يتناول مسلسل يا عيني على الحكومة وسيارات الحكومة خلال خمس حلقاتٍ مرشحة للزيادة،
الطريقة التي اتبعتها الحكومات المتعاقبة في التعامل مع هذا الملف الشائك،
ومحاولاتها المتكررة لضبط عددها وتخفيف هدرها وتحديد استهلاكها.
تبدأ أولى حلقات هذا المسلسل من نهاية
القصة على طريقة الفلاش باك!، ومن القرار الأخير الذي اتخذته رئاسة مجلس الوزراء
أمس بتحديد كمية الوقود لسياراتها وفق فئتين، بحيث لا تزيد مخصصات الأولى عن 250
لتراً شهرياً والثانية عن 200 لترٍ كحدٍ أعلى. بهدف تخفيض وضغط نفقات المحروقات
لدى الجهات العامة.
وسوف نجد ضمن هاتين الفئتين ثلاثة
شرائح، فهنالك معاون الوزير الذي انخفضت مخصصاته من 450 لتراً إلى 250 لتراً،
والمدير العام من 250 لتراً إلى 200 لتر، والمدير المركزي من 200 إلى 150 لتراً.
ويعود بنا المسلسل في حلقته الثانية
إلى آب 2007 عندما أصدر رئيس الوزراء السابق محمد ناجي العطري قراراً بسحب
السيارات السياحية الحكومية من العاملين في الدولة تحت مرتبة مدير عام، وللإفادة
فإن حكومة العطري السابقة بدأت بدراسة هذا المقترح منذ عام 2002!، حيث اكتشفت أن
كل سيارة حكومية تكلف الدولة بين 18 إلى 19 ألف ليرة شهرياً!.
وفي الحلقة الثانية من المسلسل سوف
نكتشف أن هذا القرار لم يُطبق لأنه أثار ضجةً من الاعتراضات انتهت بالتراجع عنه،
وبالتالي فإن عدد السيارات السياحية الحكومية لم ينخفض بل على العكس زاد!:
عدد
السيارات السياحية الحكومية
|
العام
|
19,291
|
2007
|
20,105
|
2009
|
19,286
|
2010
|
وبلغت حبكة المسلسل ذروتها مع الحلقة
الثالثة، عندما تسربت للإعلام أرقامٌ أخرى مذهلة تقول أن استهلاك أجهزة الدولة المختلفة
في سورية من مادة البنزين يشكل 53% من إجمالي استهلاك سورية، ومن مادة المازوت نحو
50% من إجمالي الاستهلاك في البلاد!.
وتساءل المواطن السوري في الحلقة
الرابعة حول كيفية ارتفاع استهلاك سيارات الحكومة من البنزين لتشكل نصف حجم
الاستهلاك الوطني، بينما يوجد لدى الحكومة نحو 19 ألف سيارة سياحية زائد 23 ألف
دراجة نارية (باقي الفئات كالشاحنات والميكروباصات تعمل على المازوت).
ويحلُّ على المسلسل في الحلقة الخامسة
ضيفٌ جديد هو وكالة آكي الإيطالية، التي نقلتْ عن مصدرٍ حكومي قوله أن استهلاك
سورية من البنزين يبلغ نحو 7 ملايين لترٍ يومياً. وأن كل سيارةٍ حكومية تكلف بين
300 و800 دولار بنزين شهرياً ومثلها للإصلاح! ـ لم نشأ تحويل الرقم لليرة السورية
بسبب تفاوت سعر الدولار رسمياً وشعبياً ـ
فيما تستهلك سيارة المواطن العادي ما معدله 80 دولار للبنزين شهرياً.
سنتابع معكم باقي الحلقات عند صدورها،
لأن كتَّاب هذا المسلسل بصدد تأليف جزءٍ ثانٍ منه بعد الإقبال المنقطع النظير الذي
حظي به لدى عرضه على الجمهور، ويعتقد النقاد أن سبب شعبية هذا المسلسل غناه بعنصري
الدراماتيكية وبالمفاجأة اللذين لا يمكن أن يتوافرا وبهذه الكثافة لا في مسلسلات
البيئة الشامية ولا حتى ملاحم الأتراك!.
خاص بموقع فنّات.كوم