيكم
ما هو المستقبل المثالي لأوبل حسب تصوركم؟
خاص بموقع فنّات.كوم