استفاد العاطلون عن العمل في مدينة
حلب من أزمة البنزين المستمرة منذ أربعة أيام، فحققوا مكاسب لم يحلموا بها عبر
شراء المادة من محطات الوقود بواسطة أوانٍ بلاستيكية ـ بدونات ـ وبيعها لأصحاب
السيارات بربحٍ نحو 25 ليرة وسطياً للتر الواحد.
وخصصتْ معظم المحطات مضخاتٍ خاصة
بحاملي هذه البدونات، التي يتسع الواحد منها لنحو 25 لتراً من البنزين وانتظموا في
طوابيرٍ طويلة يمكنها الحصول على هذه المادة في وقتٍ قصير مقارنة بالسيارات، والتي
تضطر للوقوف ساعاتٍ طويلة وسط الازدحام لتعبئة خزاناتها، الأمر الذي دفع ببعضهم
لركن السيارة في مكانٍ بعيد والاستعانة بالبدونات.
وبإمكان زائر أي محطة وقود ملاحظة
عملية المساومة بين سماسرة البدونات ومعظمهم من الشباب، وبين أصحاب السيارات لشراء
ما بحوزتهم من بنزين بسعرٍ مرتفع، اختصاراً للوقت والجهد مع شح المادة وخلو الكثير
من المحطات منها على مدار 24 ساعة.
ويقول أحد هؤلاء الباعة أنه يبيع نحو
100 لتر بنزين عن طريق البدونات خلال ست ساعاتٍ وبسعر 75 ليرة للتر الواحد محققاً
ربحاً صافياً مقداره 2500 ليرة، راجياً أن يستمر الحال على ما هو عليه أطول فترةٍ
ممكنة لأنه لا يجد عملاً يكسب منه رزقه بعد إغلاق ورشة الألبسة التي كان يعمل
بها!.
ولجأت البقاليات إلى تخصيص خزانات
للبنزين، على الرغم من خطورة العملية، لبيعها لأصحاب السيارات الذين لا يفضلون
زيارة محطات الوقود بسبب الازدحام الكبير. حيث يؤكد أحد هؤلاء أنه يشتري البنزين
من محطات الوقود البعيدة عن المدينة، ويبيعه في محله لأن الربح أوفر بكثيرٍ من بيع
أي مواد غذائية واستهلاكية.
نقلاً عن جريدة الوطن
بتصرف