آواخر القرن الماضي أعلنت هيونداي عن خطة جريئة وشجاعة من صانع
"كان" هامشياً على خارطة صناعة السيارات في العالم، والخطة كان تقضي بأن
تصبح الشركة الكورية مع مواطنتها كيا التي اشترتها في نفس الفترة ضمن الصانعين
الخمس الأوائل على مستوى العالم.
وحينها كان يصعب تماماً التصور بأن هيونداي قد تحقق هدفها بأي شكل من
الأشكال، إذ أنها كانت بعيدة جداً عن الصانعين الكبار وقتها، فجنرال موتورز كان
إنتاجها يقارب عتبة الـ 6 مليون وحدة وفورد وفولكس فاغن وتويوتا يتراوح إنتاجهم ما
بين الـ 5 إلى 4 مليون وحدة سنوياً، وتليهم مرسيدس مع كرايسلر (قبل الطلاق) وهوندا وفيات ونيسان -
رينو وبيجو - سيتروين وحتى ميتسوبيشي وسوزوكي، فمن السذاجة أن يتصور المرء في
العام 1999 أن تضع هيونداي نفسها بين الأسماء الكبيرة وتتخطى جميع الأسماء السابقة،
خاصة وأن إنتاجها مع كيا في العام 1998 لم يصل إلى 1.8 مليون سيارة في حين أن أوبل
وحدها أنتجت 1.85 مليون وحدة في نفس العام!.
وبعد عشرة أعوام وفي العام 2008 كانت هيونداي الصانع الثامن على مستوى العالم،
وبعد نضوج خطتها الطويلة الأمد التي ركزت على تطوير التصميم والجودة والاعتمادية
والتصنيع وصلت خلال أقل من عامين إلى مرتبة الصانع الرابع في العالم، ومع بداية
العام الحالي كانت هدف المجموعة الكورية بيع 6.33 مليون وحدة إلا أنه وحسب التوقعت
ستقف مبيعاتها بعد حاجز هدفها وعند 6.6 مليون وحدة نهاية هذا العام!... ليضعها في المربتة الخامسة عالمياً.
وهذا ما دفع هيونداي إلى التخطيط لبيع 7 مليون سيارة مع كيا في العام
2012، وستحتاج لبلوغ هذا الرقم إلى الاستفادة من الطاقة القصوى لمصانعها وخاصة
مصنعها الرئيسي في كورية الجنوبية والذي يعتبر أكبر مصنع متكامل للسيارات في
العالم مع طاقة سنوية تصل إلى 1.6 مليون وحدة.
وحسب الخبراء فإن هيونداي قد تصل على الأرجح لرقم 7.2 مليون وحدة عام
2012 لتقبع خلف تويوتا وفولكس فاغن حسب التوقعات في العام القادم متخطية جنرال
موتوزر، خاصة وأن الكورية سيبدأ مصنعها الجديد في الصين إنتاجه قريباً وستباشر
وردية عمل ثالثة في مصنع سلوفاكيا الخاص بكيا عملها قريباً لمواكبة الطلب
الكبير على سيارات
الأخيرة في القارة العجوز.
ومن وجهة نظرنا كمعجبين ومراقبين لسوق السيارات العالمية، نرى بأن
هيونداي مع كيا قد استطاعت تحقيق تطوراً كبيراً في سياراتها خلال الأعوام القليلة
الماضية، مع خلق شخصية موحدة وقوية لطرازاتها وعالمية أسوة بكبار صانعي السيارات
في العالم، وإنتاجها لسيارات ذات اعتمادية رفيعة المستوى وتزويدها بتقنيات متطورة
وبيعها بأسعار منافسة فضلاً عن سياسة تسويقية عالمية ناجحة مدعومة بكفالة طويلة
الأمد على سياراتها، وهذا ما جعل من سياراتها احتمالاً وارداً عند معظم زبائن
السيارات في العالم وفي جميع الفئات تقريباً.
خاص بموقع فنّات.كوم