خاص بموقع فنّات.كوم

 

بعد الكثير من الأخذ والرد، والقيل والقال، تم أخيراً إنتاج وبيع سيارة شام، السيارة الأولى التي تُصنع في الجمهورية العربية السورية.

وتفاءل الكثير منا لهذه السيارة، ظناً منا بأنها ستكون بسعر منافس جداً، إلا أنها خيبت الكثير من الآمال في سعرها الذي يمكن وصفه بالمقبول المائل إلى المرتفع نسبياً.

وعلى الرغم من عدم وجود أي تعامل بيننا نحن هنا في فنّات.كوم وبين شركة سيامكو المصنّعة لسيارة الشام، قمنا بتجربة هذه السيارة، لنعطيكم أنتم عملاؤنا وزوار موقعنا الكرام، نظرة أقرب إلى هذه السيارة، من وجهة نظرنا نحن كخبراء في عالم السيارات، ودون أي لف أو دوران، وبشفافية ومصداقية عالية، ولو أننا وصلنا متأخرين... ولكن أن تصل متأخراً خيراً من ألا تصل أبداً، فكيف هي سيارة شام؟...

الشكل الخارجي:

لا شك بأن خطوط سيارة شام لا تواكب عصرنا بما يكفي، وبمعنى آخر، تبدو سيارة شام في تصميمها أقرب إلى سيارات تسعينيات القرن الماضي.

فشكل شام صندوقي، ويحاول أن يجاري عصره من خلال عدة تفاصيل، كالأضواء الهيلوجينية، ولكن من دون جدوى.

فتصميمها الخارجي بسيط وبخطوط أنيقة... ولكن من دون أي تفاصيل جمالية، وخطوط مميزة.

 

وعلينا التنويه بأنه كلما كانت الخطوط الخارجية، أكثر تعقيداً وتداخلاً، كلما احتاجت إلى تقنيات أكثر تطوراً وحداثةً.... وهذا الذي لا تملكه إيران على الأرجح.

المقدمة أنيقة وبسيطة التصميم، من أضواء مستطيلة إلى شبكة تهوية مستطيلة الشكل أيضاً، يتوسطها شعار الحصان، وصادم بسيط التصميم يحتوي على أضواء ضباب.

وتمتد البساطة إلى الجانب أيضاً، الخالي من أي خطوط مميزة، اللّهم إلا الخط الذي يتوسط الأبواب ويمتد ليشكل رفاريف نافرة للعجلات.

من الخلف، يمكن تشبيه الأضواء الخلفية قليلاً بسيارات ساب للتسعينات.

وعموماً لا يمكن إنكار أناقة تصميم شام على الرغم من بساطته، فخطوطها برهان قاطع على أن البساطة تولد الجمال، وهذه البساطة أو الجمال سيكفلان عيش تصميم سيارة شام إلى أجل طويل.

المقصورة:

قبل الدخول إلى المقصورة، علينا الإشادة ببناء هيكل شام، ففتح الأبواب وإغلاقها يتم بسهولة وإحكام، كما أن بدن السيارة يبدو متين بشكل مثير للإعجاب، وذلك على العكس تماماً من مقاعد السيارة، السيئة جداً، فهي تبدو وكأنها مصنوعة من أرخص أنواع القماش، حتى أنها صغيرة الحجم!!!

كما أنها لا تبدو ثابتة جداً!! وعلى شركة سيامكو النظر بشكل جدي إلى هذه المقاعد الرديئة!

التصميم الداخلي للوحة القيادة، يعكس التصميم الخارجي، فهو أنيق وجميل..... وبسيط، ويرفع الخشب المقطوع من شجرة البلاستيك، من جمال المقصورة.

التجهيزات الداخلية إحدى أقوى نقاط القوة لدى شام، فهي بحق كاملة، مع اعتناء بأدق التفاصيل فيها.

فتحتوي المقصورة على نوافذ ومرايا كهرباء، ومكيف هواء فعال، له فتحات تهوية للصف الأخير من المقاعد، كما يوجد قفل مركزي بتحكم عن بعد، مزود بنظام إقفال عند الانطلاق، ومسجل صوت كاسيت يحتاج إلى تحسين نقاوة الصوت، خاصة في حال رفع مستوى الصوت، كما يوجد كومبيوتر رحلة مزود بأنظمة مفيدة، كحساب الوقت اللازم لتغيير الزيت والمصافي....

