خاص بموقع فنّات.كوم

 

جميعنا يعشق نيسان صني، هذه اليابانية الأسطورية والتي تجوب في شوارعنا بكثرة، وتحظى باحترام الجميع وتقدير غالبية الناس، لما لها من سمات تفاخر بها بين أبناء جنسها من السيارات، فهذه اليابانية تمتلك الجودة والحس التصميمي الرفيع وحسن ورقي الأداء وكل ما يتمنى المرء منا في سيارة.

ولطالما عرفنا الصني بتصميمها الرشيق وخطوطها النحيلة والمهذبة، بعكس شقيقتها الجديدة تيدا، والتي ارتأت نيسان طرحها كخيار أكثر عصرية وحداثة من صني الكلاسيكية، وذلك من خلال توفرها بنسختين، سيدان وهتشباك، وتصميم "بدين" إن صح التعبير وأكثر جرأة! فضلاً عن العديد من الأمور التي سنكتشفها في هذه التجربة التي قمنا بها لنسخة الهتشباك, الأجمل من نسخة السيدان حسب وجهة نظرنا نحن في فنّات.كوم.

التصميم الخارجي:

برهنت نيسان دائماً بأنها تذخر بالعبقرية التصميمية، وأبدعت العديد من التحف الفنية في السنوات الماضية، كالمورانو التي أصبحت علامة بحد ذاتها! والميكرا العصرية وأخيراً GT-R, آسرة قلوب الشباب وساحرة عشاق البترول وملهمتهم!

ولا ندري حقاً في أي خانة نصنف التيدا؟ ولم نستطع فعلياً نحن في فنّات الإجماع على أنها من عبقرية نيسان أم من هفواتها التصميمية! وبعد الكثير من الأخذ والرد، وصلنا إلى فكرة مفادها بأنها السيارة التي تعكس نفسية الناظر إليها، فإن كان في مزاج هادئ وسعيد وجدها سيارة مميزة، لا بل ساحرة، وإن كان في غيري يومه قد يجدها عبارة عن كتلة معدنية منتفخة لا أكثر، ولكنها على الرحب والسعة دائماً.....

المقدمة بارزة من خلال الأضواء الأمامية الضخمة الحجم، والتي قد تدب الرعب في قلوب السيارات الأخرى، من خلال زواياها الحادة البارزة والمشطوبة إلى الخلف، والتي تحصر شبك تهوية منحوت بعناية ومزين بالكروم، ومقسوم إلى قسمين، يفصل بينهم شعار نيسان، وفي الأسفل يتوضع شبك تهوية كلاسيكي التصميم وأنيق، ويحتوي في جوانبه على أضواء للضباب في معظم النسخ.

ومن ما يبرز في المقدمة خصوصاً، الارتفاع الواضح وغير المسبوق فعلياً، خاصة ما بين صندوق المحرك الذي يحتوي على عدة خطوط أنيقة وبين الأضواء الأمامية، ومن الملاحظ أيضاً الحجم الكبير للمساحات الزجاجية الأمامية أو الجانبية، وعلى ذكر الجانب، فإنه لا يقل شأناً عن المقدمة، فالخطوط الجانبية مرسومة بدقة، من خلال خطوط النوافذ الفريدة والتداخل المحبب للأضواء الأمامية والخلفية التي تصل إلى مستوى منتصف العجلات الخلفية، وتتمم الخطوط الخلفية تناغم بقية الخطوط، عبر الأضواء الخلفية المميزة والتكسر الجميل في خطوط منتصف غطاء الصندوق!

وعموماً تستحق نيسان الاحترام على جرأتها في الخروج بتصميم منتفخ يتمتع بالكثير من الزوايا والمنحنيات الجميلة والعصرية، بعكس الكثير من منافسيها اللذين لم يتجاوزوا حدود الكلاسيكية المملة.....

المقصورة:

بشكل غير قابل للجدل تعتبر مقصورة التيدا مركز القوة الأكبر في منافسة وتحدي جميع الأقران، فالدخول إلى المقصورة سهل جداً ومريح بفضل الأبواب الكبيرة الحجم والزوايا الواسعة التي تفتح بها، لتكشف لنا مقصورة هي الأفضل في فئتها دون أي منازع، فالمقاعد كبيرة الحجم جداً ومريح بشكل يشعر به المرء بأنه جالس على أريكة وليس مقعد سيارة! كما أن قماش المخمل المستخدم في اكساء المقاعد مثير للإعجاب بكل ما للكلمة من معنى، شأنه شأن المواد المستخدمة في بناء المقصورة ولوحة القيادة، والعالية الجودة.

