خاص بموقع فنّات.كوم

 

 

تقوم الشركات العالمية لصناعة السيارات بالعمل على تطوير جيل جديد من أي طراز يخطط له البقاء ضمن سلسلة الإنتاج، وذلك بسبب تحقيق هذا الطراز النتائج المتوقعة منه، أو على الأقل الأمل في أن يحقق خلفه ما عجز عن تحقيقه سلفه، وتتطلب هذه العملية الكثير من الجهد والأبحاث والأموال لتطوير السيارة، وتحضير خط الإنتاج.

إلا أن هذه الجهود قد تتضاعف في حال نجاح الطراز السلف، وخاصة إن حقق نجاحاً باهراً، كما الحال مع طراز 206 من بيجو، والذي اعتبر من أكثر السيارات نجاحاً في العقد الأخير في العالم! بفضل تصميمه الذي لا يموت ولا يقدم ومواصفاته وتجهيزاته ورقي أدائه وسعره الأكثر من مقبول، الأمر الذي يفسر تجاوز مبيعاته عتبة الـ 6 ملايين وحدة!

وقبل حوالي العام، قامت بيجو بطرح طراز 207 في أسواقنا، كطراز هتشباك متوسط الحجم لمنافسة عدة أسماء، كرينو كليو وفيات غراند بونتو وأوبل كورسا والقائمة تطول، وبدأت بيجو بحصد ثمار تعبها الحثيث على بديلة 206، والتي باتت مسألة نجاحها حقيقة ملموسة، اكتشفناها من خلال تجربتنا للـ 207.

التصميم الخارجي:

يتفوق الأوروبيون في مجال التصميم على جميع شعوب الأرض، فلطالما استطاع الأوروبيون فرض تصاميمهم على معظم أنماط الحياة، من منازل وأزياء وأدوات وغيرها وصولاً إلى السيارات، وليس ذلك فحسب، بل يتعدى الأمر أيضاً إلى فئات السيارات، كالهتشباك وغيرها من الفئات.

وأكثر ما يميز السيارات الأوروبية من ناحية التصميم هو طول عمر تصاميمها، إذ أننا نرى السيارات الأوروبية جميلة مهما أكل الدهر عليها وشرب، وذلك بعكس الكثير من السيارات الأخرى، خاصةً اليابانية والكورية.

والـ 207 تعكس صورة تصميمية مميزة، متمثلة في الأضواء الأمامية الحادة والتي ترمز إلى العيون، التقليد المتبع منذ زمن طويل لدى الشركة الفرنسية العريقة، وتمتد الأضواء الأمامية الكبيرة والشرسة الخطوط إلى منتصف الرفارف الأمامية! راسمةً على وجه الـ 207 ملامح غضب وعدائية محببة إلى قلوب الناس، ومحيطةً بشعار بيجو الأنيق الشكل والمصنوع من الكروم، في تكامل أنيق وعالي الجاذبية، وذلك بعكس الصادم الأمامي الذي ترمز فيه فتحة التهوية إلى فم مبتسم، ما لم نقل ضاحك، كما يبرز أيضاً الزجاج الأمامي الكبير، والذي يضفي الكثير من الشعور بالانشراح داخل المقصورة، والأمر الذي بات شائعاً لدى الكثير من الصانعين، وخاصة الأوروبيين وتحديداً منهم الفرنسيين.

بالانتقال إلى الجانب، نلحظ الخطوط الناعمة والمتناغمة، والنوافذ الجانبية المميزة في التصميم، ووجود أضواء انعطاف أسفل المرايا الجانبية، وتموجات خفيفة في الجزء الخلفي، فضلاً عن امتداد واضح للأضواء الأمامية والخلفية إلى جانب السيارة، وتعتبر الأضواء الخلفية اللمحة الأكثر تميزاً في مؤخرة السيارة، وتحديداً من خلال شكلها والنقوش الفريدة الموجودة تحت زجاج الأضواء الخلفية.

وعموماً تستحق شركة بيجو الفرنسية الكثير من التقدير، على نجاحها في ابتداع تصميم جديد ومميز ومكمل لتصميم البطلة 206، وقادر على فرض نفسه كتصميم يرمز إلى روح الشباب، ولو أنه يشبه إلى حد بعيد تصميم الـ 307!

المقصورة:

اعتدنا دائماً على مشاهدة عناية فائقة بأدق التفاصيل في المقصورة الداخلية ولوحات القيادة الخاصة بالسيارات الأوروبية، وهذا ما ينطبق على مقصورة الـ 207، فعند فتح الباب والدخول إلى المقصورة، يدرك المرء مدى حرص بيجو على الاعتناء بأصغر الأمور والخطوط العامة للوحة القيادة، وذلك من خلال استخدام مواد ذات جودة راقية وألوان مشرقة، ونوعية قماش عالية مستخدمة في إكساء المقاعد المريحة والرحبة، والتي يمكن تعديل ارتفاع الأمامية منها، علماً بأن المقاعد الخلفية أكثر ارتفاعاً من المقاعد الخلفية، الأمر الذي يساهم بتحسين مجال الرؤية لركاب المقاعد الخلفية، وبالتالي زيادة المتعة أثناء الرحلات، كما أن المقاعد الأمامية والخلفية مريحة خاصةً على مجال الأكتاف والرؤوس، إلا أن المساحات المخصصة للأقدام في المقاعد الخلفية ضيقة نسبياً، ومزعجة خاصة في المسافات الطويلة، وذلك بعكس أغلب المنافسين.

