أحد أكبر الهواجس التي تواجه عالم السيارات سواء على صعيد المصنعيين أو
المستهلكين هو تحسين استهلاك الوقود، ففي ظل الارتفاع المستمر لأسعار البترول
عالمياً والقلق البعيد الأمد حول نفاذ هذه المادة من باطن الأرض، وتطور دور
السيارات عالمياً وتزايد أعدادها بشكل كبير، كان لا بد من العمل على تحسين استهلاك
السيارات للوقود عبر عدة طرق أضحت غنية عن التعريف في عالم السيارات، كتطوير
المحركات الصغيرة والهجينة والسيارات الكهربائية... ولكن هل نجحت الشركات المصنعة
التي أنفقت مليارات الدولارات على تطوير هذه التقنيات في مسعاها؟
الجواب هو نعم، فحسب دراسة أجرتها جامعة ميشيغان الأمريكية على معظم
السيارات التي يجري تسويقها في الولايات المتحدة، تبين بأن استهلاك السيارات
للوقود قد تسحن ما بين العامين 2008 و2012، فسيارات الركاب العام 2008 كانت تستهلك
وسطياً (بمختلف أحجامها وفئاتها) حسب دراسة سابقة 160 كم/20 لتر وقود، بينما
سيارات العام 2012 الجديدة المتوفرة في الأسواق تستهلك وسطياً 183 كم/20 لتر وقود،
أي بنسبة تحسن حوالي 14%، وهذا مؤشر واضح على مدى تطور التقنيات المساعدة في تحسين
استهلاك الوقود خلال السنوات المنصرمة، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن هذه الدراسة
جرت في السوق الأمريكية التي تكثر فيها السيارات النهمة للوقود بعكس الأسواق
العالمية كالسوق الأوروبية مثلاً.
وعزت الدراسة هذا التحسن بالدرجة الأولى إلى محركات الديزل التي ينخفض
متوسط استهلاكها بنسبة جيدة عن محركات البنزين، كما ساهم انتشار السيارات الهجينة
والكهربائية في هذا التحسن.
أخيراً، تتوقع الدراسة أن تشهد السيارات المزيد من التحسن في استهلاكها
للوقود مستقبلاً، بفضل التطور المرتقب لتكنولوجيا المحركات في السيارات والقوانين
والمعايير التي تسنها الدول المتقدمة لضبط استهلاك الوقود في السيارات لتلزم بها
الشركات العالمية المصنعة للسيارات.
خاص بموقع فنّات.كوم