تقل في سوريا السيارات الصغيرة، ذات الطابع الشرس والرياضي، والتي تلائم وتلبي متطلبات الشباب وبسعر منطقي ومقبول.

ومن بين السيارات التي تجمع هذه المواصفات، نجد الستروين C2 إحدى أكثر السيارات شعبية بين جيل الشباب، وذلك من خلال تصميمها الرياضي والشرس والمحبب إلى قلوب الشباب التي تجعل منها قبلة أي شاب ميسور الحال.

وقامت شركة ستروين الفرنسية، بتقديم سيارتها هذه في العام 2003، وتتوفر في سوريا بنسختها الرياضية VTR سنسودرايف المميزة، والتي قمنا بتجربتها.....

الشكل الخارجي:

متناسق، جذاب، حاد، شرس، رياضي، عصري، بسيط، جميل...... وغيرها الكثير من الصفات الحميدة التي يمكن بها وصف تصميم C2 الخارجي، فخطوطها تجمع بشكل كبير ما بين الزوايا الحادة والخطوط المستقيمة مع بعض انحناءات بيضاوية، في تمازج يعبر عن التصميم الأوروبي الأنيق والمتفوق.

المقدمة قصيرة وتمتاز بأضوائها المربعة الشكل والحادة الزوايا، المنحنية إلى الخلف، والتي يفصل بينها شبك تهوية مطلي بلون أسود، بينما طلي الصادم الأمامي بنفس لون السيارة ويتميز بوجود أضواء ضباب دائرية الشكل، يفصل بينها شبك تهوية مستطيل الشكل.

ويبرز أيضاً وبشكل واضح الزجاج الأمامي الكبير الحجم، الذي يعزز الشعور بالرحابة داخل المقصورة.

ويتجلى الجانب الأجمل في السيارة في تصميمها الجانبي، وذلك من خلال الانخفاض الحاد في الجانبية للمقدمة، والباب الكبير الذي يعزز من الطابع الرياضي، بالإضافة إلى النافذة الخلفية التي ينخفض خطها السفلي عن خط النافذة الأمامية، في تضارب يولد جمالية وجاذبية عالية!!

التصميم الخلفي يعتبر مكملاً للتصميم الأمامي والجانبي، وذلك من خلال أضوائه الحادة الزوايا والمرتفعة، والصادم الخلفي المطلي بلون جسم السيارة.

من الداخل:

بما أن السيارة مزودة بـ 3 أبواب فقط،؛ فهذا يعني بأن الأبواب كبيرة الحجم، ويشعر المرء أثناء فتح السيارة وإغلاقها بثقل وزن الأبواب الناتج عن كبر حجمها، الذي يسهل وبشكل كبير من الدخول والخروج إلى ومن المقصورة.

وبمجرد الدخول إلى مقصورة الـ C2، يلحظ المرء مدى العناية بأدق التفاصيل، فالفرش الداخلي أسود اللون وممزوج بزوائد متناسبة مع اللون الخارجي للسيارة، ومن شأن هذه الزوائد النافرة أن تقوم بتثبيت جسم السائق والراكب الأمامي على المقاعد، يستعمل نفس قماش الزوائد على الأبواب، مما يرفع من جاذبية المقصورة وبشكلٍ كبير، كما أن المقاعد مصنوعة من قماش متطور، يمنع تعرق الجسم عليها!!

 

ومن التفاصيل الدقيقة الداخلية الجميلة، قبضات الأبواب من الداخل، والمصنوعة من بلاستيك عالي الجودة وبلون متناسب مع الهيكل والفرش، وبشكل شطفه، مستخدم أيضاً على قبضة تعشيق السرعات، التي يتخللها عدة زوائد من الكروم، لتعزيز الطابع الرياضي.

المقاعد الأمامية مريحة جداً وعريضة، ومصنوعة من أقمشة عالية الجودة، والدخول إلى المقاعد الخلفية يعتبر جيد إلى حد ما، إذ إن عملية الدخول إلى المقاعد الخلفية في الـ C2 تفوق سهولة معظم السيارات المماثلة لها، ولكنها تبقى مزعجة قليلاً، خاصة بالنسبة للأشخاص الكبيري الحجم.

المقاعد الخلفية مريحة وتتسع إلى راكبين اثنين فقط، وهي منفصلة ويمكن طيها لزيادة تحميل صندوق الأمتعة، الذي يعتبر صغيراً جداً، وبالكاد يتسع لبضع الحقائب الصغيرة، وتعتبر المساحات المخصصة للأقدام في الخلف كافية إجمالاً، إلا أن الركاب في الخلف قد يشعرون ببعض الضيق بسبب النوافذ التي لا تفتح، ولكن علينا أن لا ننسى بأننا في سيارة تنتمي إلى فئة الميني، مما يجعل من الـ C2 متفوقة في فئتها.

