خاص بموقع فنّات.كوم

 

شهدت أسعار السيارات في سوريا انخفاضاً ملحوظاً في السنوات القليلة الماضية، بفضل التعديلات على الجمارك والرسوم، وإلغاء الوكالات الحصرية التي ساهمت في زيادة التنافس وانخفاض الأسعار.

وقد أدت هذه التعديلات والانخفاض في الأسعار إلى ارتفاع كبير في نسبة المبيعات وصل فعلياً إلى أكثر من 500 %!!! طبقاً للأرقام المسجلة ما بين عامي 2002 و2006!

ولاشك بأن أموراً أخرى قد ساهمت بشكل كبير في رفع المبيعات، منها التطور الكبير الذي شهدت صناعة السيارات، فباتت السيارات الصغيرة اليوم، تتمتع بقدرات السيارات الكبيرة الأمس! كما لعب دور الشركات الغربية الصانعة للسيارات في التوجه نحو دول العالم الثالث للإنتاج سيارات منخفضة السعر تتماشى مع القوة الشرائية للفرد في هذه الدول دوراً كبيراً على صعيد رفع المبيعات في هذه الدول، من خلال إنتاج سيارات سبه كاملة وتفي بالغرض وبسعر منخفض.

وفولكس فاغن فوكس عبارة عن سيارة هتشباك صغيرة، يتوفر فيها جميع الشروط السابقة، فهي ألمانية الاسم وبرازيلية المنشأ، وتباع بسعر منافس جداً للسيارات التي تحمل أسماءً أقل شأناً، مقارنة بمواصفاتها، فهل هذه السيارة جديرة بالاسم الذي تحمله، أم أن ليس كل ما يلمع ذهباً؟

التصميم الخارجي:

تنهج فولكس فاغن في تصاميمها، نهج البساطة تولد الجمال، وتعتمد على رسم سياراتها بأبسط عدد ممكن من الخطوط مع الحفاظ على عامل الأناقة الكلاسيكية، لتبقى سياراتها جميلة مهما أكل الدهر عليها وشرب، ويكفي النظر إلى طراز الغولف العائد في تصميمه للعام 1974، للتأكد من صحة هذه النظرية!

من الأمام المقدمة بسيطة التصاميم، وخالية كلياً من أي تعقيدات، من خلال أضواء شبه مستطيلة وسهلة التصميم، يفصل بينها شبك تهوية بسيط من لون جسم السيارة، يتوسطه شعار فولكس فاغن من الكروم، وترتفع المقدمة بشكل حاد باتجاه الزجاج الأمامي الكبير، ونلحظ أيضاً وجود أضواء ضباب وشبك تهوية مستطيل وبسيط الشكل، تمام كالخطوط الجانبية للسيارة الخالية من أي لمسات مميزة، عدا عن عجلات الكروم الجميلة والكبيرة القياس نسبياً، وكل ذلك في قالب كلاسيكي ولا يخرج عن نطاق الأناقة، بشكل متتم للمؤخرة المرتفعة والمميزة بالأضواء الصغيرة الحجم.

ولا يمكننا التحدث كثيراً عن تصميم سهل وبسيط، أو وصفه بأكثر من عبارة "البساطة تولد الجمال"، وبأنه متماشي مع سيارة بسعر منخفض نسبياً، كونه كلما زادت التعقيدات في التصميم ارتفعت كلفة الإنتاج.

المقصورة:

كما هو معتاد مع جميع سيارات فولكس فاغن، يحظى الهيكل بجودة بناء راقية، يلحظها المرء مباشرة فور فتح وإغلاق الأبواب، التي وللأسف لا تفتح بزاوي كبيرة، مما يصعب قليلاً من الصعود والنزول من وإلى المقصورة، التي تحظى بجودة بناء أكثر من جيدة، بشكل يحفظ صورة الشركة الألمانية، وذلك من خلال المواد المستعملة في بناء لوحة القيادة والمقصورة، باستثناء الفرش الذي لا يرقى إلى مستوى عالي، ويبقى في حدود الوسط.

تصميم لوحة القيادة والألوان الداخلية كلاسيكية إلى درجة الملل! ولا يمكن وصفها سوى بالبسيطة الشكل، أما لوحة العدادات، فتبدو أكثر عصرية وحداثة من لوحة القيادة، ورغم صغر حجمها، فإنها شاملة على كل ما يلزم السائق، ويتوسطها كومبيوتر رحلة بسيط، غير أن ألوانها الغير مشرقة تجعل من رؤيتها صعبة في النهار من دون تشغيل الأضواء!

