خاص بموقع فنّات.كوم

الكورولا أكثر السيارات مبيعاً في العالم وفي التاريخ، إذ تم تسجيل أكثر من 30 مليون وحدة عبر تسعة أجيال، كما أنه يتم بيع سيارة كورولا كل 40 ثانية في العالم!!!

وهذا النجاح العظيم لم يأتِ من دون الكثير والكثير من مسوغات النجاح، فهذه اليابانية، تعتبر من أكثر السيارات في العالم اعتمادية وعملانية، فضلاً عن ندرة حاجتها إلى الإصلاح... وغيرها الكثير من الأمور التي توجتها على عرش السيارات الأكثر مبيعاًُ في العالم.

وبعد طرح الجيل العاشر من كورولا في الأسواق العالمية، وقبل أن يحال الجيل التاسع إلى التقاعد في سوريا، فقد ارتأينا بأن نقوم بتجربته، بسبب شعبيته الكبيرة.

الشكل الخارجي:

تبدو معالم التقدم بالسن ظاهرة بوضوح على كورولا الحالية، خاصة إذا ما قارناها مع منافساتها الأكثر شباباً، كالمازدا 3 والميتسوبيشي لانسرEX، أو حتى جيل اللانسر القديم، فخطوطها الخارجية تقليدية جداً، وخالية من أي لمحة جمالية، إلا أنها لا تخرج أبداً عن إطار الأناقة.

فمن الأمام نلحظ الأضواء شبه المستطيلة، التي يتوسطها شبك تهوية مستطيل الشكل، ومصنوع من معدن الكروم الجميل، الذي يضفي بعضاً من لمسات الفخامة على المقدمة، التي تتميز بالصادم الأمامي المطلي بلون السيارة نفسه، الأمر الذي بات شائعاً في معظم السيارات الحديثة، بعكس ما كان عليه في الماضي، كما يبرز في الصادم الأمامي أضواء الضباب المستطيلة الشكل وشبك التهوية السفلي التقليدي.

وتمتد الرتابة والكلاسيكية إلى الخطوط الجانبية، التي تبدو تقليدية جداً، وضمن إطار الأناقة الرصينة، الذي توحي به؛ وكأن الكورولا تنتمي إلى فئة أرقى من فئة سيارات السيدان المتوسطة.

ولا شيء مميز يذكر على صعيد التصميم الجانبي، باستثناء بعض إطارات الكروم حول النوافذ، والعجلات المصنوعة من الألمنيوم، والمكونة من ستة أذرع.

وبالانتقال إلى المؤخرة، تبرز الأضواء الهرمية الشكل، وغطاء الصندوق المرتفع، في تكامل مع التصميم العام للمقدمة والجانب، كما نلحظ أيضاً الصادم الخلفي المطلي بلون السيارة الخالي من أي ملامح مميزة.

وعموماً، وعلى الرغم من التصميم الذي أصبح قديماً للكورولا الحالية، إلا أنها تبقى على الرحب والسعة، بفضل أناقة خطوطها الخارجية، وبساطتها العفوية، التي توحي بأن الكورولا هذه، سيارة منسجمة مع وقتنا هذا، بفضل رصانتها، التي تفتقدها الكثير من منافساتها، والتي تستهدف جذب الشباب، أكثر من أرباب العائلات.

المقصورة:

لطالما ارتبط اسم تويوتا، بالجودة والاعتمادية المطلقة، فضلاً عن السعر المناسب والمواصفات الكاملة غير المترفة أو الفخمة، وهذا ما ينطبق تماماً على مقصورة الكورولا.

وبمجرد فتح أبواب هذه اليابانية، يدرك الشخص مباشرة مدى دقة بناء هيكلها وجودته، وسهولة الدخول والخروج من المقصورة وإليها.

عند الجلوس خلف المقود أو على المقعد الأمامي، أو حتى في المقعد الخلفي، يلحظ الشخص مباشرة، بأنها مصممة بالشكل الأبسط والأسهل للتعامل والتعايش معها، فالمقود كبير ومكسو بالجلد العالي الجودة، ومصمم بنحو يسهل التحكم به ويمكن من قراءة العدادات بسهولة.

واعتمدت تويوتا بساطة في التصميم الداخلي أيضاً، فلوحة القيادة كلاسيكية، وخالية من الخطوط الجمالية، بالإضافة إلى أنها سهلة التعامل بشكل كبير، فجميع الأزرار كبيرة الحجم وواضحة وسهلة الوصول إليها، سواء في المسجل الـ CD والكاسيت، أو في المكيف، وتظهر أيضاً لوحة العدادات التقليدية والمملة في تصميمها ولون خلفيتها الأزرق الباهت!

