"الزواج" بين فولكس فاغن وسوزوكي اقترب من الذكرى السنوية الثانية له، ولكنه من المؤكد ليس بالزواج السعيد على الإطلاق، فلا الألمانية تحمست لليابانية، ولا حتى الأخيرة انسجمت مع الأولى، والطريق الذي وصل إليه هذا الزواج حسب كل المؤشرات والأنباء هو طريق مسدود وفي نهايته لوحة كتب عليها "الطلاق".

ويمكننا القول بأن فولكس فاغن قد تعاملت بغرور وتعالي على سوزوكي وتهميش لها بعد أن وقعتا الإتفاقية التي نالت بموجبها الألمانية 19.9% من أسهم اليابانية، إذ لم تقدم لها أي دعم أو تقنية خلال فترة الزواج، ورفضت أن تنصاع لطلب اليابانية في تقديم التقنية الهجينة لها، واتهمتها بإنتهاك الإتفاقية بينهما بعد شراء سوزوكي لمحركات ديزل من فيات للأسواق الهندية.

أسباب النزاع وتدويل الأزمة:

قد يرى البعض بأن فولكس فاغن محقة في اتهامها لسوزوكي، لكن الأخيرة طلبت من الألمانية تزويدها بمحركات ديزل متطورة لتزود بها سياراتها في الهند دون أن تتلقى أي رد منها، مما دفعها لشراء محركات من فيات الإيطالية، خاصة وأن إنتاج سوزوكي السنوي يبلغ تقريباً 2.6 مليون وحدة منها 1.1 مليون في السوق الهندية، ومن بين كل 10 سيارات تبيعها هنالك 8 منها مزودة بمحركات ديزل، فكيف لها أن لا تستعين بطرف خارجي بعد أن رفضت فولكس فاغن مد حبل العون لها؟

وهذا ما أثار غضب سوزوكي التي طالبت بالحصول على التقنية الهجينة من فولكس فاغن أو الطلاق، والرد كان الرفض من الألمانية لذلك، مما دفع سوزوكي "لتدويل" الأزمة واللجوء إلى محكمة دولية في لندن للتحكيم في هذه القضية، وتقدمت بطلب رسمي للمحكمة من أجل حصولها على الطلاق من فولكس فاغن، والتي بدورها رفضت هذا الطلب ورأت بأنه لا توجد قوانين تجبرها على بيع حصتها في سوزوكي وأعلنت بأنها مستعدة للمضي في هذه القضية التي قد ستغرق قرابة العامين للفض بها!.

فيات ترمي بشباكها:

وفيات الإيطالية التي كانت طرفاً في حصول هذا النزاع لم تقف مكتوفة الأيدي، خاصة وأنها لا ترتبط بأي علاقة جيدة مع فولكس فاغن بعكس علاقتها مع سوزوكي، وصرح مديرها التنفيذي السيد سيرجيو ماركيوني بأن التعاون مع سوزوكي متاح جداً وأن شركته مستعدة لتقديم أي تعاون ترغب به سوزوكي، وتحدث قائلاً: نحن مستمرين في العمل سوية مع سوزوكي ولدينا علاقة ممتازة مع عائلة سوزوكي، ورغم أن سوزوكي صانع محدود عالمياً إلا أنها شركة تدر أرباحاً كبيرة، وهم شجعان وأنا معجب بهم.

وقد تكون سوزوكي القوية في الهند البديل المستقبلي لتاتا التي تربطها علاقة تعاون قوية مع فيات لكن غير فعالة، كما أنها ستؤمن لفيات الإنطلاق في الأسواق الآسيوية الناشئة، وهنالك أنباء عن بدء تطوير الإيطالية واليابانية بديلة مشتركة أيضاً لطراز SX4 من سوزوكي وسيديتشي من فيات.

ولم ينسى ماركيوني التطرق إلى رئيس فولكس فاغن السيد مارتن فينتركورن وتحدث عنه قائلاً: اجتمع معه من وقت لآخر، ويطلب مني تكراراً بيع ألفا روميو لفولكس فاغن، إلا أننا نذكره بأن لا نية لدينا في بيعها، فألفا روميو في أيدي فولكس فاغن لن تكون ألفا.

وذلك في إشارة إلى سد الطريق أمام فولكس فاغن لكي لا تدخل في صفقة مع فيات تتنازل فيها عن حصتها في سوزوكي لصالح الإيطالية، لقاء تخلي الأخيرة عن ألفا روميو التي تسعى فولكس فاغن مراراً وتكراراً للاستحواذ عليها.

السيناريوهات المحتملة:

لا يمكن لأحد التنبؤ بمستقبل الشراكة بين سوزوكي وفولكس فاغن ونهاية المطاف عملياً، ورغم أن الطلاق عبارة عن مسألة وقت لا أكثر فإنه من غير المستبعد أن تقوم الشركة الألمانية بتقديم مبادرة لحل الأزمة، وبرأينا لا يمكن أن تستغني فولكس فاغن عن اليابانية بسهولة، ولن تكون راضية عن اقتراب سوزوكي من فيات، لذلك قد تقدم تنازلات لسوزوكي لتسوية الوضع معها، أو ربما التحالف بالأصل معها كان طعماً لصيد ألفا روميو من فيات.

وتبقى الأيام الحكم والفاصل في معرفة إلى أين ستؤدي الطرق في تحالف فولكس فاغن مع سوزوكي والذي تحول إلى مسلسل حقيقي في عالم السيارات، فكيف ستجري الأحداث في الحلقة الأخيرة منه؟

خاص بموقع فنّات.كوم