وتنعم المقصورة بالكثير من عوامل العملانية، عبر وجود عدد كبير من جيوب التحميل وحاملات الأكواب، ويغيب بشكل مزعج وجود درج في لوحة القيادة! من جهة أخرى تبرز التجهيزات الداخلية المتنوعة، من نوافذ كهربائية وأوتوماتيكية بالكاملة ومرايا كهربائية الحركة، إلى مكيف فعال جداً ومسجل CD نقي الصوت من نوع Pioneer، وقفل مركزي بتحكم عن بعد، مع إمكانية تعديل ارتفاع مقعد السائق، الذي يعتبر ضيق نسبياً وغير مريح للأشخاص البدينين كما هو الحال مع المقعد الأمامي، وعموماً تعتبر المقاعد جميعها مريحة ومناسبة للرحلات الطويلة، وتقدم حيزاً كبيراً على كافة الأصعدة، من الأكتاف والرؤوس والأقدام خاصة، إذ تشعر بأنك في سيارة أكبر بكثير من فئة الهتشباك المتوسطة.

الصندوق الخلفي يوفر مساحات مقبولة وتتسع لكم جيد من الأمتعة التي يحتاج إلى نقلها المرء في حياته اليومية.

المحرك وعلبة السرعة:

على عكس معظم منافسيها، تمتاز الفوكس فعلياً بمحركها الأكبر من ما هو معتاد عليه في هذه الفئة من السيارات، إذ تبلغ سعة محركها المؤلف من 4 أسطوانات و8 صمامات 1,6 لتر، ويولد هذا المحرك قوة حصانية تبلغ 101 حصاناً عند 5500 دورة في الدقيقة، أما عزمه الأعظمي فيبلغ 14 كغ.م عند 3250 دورة في الدقيقة، وبالمقارنة مع وزن السيارة الذي يقارب من الطن الواحد، تعتبر هذه الأرقام أكثر من محترمة، ويستطيع هذا المحرك دفع الفوكس إلى سرعة تتجاوز الـ 180 كم/سا والوصول بها من التوقف إلى سرعة 100 كم/سا في غضون أقل من 11 ثا! الأمر الذي قلما نراه في سيارة بحجم وسعر الفوكس.

ولا يعتبر هذا المحرك نهماً للوقود، إذ بلغ معدل استهلاك السيارة أكثر من 200 كم لكل 20 لتراً من الوقود كمعدل وسطي، ويتصل هذا المحرك بشكل حصري بعلبة سرعات من 5 نس أمامية، تنقل الحركة إلى العجلات الأمامية الدافعة.

على الطريق:

تتوجه فولكس فاغن في هذه السيارة إلى العائلات الصغيرة والشباب الراغبين في الحصول على سيارة تلبي متطلباتهم اليومية، دون أن ترضي شغفهم الرياضي، لذلك لا تنتظروا من السيارة ذلك الأداء الرياضي رغم محركها الكبير نسبياً، والذي يقدم لها بعض من الأنفاس الرياضية، إلا أنه يبقى عصبياً قليلاً ولا ينعم بهدوء زائد! ومع ذلك يشعر السائق بأن سيارته تمتلك من القوة ما يكفي لتنافس الكثير من سيارات السيدان الأكبر حجماً.

وتقدم السيارة راحة ركوب مقبولة إلى حد جيد، وعزلاً مقبولاً أيضاً للمقصورة، كما تتمتع بثبات مقبول مقارنة مع ارتفاع سقفها، عند الدخول إلى المنعطفات، ويشعر السائق بمدى حسن أداء أنظمة تعليقها.

الفرامل مقبولة الأداء، وينقصها نظام ABS الذي بات من الضروري وجوده في جميع سيارات اليوم، والمقود سلس جداً وسهل التعامل معه وينقل إحساس الطريق بالكامل على السائق، ولكنه لا يقفل عند سحب المفتاح من السيارة! الأمر المستغرب حقاً! أما علبة السرعة فتمتاز بسهولة التعامل والوصل لها.

وأخيراً تمثل الفوكس خياراً جيداً للراغبين بالحصول على سيارة باسم ألماني، وتتمتع مقصورتها بمساحات كبيرة ورائعة، وجودة بنائها أكثر من مقبولة، إلا أنها تفتقد فعلياً للروح الألمانية المميزة والتي تعطي السيارة بعداً أخر، فلا يشعر المرء بأنه بسيارة منتجة من اسم عريق كفولكس فاغن، أو على الأقل يشعر بأنه بسيارة فولكس فاغن من التسعينات!