 أما التجهيزات الداخلية فهي كاملة، فمن مسجل CD وكاسيت ومكيف إلى مقعد السائق, الذي يمكن التحكم بارتفاعه والنوافذ والمرايا الكهربائية ونظام الـ ABS  وكيسي الهواء للسائق والراكب الأمامي.

إنها العملانية تلك هي إحدى أبرز سمات التويوتا، والكورولا تتميز بعملانيتها المتفوقة، وذلك من خلال العديد من جيوب التحميل وحاملات الأكواب، بالإضافة إلى المقاعد المريحة والرحبة، سواء في الأمام أو الخلف، خاصة على مستوى الأقدام وارتفاع السقف، أضف إلى ذلك ظهر المقعد الخلفي الذي يمكن طيه لرفع سعة تحميل صندوق الأمتعة، تلك السعة التي تعتبر جيدة أصلاً وكافية لكمية كبيرة من الحاجيات.

المواد المستخدمة في بناء مقصورة الكورولا، تقع في مكان وسط، بين المواد المترفة والعالية الجودة، فنوعية البناء أكثر من رائعة، ويشعر المرء بأن هذه المواد قادرة على البقاء في الخدمة لفترة طويلة، فضلاً عن دقة صناعتها وجودتها، وهذا ما يعتبر أحد أبرز مفاتيح النجاح لدى العملاق العالمي الأكبر في عالم صناعة السيارات، الذي استطاع أن يؤمن كل ما يلزم العائلة، وبشكل مدروس في مقصورة الكورولا الحالية! فكيف ستكون مقصورة الكورولا الجديدة، التي طرحت في الكثير من الأسواق العالمية، ولم تصلنا بعد؟!

المحرك وعلبة السرعة:

التويوتا كورولا تصل إلى سوريا بمحرك وحيد، مؤلف من أربع أسطوانات و16 صماماً وبسعة 1،6 لتر، ويولد هذا المحرك استطاعة تبلغ 110 حصاناً عند 6000 دورة في الدقيقة، وعزمه يصل إلى ما يقرب من الـ 15 كغ.م عند 3800 دورة في الدقيقة.

ويتصل هذا المحرك بعلبة سرعات يدوية من 5 نسب (موضع التجربة)، ويمكن اختيار علبة سرعات أوتوماتيكية من 4 نسب.

وللأسف لم يصدر عن تويوتا أي أرقام عن التسارع والسرعة القصوى للكورولا، أو معدل استهلاكها للوقود، ولكننا وأثناء تجربتنا للكورولا 1،6 عادي، لاحظنا بأنها تحتاج إلى حوالي 13 ثانية للإنطلاق من التوقف إلى سرعة 100 كم/سا، أما في ما يخص السرعة القصوى، فلم نستطع الوصول إلى أكثر من 170 كم، ولكننا نستطيع تقديرها بحدود الـ190 كم، أما بالنسبة إلى معدل استهلاك الوقود، فهو وسطياً حوالي 230 كم لكل 20 لتراً من الوقود.

على الطريق:

كمعظم السيارات اليابانية، تقدم الكورولا أداءً متزناً وهادئاً على الطرقات، فالركوب فيها مريح وهادئ، ويشعر الركاب بمدى عزل المقصورة عن ضجيج الطرقات، كما أن أنظمة التعليق توفر راحة كبيرة، حتى على المطبات والحفر التي تكثر في شوارعنا، وبكل أسى!!

على المنعطفات، يعتبر ثبات هذه اليابانية مقبولاً وجيداً، ولكن ليس إلى درجة كبيرة، كما أن محركها يمنحها قوة كافية، فيشعر سائق السيارة بنشاطها وتجاوبها وانصياعها لمتطلباته!

خاصة وأن المقود سلس جداًَ ومرن ويسهل من التحكم بالسيارة، الأمر نفسه على علبة السرعات المتجاوبة، والفرامل الأكثر من رائعة.

وباختصار، تقدم الكورولا كل ما يلزم الفرد أو العائلة في سيارة متكاملة من جميع النواحي، فشكلها أنيق ومقصورتها رحبة وكاملة التجهيز، ومحركها نشيط، وباقي أجزائها الميكانيكية عالية الأداء، وفضلاً عن ذلك كله جودة بناء وصناعة لا تضاهى.... استطاعت الوصول بتويوتا إلى الرقم الأصعب.... الرقم واحد على مستوى العالم أجمعه....ولكل مجتهد نصيب.