ما زالت رياضة السيارات حكراً على الرجال، ولم نسمع في أرجاء المعمورة
عن بطلةٍ في هذه الرياضة بزتْ بشهرتها شوماخر أو أوجييه
أو لوب، لتثبت سباقات السيارات أنها رياضةٌ
ذكورية بامتياز خاصة في بلدٍ مثل سورية مازال يحبو أولى خطواته في هذه الرياضة.
وانتظرنا
عشر أعوام حتى استطاعتْ فتاةٌ سورية كسر هذا الاحتكار الرجالي، والمفاجأة الثانية
أنها جاءت من وسطٍ بعيد كل البعد عن السيارات بشحمها وزيتها ودخانها. لقد جاءتْ من
وسطٍ فني وتحديداً من برامج الأطفال!.
إنها
سلافة حجازي خريجة معهد الفنون
المسرحية ومركز أدهم إسماعيل للرسم والنحت، شاركتْ في تأسيس قناة سبيس تون
الفضائية للأطفال إضافة لعملها في كتابة وإعداد وإخراج العديد من مسلسلات وبرامج
وأفلام الأطفال. لكنها الآن أول امرأة سورية تشارك في سباقات السيارات التي يقيمها
النادي السوري سنوياً!.
وقالت سلافة في تصريح لموقع فنّات
خلال مشاركتها بختام بطولة سباقات السرعة التي جرت مؤخراً، أنها شعرت بالحماسة تغمرها لدى مشاهدتها لصور سباقات
السيارات في النادي، سيما بعدما علمت أن هذه السباقات تخلو تماماً من المشاركة
النسائية، وفي اعتقادها أن مشاركتها ستشجع أخرياتٍ على مواصلة كسر احتكار الرجال
لهذه الرياضة.
وعلى سيرة شوماخر طالما أننا بدأنا بالحديث عنه، تعتقد سلافة أن
القيادة وسط شوارعنا تحتاج إلى سائقين بمستواه ومع ذلك ترى في القيادة بهذه
الشوارع متعةً خاصة وتضحك هنا قبل أن توضح أن الأسبقية في طرقاتنا لمن يتقن تخليص
نفسه وسيارته!.
وكأغلب الفتيات فضلتْ سلافة السيارات الصغيرة التي يمكن أن تركن في أي
مكان، ولكن ستغير رأيها لاحقاً بعد أن رأت خلال السباق أداء السيارات المعدلة، والتي
يصنعها المرء بيده ويطورها. وعلى نفس المنوال أصبحتْ تفضل السيارات ذات علبة
السرعة العادية لأنها تحتاج عزماً أقل من المحرك بعد أن كانت السيارات ذات علبة
السرعة الأوتوماتيكية المفضلة عندها خاصة للقيادة داخل المدينة.
ولاحظت سلافة أن رياضة السيارات لا تحتاج إلى جهدٍ عضلي ولا حتى إلى
أدرينالين عالي، بل تحتاج إلى الذكاء والتركيز الذي يساعد السائق على تجاوز
المناطق الصعبة في السباق خاصة الأكواع، وهذا لا يتنافى مع البنية الفيزيائية
للأنثى، كما أنها تعارض تماماً مقولة أن النساء لا يحسن قيادة السيارات أو ركنها وكما
هنالك سائقاتٌ ضعيفات هنالك سائقون ضعيفون.
وتبدي سلافة سعادتها بالرقم الذي أحرزته خلال السباق (1.58 د) لأنها لم
تتدرب قبل انطلاقة السباق سوى يومين وبمعدل ست جولات. وتقول أنها شعرت بأن سيارتها
ليست قويةً لتساعدها حيث كانت تضطر لتخفيف سرعتها عند الأكواع ثم الانطلاق بعدها.
وأخيراً فإن سلافة حجازي التي تعلمت قيادة السيارات قبل 16 عاماً تعترف
أنها بحاجة إلى التمرين والتدريب، لتحقق أعلى نتائج وربما على سيارات أخرى غير
التي تمتلكها، وهنا تساءلت إن كان بوسع فنّات تعديل سيارتها فأجبناها آسفين أن
تعديل السيارات ليس من ضمن مجال عمل فنّات! وربما في المستقبل قد تروق هذه الفكرة
للإدارة!.
خاص بموقع فنّات.كوم