لم يصدق مُحرر فنّات عيناه وهو يرى
أحد المسؤولين الكبار في الدولة يركب سيارة كيا ريو ـ إلى جانب السائق بالطبع ـ
وأخذ يفرك عيناه متسائلاً: هو أم ليس هو؟!، ولكن هذه الحيرة تبددتْ عندما رأى
مسؤولاً أخر أقل شأنا من الأول يركب تاكسي ومن طراز سابا!.
وإزاء ظاهرة اختفاء سيارات اللكزس
والمرسيدس والبي إم دبليو وحتى هوندا أكورد، علم السوريون الفطنون أن مسؤوليهم
امتنعوا عن ركوب هذه السيارات، لأسبابٍ لا تتعلق بالتأكيد بحب التواضع أو ضغط
المصروف أو لمشاركة أبناء الطبقة الوسطى "الذين يتعرضون لخطر الانقراض!"
وذوي الدخل المحدود معاناتهم.
وقابل السوريون هذا التحول المفاجئ في
نوع سيارات المسؤولين بمشاعرٍ متباينة من الشماتة، إلى الإشفاق والشكر على نعمة
الضيق والقلة. وهم بين قائل: انظروا لهؤلاء الآن، دعوهم يحسوا فينا عندما نموت مئة
ميتة موتة لنحصل على سيارة كورية أو حتى صينية!، وبين من يتحسر على المسؤولين
لاضطرارهم ركوب سياراتٍ متواضعة لا تليق بمناصبهم ويشكر القدر الذي لم يجعل منه
شخصاً مهماً!.
وأعرف شخصياً مسؤولاً حصل مع بداية
عام 2011 على هوندا أكورد إلى جانب سيارتي تويوتا برادو ونيسان تيدا كانتا في
عهدته، ولكن الظروف الحالية أجبرته على ركن البرادو والأكورد في مرآب المؤسسة
والاكتفاء بالتيدا، ولا أعلم قد يضطر لاحقاً إلى ركنها هي الأخرى!.
ولعلها المرة الأولى منذ منتصف ستينات
القرن الماضي التي تُستبدل فيها سيارات المسؤولين الفاخرة بسياراتٍ أخرى أقل
شأناً، عندما استبدلت حينذاك سيارات المرسيدس والليموزين السوداء بسياراتٍ أكثر
تواضعاً مثل فولكس فاغن وبيجو 404.
خاص بموقع فنّات.كوم