يفتتن السوريين كغيرهم من شعوب شرق
المتوسط بكل ما هو إيطالي، ويقلدونهم في أزيائهم وأحذيتهم ومأكولاتهم وعطوراتهم
وتسريحات الشعر وحتى في السيارات.
ولكن الولع بالسيارات الإيطالية سوف
يتعثر بالتأكيد عند أول "حاجز" يفصل أسعار هذه السيارات عن باقي الأشقاء
الأوروبيين، فما بالكم بالمنافسين الآسيويين! ولن يساعد "الولع السوري"
تناسب التصاميم الإيطالية مع ضيق الشوارع المحلية، ولا الصيت الذائع لسيارات أحفاد
قيصر.
وترى شريحة واسعة من السوريين أن السيارات
الإيطالية باهظة الثمن ليس بالنظر إلى متوسط دخل الفرد السوري فحسب، بل بالقياس
إلى أسعار السيارات المماثلة. وكنا أوضحنا في مقالةٍ سابقة ارتفاع سعر فيات غراند
بونتو عن فورد فييستا بأكثر من 200 ألف ليرة! رغما أنهما يحتويان على ذات
المواصفات ورغم تقارب سعرهما في الأسواق الأوروبية.
وعلى مدى العقد الفائت لم تستطع أيٌ
من السيارات الإيطالية إثبات وجودها في سورية بشكل واضح، بدءاً من الطرازات التي
توصف بالشعبية مثل فيات ناهيك عن الأسماء الإيطالية الأكثر فخامة. لتحل شركةٌ
عملاقة مثل فيات في المركز 40 على مستوى الوكالات في سورية ولا تتعدى مستورداتها وسطياً 100 سيارة على مدار العام، ولن نتحدث
عن الحالة المؤسفة لسلالة الجمال والفخامة من المأسوف على شبابه ألفا روميو إلى
المرحوم السنيور مازيراتي والفقيدة الغالية فيراري.
ويتحسر مارون سركيس أحد تجار قطع غيار
السيارات الإيطالية على الماضي الغابر لهذه السيارات في طرقاتنا، ويؤكد أنها كانت
تشكل أكثر من ثلث المركبات الموجودة في حقبة الستينات والسبعينات، لأن السوريين في
تلك الفترة لم يكونوا يعرفون سوى السيارات الأوروبية والأمريكية قبل أن يكتشفوا
الياباني ومن جاء بعده.
ويحمِّل العم مارون وكالات السيارات
الإيطالية في سورية مسؤولية هذا التراجع، لأن السوريين سيما الإناث منهم مغرمون
بهذه السيارات. وبوسع هذه الوكالات بقليلٍ من الجهد كما يقول مارون منافسة رينو
وبيجو وسكودا التي تتفوق عليها في المبيعات مع أنها تقدم سياراتٍ لا ترقى للسيارات
الإيطالية على صعيد التصميم على الأقل.
قد تصحُّ تسمية العلاقة بين الغرام
السوري والجمال الإيطالي بعلاقة الحب من طرفٍ واحد، وهو أصعب أنواع الحب ولكننا
نجد أن الأصحَّ من ذلك هو غياب الحبيب وبقاء ذكراه والمكان الذي جمعنا به، وهو برأينا
يناسب علاقة الحب السورية الإيطالية!.
خاص بموقع فنّات.كوم