خاص
بموقع فنّات.كوم
نعود إليكم من جديد لنسلط الضوء على
سيارة من الزمن الجميل، سيارة أوروبية صغيرة مهدت الطريق للأجيال اللاحقة بها،
ليصبحوا نجوماً متلألئة في عالم السيارات الواسع، والذي يشتمل على الكثير من
الطرازات، التي ولدت لتبقى وتستمر مهما أكل عليها الدهر وشرب.
والبيجو 206 طراز فرنسي حقق نجاحاً
منقطع النظير في العقد الأخير، فاق في صداه صدى الكثير من الأسماء الطنانة، وإن
كان لا يصعب على أي أحد اكتشاف بأن الـ 207 هو السلف لهذه السيارة، والذي نراه
بأنه خير خلف لخير سلف، والـ 205 هو سلف الـ 206، فمن هو الجد الذي سبق جميع
أحفاده إلى المجد؟
الجواب يتمثل في البيجو 104، هذه
الفرنسية الصغيرة والمميزة في تصميمها الأنيق والمحافظ والذي يمكننا وصفه بـ
"اللطيف"، والذي يستطيع إلى اليوم الاستحواذ على الإعجاب، بفضل بساطته
العفوية.
وولد هذا الطراز في العام 1972، كسيارة
سيدان صغيرة الحجم ومدمجة! الأمر الذي قد يشكل مفاجئة بالنسبة إلى الكثيرين، ولكن
في العام 1976 خضع الـ 104 إلى عملية تعديل ليصبح بشكله المعروف والمحبوب بين
عشاقه، والمتمثل في سيارة هتشباك من 5 أبواب أو 3 أبواب، تميزت باعتماديتها
وعملانيتها المتفوقة في عصرها، بالإضافة إلى محركاتها الاقتصادية والسلسة الأداء،
فضلاً عن قاعدة عجلاتها، التي أمنت لركابها ركوباً مريحاً وقيادة متزنة، قل نظيرها
في عصرها، وجميع هذه العوامل أدت إلى حفر اسمها في صفحات تاريخ السيارات، كإحدى
أكثر السيارات الصغيرة بروزاً في التاريخ، سواءً في أوروبا أو حتى في سوريا.
وتميزت هذه الفرنسية خاصة بفضل تزويدها
بعدة محركات من عائلة محركات "دوفران" المطورة بالتعاون مع شقيقتها
اللدودة رينو، والتي تراوحت سعاتها ما بين 1,0 لتر إلى 1,4 لتر، والمصنوعة من
سبائك الألمنيوم، والمزودة بعمود كامات علوي (ميل)، كما يتشارك هذا المحرك الزيت
مع علبة السرعات!
وتعتبر البيجو 104 من بين أكثر
السيارات الأوروبية نجاحاً في حقبة السبعينات، ونافست وبضراوة كلاً من الفولكس
فاغن الألمانية مع غولف وفيات الإيطالية مع الـ
127، كما تم الاستعانة بمكوناتها الميكانيكية فيما بعد في سيارات الستروين،
وذلك بعد أن استحوذت بيجو على الستروين في العام 1975.
غير أن دوام الحال من المحال، ففي
العام 1983 قدمت بيجو طراز 205، وقدمت غيرها من الشركات الأوربية طرازات حديثة
وأكثر عصرية، كالجيل الثاني من غولف وفيات أونو، وهذا ما حد من نسبة مبيعاتها،
ودفع الشركة الفرنسية إلى سحبها من الأسواق الأوروبية تدريجياً، وإبقائها في السوق
الفرنسية كخيار منخفض التكلفة، إلى أن صدر قرار إحالتها إلى التقاعد نهائياً في
العام 1988، لينتهي بذلك إنتاج صغيرة أوروبية، رسمت المستقبل بأفكارها للكثير من
سيارات الهتشباك الصغيرة التي أتت بعدها.