لا يحتاج اسم الصني للتعريف، فهو اسم عريق حقاً في عالم السيارات، ويرمز إلى إحدى أفضل سيارات السيدان الصغيرة الحجم فعلياً في العالم، بفضل الجودة المعهودة منه ورقي وسلاسة أدائه.

ويمر حالياً صني في جيله الحالي المتوفر في سوريا بأخر أيامه فعلياً، رغم طرحه من جديد على أنه طراز العام 2008، غير أنه من المتوقع طرح جيله الجديد كلياً قريباً، أو أن يترك الساحة لطرازي تيدا وسنترا الأحدث والأكثر عصرية.

ولكن مع ذلك تبقى الصني في جيلها الحالي سيارة مميزة، بفضل جودتها ورحابتها وسعر مبيعها المنافس، الأمر الذي دفعنا نحن في فنّات للقيام بتجربة سيارة تناسب فعلياً الشريحة الأكبر في سوريا في حال توفرت إمكانيات الشراء.

وسنتعرف من خلال هذه التجربة كيف هي الصني؟ وهل مازالت تمتلك من المقومات ما يؤهلها في الصمود أمام المنافسين الأكثر حداثة، سواء مواطناتها اليابانيات أو الكوريات.

التصميم الخارجي:

تتحلى نيسان صني بتصميم ذو طابع يعود فعلياً إلى أكثر من خمس سنوات، فهي وببساطة تتميز بخطوطها المنخفضة الارتفاع بعكس السائد حديثاً، كما أنها في الواقع نسخة معدلة عن الجيل الأقدم، ومع كل ذلك تبقى محتفظة بهامش جيد من خطوط العصر.

فالمقدمة المنخفضة الارتفاع يبرز فيها المصابيح الشبه المستطيلة في شكلها والكبيرة الحجم فعلياً، والتي يتوسطها شبك تهوية مزين ببعض خطوط الكروم الواضحة، الأمر الذي يضفي رونقاً خاصاً إلى الصني، مع ملاحظة شعار النيسان الكبير والبراق متوسطاً شبك التهوية.

ومن اللمسات الجميلة في تصميم المقدمة، مؤشرات الانعطاف وأضواء الضباب السفلية، والمتكاملة بشكل غير مباشر مع الأضواء الأساسية، علماً بأن أضواء الضباب في نسخة التجربة (الأرخص) ليست حقيقة، بعكس النسخة الأكثر تجهيزاً، ويتوسط هذه الأضواء في الصادم الأمامي شبك تهوية هادئ التصميم.

من الجانب، لا يمكن وصف هذه اليابانية الاسم سوى بالسيدان الكلاسيكية المحافظة على طابع الأناقة، فيلاحظ من الجانب المقدمة الطويلة نسبياًَ مع صندوق أمتعة تقليدي وجانب ناعم الخطوط ومنخفض، أما من الخلف فتبرز الأضواء الهرمية الشكل والمرسوم تحت زجاجها بعض الألوان والخطوط التي ترفع من الجاذبية، فضلاً عن الصادم المطلي بنفس اللون والبسيط والجذاب الشكل.

وعموماً، تبقى الصني تتمتع ببعض من روح الحداثة، دون أن تتمكن من منافسة الأسماء التي اعتاد على الوقوف في وجهاه نداً إلى ند، كالميتسوبيشي لانسر وتويوتا كورولا ومازدا 3، ولكن دون أن ننسى هامش الفرق في السعر، والذي يشفع للصني وجهها القديم نسبياً.

المقصورة:

اعتدنا منذ بدأ انتشار السيارات اليابانية في العالم، على رؤية مقصورة بسيطة التصميم ومتكاملة التجهيزات بشكل محدود مع جودة محترمة في البناء والتجميع النهائي.

وهذا ما هو الحال عليه داخل سيارة نيسان هذه، فالمقصورة عادية التصميم ويغلب عليها استخدام الألوان الباهتة والغامقة غير المحببة إلى العين، كما أن لوحة القيادة كلاسيكية التصميم إلى أبعد درجة، وترمز إلى الأشكال المعتمدة سابقاً في لوحات القيادة اليابانية، وهي مبنية بالكامل من البلاستيك الجيد الجودة والعادي المظهر، كما أن لوحة العدادات لا تشذ عن الكلاسيكية المملة والألوان الغامقة.

