عرف المازوت الأخضر أخيراً طريقه إلى الحدود على خطى
شقيقه المازوت الأحمر في درب التهريب الرابح، ولم لا ما دام المازوت
الأخضر يباع بـ 22 ليرةٍ وكلفة استيراده 44 ليرةً على ذمة الحكومة.
وإزاء زيادة الضغط على مادة المازوت
بعد خفض أسعارها، زد على ذلك تفاقم ظاهرة التهريب عمدت الميكروباصات والشاحنات إلى
التزود بالمازوت الأخضر ـ ليس حباً بالبيئة فقط!ـ رغم ارتفاع سعره بمقدار سبع
ليرات عن المازوت الأحمر، والذي يكاد يختفي نهائياً بمجرد وصوله إلى محطات الوقود.
ورغم أن استيراد المازوت الأخضر جاء
بدواعي استخدامه في وسائل النقل العام، إلا أن الصناعيين اتجهوا إليه مضطرين بعد
غياب المازوت الأحمر ـ المُعد للتدفئة ـ عن الساحة.
وهنالك حقيقة لا يعرفها الكثيرون: هي
أن المازوت الأحمر المُنتج في مصفاة حمص يحتوي على نسبٍ عالية جداً من أوكسيد
الكبريت، ويُصنف ضمن أنواع الوقود السيئة جداً. لذلك تعمل الدولة على خلطه
بالمازوت الأخضر لخفض مخاطره البيئية الهائلة.
وإذا كنا لا نزال في فصل الصيف ونعيش
هذه الأزمة المازوتية، فسوف نصل بالتأكيد إلى شتاءٍ نستخدم فيه المازوت الأخضر
ولسنا لأننا مضطرون ـ لا سمح الله ـ بل لأننا أصدقاء للبيئة!.
خاص بموقع فنّات.كوم