لوحة العدادات بسيطة التصميم جداً وكلاسيكية، المساحات الداخلية في المقصورة جديرة بالاحترام، فهي توفر مكان كبير ورحب للركاب سواء في الصف الأول أو الثاني من المقاعد، والتي تعتبر منخفضة نسبياً بالنسبة إلى هيكل السيارة.

نوعية الصناعة والمواد المستخدمة في المقصورة، بحاجة إلى تحسين نوعاً ما، فهي لا تبدو قادرة على أن تعيش لمدة طويلة، خاصةً البلاستيك المستخدم في صناعة قبضات الأبواب.

الصندوق الخلفي واسع وجيد الحجم، إلا أنه قليل العمق قليلاً، ولكنه قادر على استيعاب كمية جيدة من الأمتعة.

المحرك وعلبة السرعة:

تتوفر سيارة شام حالياً بمحرك بسعة 1.8 لتر من أربعة أسطوانات، يعود في أصله إلى شركة بيجو الفرنسية، ويولد هذا المحرك استطاعة قصوى تبلغ حوالي الـ 100 حصاناً عند 6000 دورة في الدقيقة، وعزماً يبلغ 15.5 كغ.م عند 3500 دورة في الدقيقة، وتنتقل الطاقة إلى العجلات الأمامية الدافعة، عبر علبة سرعات يدوية من 5 نسب أمامية.

يستطيع هذا المحرك الوصول بشام إلى سرعة 190 كم/سا، والانطلاق بها من التوقف إلى سرعة 100كم/سا في غضون 11.9ثا.

والمميز حقاً في هذا المحرك هو استهلاكه المنخفض للوقود، إذ سيعجب حقاً من يشتري الشام باستهلاك محركها المنخفض للوقود، فوصل معنا استهلاك سيارة شام إلى 270كم لكل 20لتر من الوقود.

على الطريق:

عند إدارة محرك سيارة شام، يلاحظ المرء مباشرة مدى هدوءه وسلاسة صوته، ولا تنتقل فعلياً أي اهتزازات إلى المقصورة، وذلك بعكس العديد من السيارات الإيرانية المسوقة في سوريا.

ويعتبر هذا المحرك متجاوب جداً، ويقدم قوة كافية للسيارة، فلم نشعر بأن شام تعاني من أي ضعف في محركها، بل على العكس، شعرنا بسلاسة كبيرة في عمل المحرك ونشاط واضح.

الركوب في هذه السيارة مريح وهادئ، وهي ثابتة بشكل جيد على الطريق، وحتى على المنعطفات، ولم نلاحظ عليها أي مشاكل على الإطلاق، بعكس بعض السيارات الإيرانية الصنع التي اختبرناها.

علبة السرعة قاسية بعض الشيء، إلا أن أدائها جيد عموماً، ولا تصدر أصوات مرتفعة عند التبديل بالنسب، والمقود كذلك يعاني من بعض القساوة، ولا يتمتع بالسلاسة الموجودة في السيارات الحديثة، إلا أنه يُشعر السائق بأنه يتحكم بشكل جيد بالسيارة.

الفرامل تعتبر ضعيفة، وليست متجاوبة بالسرعة المطلوبة، ويحتاج المرء لأن يعتاد عليها لكي يتأقلم على الضغط على دواسة المكابح قبل مسافة كافية للتوقف.

وكانطباع أخير، نقول وبشفافية ومصداقية عالية، بأن سيارة شام سيارة جيدة حقاً، وجديرة بالاحترام، وباستثناء فرش مقاعدها، تعتبر أكثر من مقبولة، وحبذا لو كانت بسعر أقل بحوالي الـ 100 إلى 150 ألف ليرة سورية، لكانت حقاً السيارة رقم واحد في سوريا مقابل ما تقدمه من خدمات لقاء سعرها.

وأخيراً تعتبر سيارة شام خطوة كبيرة في الصناعة السورية، على أمل أن نشاهد سيارات أكثر إشراقاً تصنّع في سوريا... كمصر الشقيقة والتي تصنع مرسيدس E-Class ومن BMW الفئة الخامسة، وليست سيارات إيرانية المنشأ.... بالكاد يسمع عنها في الدول المجاورة لإيران....