لم تكن سوق السيارات في المزرعة أول
وأقدم سوق للسيارات في سورية فحسب، بل كانت أيضاً النافذة التي كان السوريون يطلون
منها لمشاهدة طرازاتٍ جديدة. في زمنٍ كان مجرد التفكير باقتناء سيارة بمثابة
الهرطقة أو التجديف!.
ومنذ عقدٍ أو أكثر هجر معظم تجار المزرعة
سوقهم واتجهوا شاخصين بأبصارهم إلى سوق حرستا الأكبر والأحدث، حيث الفرص الموعودة
والأرباح التي يسيل لها اللعاب. تاركين سوق المزرعة المسكينة تعاني الوحدة
والإهمال ولسان حالها يقول: يوماً ما ستعرفون قيمتي!.
ولم يطل المقام بالتجار المهاجرين ولم
يكادوا يشموا رائحة إبطهم فأسرعوا عائدين إلى سوقهم القديمة، بعد أن غدا سوق حرستا
بقسميه الجديد والمستعمل أثراً بعد عين نتيجة الأحداث التي تشهدها منطقة حرستا
وجوارها منذ أكثر من عام، وأصبح السفر إليه يحتاج جرأة ومغامرة ومن دون نتيجةٍ
مضمونة.
وليست سوق المزرعة هي الوحيدة التي
ضحكت أساريرها بعودة التجار من غربتهم، بل إن زملاءهم ممن لم يتمكنوا من الانتقال
إلى سوق حرستا وجدوا في عودة أبناء المهنة المنافسين فرصةً لإنعاش سوق المزرعة
وإعادته لمكانته، عندما كان سوق السيارات الرئيسية لدمشق وضواحيها.
والتقى فريق فنّات خلال جولةٍ على سوق
المزرعة عدداً من التجار العائدين وممن بقوا، وخرج إليكم بهذه الآراء:
لسنا مسرورين بالانتقال
ولكن!!
زاهر
الناشف ـ تاجر سيارات: لسنا مسرورين بالانتقال إلى سوق المزرعة ولكنها الظروف
القاهرة، ثم إن العودة إلى هنا تُكبدنا المزيد من النفقات لأننا سنضطر إلى الإبقاء
على مكاتبنا في سوق حرستا فترة الصباح وما بعد الظهر إضافةً إلى مكتب المزرعة،
وليس كل التجار قادرين على تشغيل مكتبين معاً في حرستا والمزرعة.
ـ
فنّات: لماذا انتقلتم بالأساس إلى سوق حرستا وأهملتم سوق المزرعة؟
زاهر:
نحن لم نهمل سوق المزرعة، ولكن القوانين تمنع افتتاح معارض سيارات إلا بمساحاتٍ
معينة ليس من السهل تأمينها في العاصمة، كما إن مساحة سوق المزرعة لا تسمح بعرض
المزيد من السيارات حتى لا نزعج الساكنين بالحي.
ـ
فنّات: كيف وجدت الفرق بين سوق المزرعة وسوق حرستا؟
زاهر:
يمكن أن نقول أن الحركة انخفضت بنسبة 75%، ولكني أتوقع أن تعتاد الناس على سوق
المزرعة مجدداً، والبعض يجد في زيارة سوق حرستا مخاطرةً خاصة إذا كان بحوزته أموال
ويفضل تسديد ما عليه من ثمن السيارة هنا.
فئات زبائن المزرعة!
سامر
الحموي ـ تاجر سيارات: اكتشفت منذ عودتنا إلى سوق المزرعة قبل ثلاثة أشهر أن زبون
هذه السوق من مستوىً معين ومن السيارات المتوسطة فما دون تحديداً، والتي يتراوح
ثمنها بين المليونين و500 ألف ليرة سورية.
فنّات:
ألا تفكرون بإطلاق حملات إعلانية ليعرف الناس أن سوق المزرعة تستعيد مكانتها؟
سامر:
في ظل هذه الأوضاع ليس هنالك شيء يشجع على إطلاق حملاتٍ إعلانية لتحفيز الناس على
شراء سيارات، فالطلب في هذه الفترة محدودٌ للغاية ويقتصر على السيارات من الفئات
الصغيرة 1.6 لتر وما دون.
وسنجد
عند التجار ممن بقوا في السوق ولم تغرهم سوق حرستا وأرباحها رأيٌ مخالف بعض الشيء
عن زملائهم، فهم يقرون بأن العائدين ساعدوا على إعادة بعضاً من الزبائن إلى
المزرعة.
حجم المبيعات على وقع
الأخبار!
محمود
بكر ـ بائع سيارات: تعيش سوق السيارات حالياً جموداً غير مسبوق، ويتركز أغلب البيع
حالياً على السيارات التي تعود إلى عام 2011، وما قبل ورغم ذلك فقد تحسنت الحركة
في السوق بعد عودة تجار سوق حرستا.
فنّات:
وهل تتحسن الحركة باستمرار مع تزايد عدد التجار العائدين؟
محمود:
يرتبط البيع بما تشهده البلاد يومياً من أحداث أي كلما كانت الأخبار أكثر سخونة
يتقلص البيع وبالعكس!.
خاص بموقع فنّات.كوم