لوحة القيادة كلاسيكية التصميم إلى حد ما، مع وجود واضح للمسات العصرية والحديثة، خاصة من خلال فتحات التهوية الجميلة التصميم، ولوحة العدادات الرياضية الطابع، عبر الأشكال الدائرية للعدادات المحاطة بحلقات من الكروم والبيضاء الخلفية! ويدعم المقود الثلاثي الأذرع الطابع الرياضي للوحة القيادة، ونلحظ أيضاً مدى سهولة الوصول والتعامل مع كافة التجهيزات، ويمكن التعبير عن جمال لوحة القيادة بعبارة "البساطة تولد الجمال".

التجهيزات الداخلية غنية ومتنوعة إلى درجة تثير الإعجاب في سيارة صغيرة الحجم، فتحتوي النسخة الأرخص من بيجو 207 (موضوع التجربة) على مكيف فعال جداً، يمكن استخدامه في تبريد الجيب في لوحة القيادة، ومسجل CD نقي الصوت يمكن التحكم به عبر أزرار موضوعة خلف المقود مباشرة (تحكم على المقود على الطريقة الفرنسية)، وكومبيوتر رحلة متطورة ونوافذ أمامية كهربائية وقفل مركزي بتحكم عن بعد، وكيسي هواء وفرامل ABS لتدعيم الأمان ضمن هذه الأوروبية الصغيرة والحائزة على تقييم 5 نجوم ضمن اختبارات السلامة الأوروبية.

الصندوق الخلفي كبير نسبياً ويتسع لحجم مقبول من الأمتعة، الأمر الذي يجعل من صغيرة بيجو سيارة مناسبة للعائلات الصغيرة والتي لا يتجاوز عدد أفرادها الخمسة.

المحرك وعلبة السرعة:    

تتوفر الـ 207 بعدة خيارات من المحركات، ويصل إلى سوريا ثلاثة خيارات منها، جميعها من أربع أسطوانات طبعاً، الأصغر والمزودة به سيارة التجربة بسعة 1,4 لتر ومن 8 صمامات، يولد 75 حصاناً عند 5400 دورة في الدقيقة، بينما يصل عزمه الأعظمي إلى 12 كغ.م عند 3300 دورة في الدقيقة، وباستثناء مصروفه الاقتصادي نسبياً للوقود، والذي يبلغ متوسطه حوالي 300 كم لكل 20 لتراً من الوقود، كما تزعم بيجو الفرنسية، لا يمتاز هذا المحرك بأي شيء تقريباً، وهو بالكاد يمنح السيارة القوة اللازمة للسير، إذ ينقل الـ 207 الثقيلة الوزن نسبياً (أكثر من 1100 كغ) إلى سرعة 100 كم/سا في غضون 14 ثانية تقريباً، ولا يستطيع تجاوز سرعة 170 كم/سا!

أما علبة السرعة اليدوية فتتألف من 5 نسب أمامية تنقل الحركة كالمعتاد إلى العجلات الأمامية الدافعة.

على الطريق:

بعد أن قمنا بقيادة البيجو 207 داخل شوارع مدينة دمشق وضواحيها، خرجنا بانطباع يصف هذه الفرنسية بالراقية، وذلك من خلال توفيرها لراحة ركوب واضحة داخل المقصورة وعزل ولا أهدئ للمقصورة عن الأصوات الخارجية والضجيج الذي يكثر في شوارع دمشق.

أنظمة التعليق متطورة وتؤمن راحة ركوب مثالية للركاب ولو أنها قاسية بشكل بسيط، كما أنها تشعر السائق بثبات السيارة وتماسكها مع الطريق، وتجعل منها أيضاً ثابتة بشكل مثير للإعجاب عند الدخول للمنعطفات.

المحرك عصبي ومرتفع الصوت وممل! ولا يشعر السائق بأي قدرة للتسابق في الـ 207، وهو لا يصلح لأن يكون أكثر من محرك لسيارة رجل كبير في العمر أو امرأة لا تعتبر السيارة إلى كوسيلة نقل جميلة، وباختصار يجعل هذا المحرك من السيارة، شاب مفعم بالحيوية وملامح الشباب والعصر إنما بقلب رجل عجوز!

إلا أنه من يهتم حقاً، فشكلها الخارجي يشفع لها ضعف محركها، كما أنها تتوفر بمحرك بسعة 1,6 و16 صماماً يولد 110 حصاناً أو 120 حصاناً للمحرك الأحدث (للسيارة المزودة بناقل حركة من نوع تيبترونيك).

علبة السرعات سلسة الأداء ومتجاوبة بشكل أكثر من رائع، كما الحال مع المقود المتجاوب ومن النوع الكهربائي (آلي يقسو حسب السرعة)، أما عن المكابح، فحدث ولا حرج، فهي ممتازة وقوية جداً وتشعر السائق بثقة لا تضاهى، خاصة بفضل وجود نظام الـ ABS.

وختاماً، تتجلى جهود شركة بيجو واضحة على بديلة الـ 206 الرائعة، والتي تمكننا من وصف الـ 207 بخير السلف لخير خلف، وذلك عبر تصميمها المؤثر والآسر لقلوب الشباب والحاد والشرس، وجودة بنائها وتجهيزاتها وأدائها الراقي.