المقاعد الأمامية أكثر من مريحة وتنعم بمساحات كافية على كافة الأصعدة، والشيء نفسه يذكر عند المقاعد الخلفية ولو أنها لا تتمتع بحيز كبير جداً في مختلف الاتجاهات، ولكن مع كل ذلك تبقى المساحات الخلفية مقبول إلى حد جيد جداً.

التجهيزات المتوفرة في سيارة التجربة هي ، مكيف عادي "يمكن وصفه أيضاً بالنصف رقمي"، ويمتاز بأدائه الرائع وقوته الممتازة، غير أنه يصعب التحكم به والوصل إليه من مقعد السائق! كما يتوفر مسجل CD مع مخرج AUX جيد النقاوة، ويوجد نوافذ كهربائية أمامية وقفل مركزي وكيس هواء للسائق، ويمكن أن ترتفع المواصفات إلى نوافذ ومرايا كهربائية بالكامل وقفل مركزي بتحكم عن بعد وأضواء ضباب، وذلك بدفع مبلغ زائد.

صندوق الأمتعة ممتاز في حجمه الذي يتسع لكميات كافية من الأمتعة، بالصورة التي تلبي متطلبات العائلات المتوسطة بشكل كامل.

المحرك وعلبة السرعة:

ليس سراً بأن محركات نيسان من أفضل المحركات في العالم، ومحرك الصني مؤلف من أربع أسطوانات و16 صماماً، وتبلغ سعة هذا المحرك 1.6 لتر، ويولد استطاعة تبلغ 116 حصاناً عند 6.000 دورة في الدقيقة، ويبلغ عزمه الأعظمي 16.5 كغ.م، وهذه الأرقام تعتبر محترمة بالنسبة لمحرك بهذه السعة.

وتنتقل الحركة إلى العجلات الأمامية الدافعة عبر علبة سرعات أوتوماتيكية من 4 نسب، وتنطلق السيارة من التوقف إلى سرعة 100 كم/سا في غضون حوالي 12 ثا وتصل إلى سرعة قصوى تفوق الـ 170 كم/سا، كما أن هذا المحرك محدود استهلاك الوقود فعلياً، إذ يبلغ معدل استهلاكه حوالي 250 كم لكل 20 لتراً من الوقود.

على الطريق:

دخلنا إلى الصني وجلسنا خلف المقود ثم أدرنا المحرك، فلاحظنا بأنه ليس هادئ جداً لكنه في الحدود الجيدة بالنسبة إلى الضجيج، وانطلقنا بالسيارة فكان انطباعنا عن المحرك بأنه أكثر من نشيط ويقدم قوة كافية وعزماً يمنح السيارة تسارعاً رائعاً بالنسبة إلى حجمه الصغير فعلياً.

الركوب ضمن المقصورة مريح بدرجة كبيرة، كما أن عزل الأصوات مقبول أيضاً أما الثبات فهو ممتاز حقاً، ولو أن بعض السيارات الأحدث أكثر ثباتاً وراحة في الركوب.

المقود جيد وينقل إحساس الطريق بشكل جيد، ويعزز فعلياً من ثقة السائق، أما الفرامل فهي ممتازة حقاً، ولكن حبذا لو كان هناك نظام ABS، أما علبة السرعات فهي متناغمة وجيدة جداً.

وأخيراً، يمكننا القول بأن الصني مازالت تتمتع بكثير من المقومات التي تجعلها سيارة جيدة ولو في عصرنا هذا، ولا يمكننا فعلياً مقارنتها باليابانيات كونها أقل سعراً منهم وبنسبة كبيرة، إنما منافساتها الحقيقيات هم الكوريات، وللذين لم يقتنعوا بعض بجودة الكوري، تمثل الصني خياراً ممتازاً وبسعر قريب جداً وبجودة أفضل.

 

 

 

 

خاص بموقع فنّات.كوم