ما هي السيارات الأكثر حضوراً في ذاكرة السوريين؟ الجواب بسيط ومعروف
وهو بعض الطرازات... أبرزها ميتسوبيشي لانسر 1983 ومازدا 929 لنفس سنة الصنع وجميع
الطرازات الرائجة في تلك الحقبة...
والسؤال الثاني من هي السيارات التي خلفت تلك الطرازات؟
الجواب سنراها معاً...
كل سوري يعي مرحلة منتصف ثمانينات القرن الماضي أو قبل هذه الفترة ولو
كان متابعاً للسيارات بشكل طفيف، سيتذكر غياباً كاملاً للسيارات الجديدة والتي أنتجت من منتصف الثمانينات إلى منتصف التسعينات من القرن
الماضي، خاصة وأن وسائل الإعلام آنذاك كان قليلة جداً ولا تتعدى التلفاز مع
المحطات الأرضية المحلية وبعض الصحف المحلية.
وكان العالم في تلك الفترة كبيراً جداً، بمعنى يصعب معرفة ما يجري وما
يدور من أحداث وصناعات وتطورات خارج حدود أي بلد، بينما اليوم ومع الإنفتاح
العالمي أًصبح بمقدورنا التعرف على السيارات الحديثة عبر شبكة الانترنت ووسائل
الإعلام قبل وصولها إلينا بشهور وسنوات أيضاً... وحتى السيارات والتقنيات التي لا
تصل إلينا.
ولذلك لم تعد السيارات الجديدة والحديثة تثير الدهشة كما كانت عليه
سابقاً، فقبل عقدين أو حتى عقد من الزمان، وعندما كانت سوق السيارات مغلقة في
بلدنا كانت تسرق السيارات الحديثة أنظار جميع المارة في الشارع وتثير إعجابهم، أما
اليوم فغابت هكذا صور بالكامل.
لكن ما دفعنا لفتح هذا الملف هو قرار تعليق الاستيراد الذي كاد يذكرنا
بمرحلة الثمانينات التي شهدت غياباً شبه كامل للسيارات الجديدة استمر عقد من
الزمان، بيد أن القرار رُفع في فترة قياسية.
وبالعودة إلى تلك الحقبة كانت ميتسوبيشي لانسر على سبيل المثال والتي
تعرف بـ 83 من بين السيارات الأكثر انتشاراً في شوراعنا حينها، بل ربما رمزاً من
رموز تلك الحقبة، وكان سعرها مستعملة لا يقل عن مبلغ مليون ليرة سورية (مع الأخذ
بالاعتبار أن مليون الثمانينات لا توازي مليون 2011)، ولم نعرف لها بديل إلا في
الفترة 93 - 94 حينما وصلت دفعة من السيارات الجديدة إلى سورية وكان من بينها
ميتسوبيشي لانسر 1994.
"الرمز... لانسر 83"
"لانسر 1994"
وهذا ما أحدث صدمة حقيقية لدى متتبعي وعشاق السيارات في سورية وقتها، فلانسر
83 كانت ترتبط بتصاميم مربعة وخطوط مستقيمة وبسيطة إلى درجة السذاجة، بينما لانسر
94 ذات زوايا مصقولة وانحناءات وتموجات جميلة، والفرق شاسع بين الاثنتين خاصة وأن
أغلب الناس لم يك على إطلاع بما يجري في عالم السيارات خارجاً، وهذا ما كان يجعل أحناك
عشاق السيارات تلامس الأرض لدى
رؤية هذه السيارات الجديدة منتصف التسعينات من هول الذهول والإعجاب.
"الجيل الغائب الأول 1984"
"الجيل الغائب الثاني 1988"
فما بين لانسر 83 ولانسر 94 يوجد جيلان غائبان تماماً عن الذاكرة
السورية، ومن خلال الصور والتأمل بينهما نجد تدريجاً منطقياً للإنتقال بين التصميم
المربع والتصميم المصقول، ولو أننا عرفنا هذين الجيلين لما بلغت مرحلة الدهشة
حينها ما بلغته.
"هيونداي إلنترا 1999"
"هيونداي إلنترا 2011"
وتخيلو معنا بأن هيونداي إلنتر موديل 1999 هي الرائجة في سوقنا، ولا نعرف
غيرها ولم يمر علينا أي تصميم أو تخيل للأجيال اللاحقة، ومن ثم جرى طرح هيونداي
إلنتر 2011... كيف ستكون ردة فعل متتبعي سوق السيارات؟ بالتأكيد سيشعرون بأن
إلنترا الجديدة سيارة قادمة من الفضاء!!
خاص بموقع فنّات.كوم