لوحة القيادة عصرية وحديثة ومدروسة بشكل رائع، فكل شيء موجود في مكان سهل الوصول له والتعامل معه، ويعود الفضل خاصة إلى ارتفاعها البارز، وتعطي الألوان المشرقة المستخدمة في لوحة القيادة لمسات عصرية أكثر، كما تساهم لوحة العدادات الجميلة من خلال أطواق الكروم المحيطة بها، والمقود المميز في تصميمه الراقي، في إعطاء بعداً أكثر حداثةً لمقصورة التيدا، والتي تشتمل على قفل مركزي بتحكم عن بعد، نوافذ ومرايا كهرباء، وحاملا ت أكواب وعدة جيوب ترفع من عملانية المقصورة، ومن التجهيزات أيضاً مسجل CD نقي الصوت ومميز، ومكيف هواء عالي الفعالية، وفرامل ABS وكيس هواء.

وبينما تزيد المساحات الزجاجية الضخمة من شعور الانشراح داخل المقصورة، ترفع المساحات الداخلية الكبيرة جداً الرحابة إلى بعد جديد، وغير مسبوق في هذه الفئة، فيمكن الجلوس برحابة كبيرة في الصف الخلفي من المقاعد، وهي تستطيع أن تستوعب 5 أشخاص من حجم XXXL بكل سهولة وبساطة! فكيف بالمقاسات العادية L! فسقفها مرتفع جداً وعرضها واسع جداً وطولها لا حدود له!

الصندوق الخلفي ذو مساحة جيدة ويتسع إلى كمية كافية من الأمتعة، بالشكل الذي يفي بمتطلبات العائلات المتوسطة.

المحرك وعلبة السرعة:

تعتبر نيسان من بين أفضل صانعي المحركات في العالم، وتفوقت محركات نيسان دائماً في اختبارات المحركات، وصنفت لسنوات عديدة من بين أفضل المحركات في العالم.

وتيدا تأتينا بمحرك من 4 أسطوانات بسعة 1.6 لتر يولد 118 حصاناً عند 6000 دورة في الدقيقة، وعزماً أعظمي يبلغ 15.5 كغ.م عند 4400 دورة في الدقيقة، وتصل بين المحرك والعجلات الأمامية الدافعة علبة سرعات أوتوماتيكية من 4 نسب أمامية، وتنتقل السيارة من التوقف إلى سرعة 100 ك/سا في غضون 12 ثا تقريباً، وتصل إلى سرعة قصوى تقارب الـ 180 كم/سا تقريباً، وهذه الأرقام تدل على قوة المحرك، خاصة وأن ناقل السرعة أوتوماتيكي وليس يدوي!

ويبلغ معدل استهلاك الوقود أكثر من 250 كم لكل 20 لتراً من الوقود، مما يؤكد على تفوق نيسان وعلوها في الصناعة المحركات.

على الطريق:

 عند تشغيل محرك التيدا ستدهش من روعة عزل مقصورتها عن الخارج، ومن سلاسة هذا المحرك الذي يدفع التيدا برشاقة وهدوء، وحتى على السرعات العالية لا يشعر الراكب أو السائق بصوت المحرك، الذي يمنح السائق ثقة كبيرة بفضل تجاوبه وقوته الكبيرة نسبياً والتي يمنحها للسيارة.

ومن بين الأمور الممتازة أيضاً في التيدا ثباتها الجيد على الطريق وعلى المنعطفات، على الرغم من الراحة الكبيرة التي تقدمها أنظمة التعليق للركاب، كما تنعم السيارة بفرامل جيدة يرفع نظام الـ ABS من فعاليتها، فضلاً عن مقود متجاوب وعلبة سرعات حسنة الأداء.

وفي الحقيقة سررنا كثيراً بتجربة النيسان تيدا، واستمتعنا بها حقاً، وفاجأتنا بالكثير من مميزاتها وحسناتها التي يصعب حصرها، ونالت من فنّات تقيماً عالي بين أقرانها، خاصة مقصورتها ومحركها الرائعين, فهنيئاً لمن اقتناها أو سيقتنيها....