تصميم لوحة القيادة، حديث وعصري، ويتميز بفتحات التهوية الدائرية الشكل، والمصنوعة من الألمنيوم، إلا أنه يوجد مبالغة في استخدام البلاستيك المتوسط النوعية-  مالم نقل السيئ النوعية- في لوحة القيادة، التي يتوسطها شاشة لعرض المعلومات المفيدة جداً، يمكن من خلالها مراقبة استهلاك الوقود والمسجل وغيرها الكثير من المعلومات المفيدة.

المقود متفوق في تصميمه الرياضي والعصري، ويزيد من أنفاسه الرياضية، عتلات التعشيق الرائعة التصميم والأداء خلف المقود، وما يرفع من عصرية المقصورة، العدادات الرقمية، التي تعتبر غاية في العملية.

التجهيزات في السيارة كاملة، بكل ما للكلمة من معنى؛ فهي تشتمل على ABS، ومكيف رقمي ذو أداء جيد، ومسجل CD جيد الأداء، جنط كروم، نوافذ ومرايا كهرباء، وحساسات إنارة ومطر وغيرها الكثير من المواصفات الممتازة.

المحرك وعلبة السرعة:

ما تتميز به الستروين C2 VTR هو ما يقبع تحت غطاء الصندوق الأمامي؛ فعلى عكس معظم سيارات فئة الميني الموجودة في سوريا، والتي تتراوح سعة محركها من 1200 إلى 1800 سم مكعب، تأتي الـ  C2 VTR بمحرك بسعة 1600سم مكعب، ومؤلف من أربع أسطوانات، ويولد 110 حصاناً عند 5750 دورة في الدقيقة، أما عزمه فيبلغ 15كغ.م عند 4000 دورة في الدقيقة، وهذا المحرك يعتبر أكثر بكثير من رائع على سيارة بحجم الـ C2 ووزنها، إلا أنه لا يوازي معظم المحركات الأوروبية المنشأ المماثلة له في الحجم من ناحية استهلاك الوقود، إذ بلغت أرقام نسبة استهلاك الـ C2 VTR للوقود حداً أقل بكثير من الحد المعلن عنه، فخلال تجربتنا لهذه السيارة، بلغ استهلاكها للوقود 200كم لكل 20 لتر من الوقود داخل المدينة؟!

وتنتقل الحركة إلى العجلات الأمامية بواسطة علبة سرعات متطورة من نوع سنسودرايف (مشابهة للتيبترونيك، ولكن بشكل أقرب إلى علب السرعة اليدوية، مع التركيز على عامل التطور فيها).

وتتألف هذه العلبة من 5 سرعات أمامية، يمكن التحكم بها إما عبر العتلات خلف المقود، أو عبر عتلة التعشيق التقليدية.

وتنتقل هذه السيارة من التوقف إلى السرعة 100كم في غضون 11.7 ثانية، وتصل إلى سرعة قصوى تبلغ 195 كم، وهذه الأرقام تتفوق بها الـ C2 على الكثير من سيارات السيدان المتوسطة المزودة بمحركات بسعة 1.6 لتر أو حتى 2.0 لتر.

على الطريق:

عند تحرير هذه الفقرة، واجهنا حقاً صعوبة كبيرة، في كيفية نقل شعورنا ومتعتنا أثناء تجريب الـ C2 VTR إلى الورق!!.

فقيادة هذه الفرنسية رائعة جداً، ومثيرة وممتعة، ثباتها لا يضاهى حتى على السرعات العالية، ورائعة ومتزنة عند المنعطفات، ممتازة في المناورات بفضل ثباتها العالي ومحركها النشيط جداً والمتجاوب بشكل ولا أسرع، بمجرد زيادة الضغط على دواسة البنزين، تنطلق الـ C2 بسرعة وهدوء وثبات، ولكن هذه المميزات والصفات الرياضية، خففت قليلاً من راحة الركاب في السيارة، إذ إن تعليقها قاسٍ قليلاً، لتحسين ثباتها، ومع ذلك يعتبر الركوب فيها مريح.

وما يضاعف من متعة القيادة، هو علبة السرعات "السنسودرايف" الرائعة خاصة عند التحكم على المقود، إذ تتيح الكثير من الخيارات لاستعراض مهارات السائق، كما أن أدائها أقرب إلى أداء علب السرعات اليدوية منها إلى الأوتوماتيكية، مما يجعل من قيادة الـ C2 رائعة في المدينة وخارجها.

الفرامل......ممتازة، بل وعظيمة، خاصة بفضل نظام الـ ABS، إذ تمنح السائق ثقة كبيرة بالسيارة بفضل تجاوبها المذهل وقوتها الرائعة، المقود بدوره متجاوب جداً، وراقي الأداء، وينقل إحساس الطريق بشكل كامل إلى السائق.

وأخيراً، يصعب إيجاد سيارة يفوق سعرها سعر الـ C2 VTR بكثير، تقدم نصف ما تقدمه هذه الفرنسية الصغيرة أثناء القيادة، فنحن فعلاً سحرنا برقي أدائها على الطريق، وروعة تصميمها سواء الداخلي أم الخارجي.... فمرحى ستروين على هذه الصغيرة المتوحشة.