شهدت شركة مازدا اليابانية ثورة في العقد الأخير أطلقت عليها "زوم زوم" كان من نتاجها سيارات حديثة وعصرية وذات تصاميم شبابية، وأول هذه السيارات كانت مازدا 6 ثم تلتها 3 ومن بعدها 2 التي لم تعرف طريقها في جيلها الأول إلى سوريا.

ولكن بعد أن طرحت مازدا الجيل الجديد من طراز 2 قبل حوالي العام، وصلت إلى سوريا هذه السيارة الصغيرة لأول مرة قبل بضعة شهور، لتنافس سيارات كالبيجو 207 والأوبل كورسا وفيات غراند بونتو وغيرها...

ولأن هذه السيارة حظيت بكثير من الإعجاب والمديح من قبل الصحافة العالمية، ونالت كثير من الجوائز بفضل تصميمها وتقنياتها وتطورها، رغبنا بأن نقوم بتجربتها وإعطائكم نظرة عن قرب لهذه السيارة التي ذاع صيتها عالمياً، فهل تستحق المديح الذي نالته أم لا؟ وهذا ما سنعرفه من خلال هذه التجربة.

التصميم الخارجي:

اعتدنا على وصف تصاميم السيارات بسهولة بسبب بساطة خطوط معظم السيارات التي قمنا بتجربتها، ولكن مع مازدا 2 الأمر مختلف بشكل كبير، فخطوطها الخارجية تعجز فعلياً الكلمات عن وصفها!

 

 

المقدمة انسيابية بشكل مذهل وخطوطها متناغمة ومتناسقة إلى أبعد درجة، والأضواء الأمامية تشبه العيون في شكلها المتطاول ذو الخطوط الناعمة التي تمتد جانباً وصولاً إلى منتصف العجلات الأمامية! ويبرز أيضاً غطاء المحرك المتموج وفتحة التهوية الصغيرة والمرسومة بدقة، أما الصادم الأمامي فيتمم بتصميمه الراقي جمال المقدمة الرائع، خصوصاً مع توضع أضواء الضباب في جوانب منفصلة عن فتحة التهوية السفلية.

الجانب هو الجهة الأجمل في التصميم، وذلك عبر الانتفاخات الجانبية والرفارف البارزة والخط الجانبي المنحدر من الخلف إلى الأمام بشكل حاد، فضلاً عن وجود لمسة جمالية في أسفل الأبواب الجانبية، وبالانتقال إلى الخطوط الخلفية المتناسقة بشكل لا يوصف مع الخطوط العامة، تبرز الأضواء المكسرة والغريبة في شكلها، كما نلحظ الزجاج الخلفي الشبيه بالمثلث إلى حد بعيد.

 

 

وهذا وصف مختصر لخطوط مازدا 2 الخارجية، ففي الواقع تبدو السيارة أجمل بكثير مما هي عليه في الصور، ولكننا لم نستطع حقاً الكتابة عن تصميمها بالشكل الذي نكون فيه، قد وفيناه حقه!    

المقصورة:

الأبواب الجانبية كبيرة وتفتح بزوايا كبيرة أيضاً، أي أن الدخول والخروج من وإلى المقصورة سهل ومريح، وتمتاز المازدا 2 بجودة المواد المصنوعة منها، ودقة تصنيع هيكلها الصلب والمتين.

من الداخل وعند تلمّس المواد المصنوعة منها لوحة القيادة والأجزاء المكونة للمقصورة، يشعر الفرد مباشرة بمدى الاعتناء الواضح في انتقاء نوعية المواد العالية الجودة ودقة التجميع النهائي، فحتى المقاعد مكسية بقماش ممتاز.

 

 

بالنسبة للتصميم الداخلي، فهو متمم لجمال وتميز التصميم الخارجي، عبر قبضات الأبواب الداخلية الجميلة في تصميمها المستطيل الشكل ولوحة القيادة التي تغلب عليها الخطوط الناعمة والدائرية، كما تبرز عتلة تبديل السرعات المثبتة في منتصف لوحة القيادة عوضاً عن وضعها بين المقعدين الأماميين، مما ساهم في رفع رحابة المقصورة الداخلية في جزئها الأمامي، ونلحظ أيضاً اعتماد الألمنيوم، في تزيين كثير من أجزاء لوحة القيادة، وفي تزيين المقود الرياضي في تصميمه، عبر ثلاثة أذرع تحتوي على أزرار فريدة في شكلها للتحكم بمسجل الـ CD MP3 المتطور، كما ترفع لوحة العدادات، بواسطة عداداتها الدائرية الشكل بالكامل وخلفيتها البيضاء، الملامح الرياضية داخل المقصورة.

ومن الأشياء التي أعجبتنا داخل المقصورة أيضاً، اعتماد فتحات تهوية دائرية وإمكانية وضع بعض الأغراض في الجيب الموجود في لوحة القيادة، دون الحاجة إلى فتحه وذلك عبر فتحة موجودة في الأعلى!

التجهيزات الداخلية غير مسبوقة في فئتها للمازدا 2 عملياً، ففضلاً عن مسجل الـ CD الذي يمكن التحكم به عبر المقود، والعالي النقاوة في صوته والسهل التعامل معه، يوجد مكيف هواء ممتاز في فعاليته، ونوافذ ومرايا كهربائية وقفل مركزي بتحكم عن بعد، وغيرها من تجهيزات الرفاهية، أما على الصعيد الأمان فيوجد 6 أكياس هواء ونظام ABS.

 

 

بالنسبة إلى الرحابة، فمن دون مبالغة تتفوق المازدا 2 الجديدة على شقيقتها الأكبر 3 في هذا المجال، فالمساحات المتوفرة للركاب سواء في الصف الأول أم الأخير من المقاعد أكثر من ممتازة، وعلى كافة الأصعدة، ومقصورة هذه اليابانية يمكن أن تستوعب 5 أشخاص بالغين برحابة مطلقة.

الصندوق الخلفي واسع بدوره، ويتسع لكم مقبول من الأمتعة بالشكل الذي يلبي متطلبات العائلات الصغيرة إلى المتوسطة.

المحرك وعلبة السرعة:

يقبع تحت غطاء الصندوق الأمامي للمازدا 2 محرك محترم بالنسبة إلى سيارة صغيرة، فهو مؤلف من 4 أسطوانات و16 صمام وبسعة 1.5 لتر، ويولد هذا المحرك 103 حصان عند 6.000 دورة في الدقيقة، بينما يبلغ عزمه 14 كغ.م عند 4.000 دورة في الدقيقة، وتكفي هذه القوة السيارة للوصول إلى سرعة تتخطى الـ 180 كم/سا، علماً بأنها لا تحتاج إلى أكثر من 11 ثانية للانطلاق من التوقف إلى سرعة 100 كم/سا.

ويتصل هذا المحرك بعلبة سرعات أوتوماتيكية حصراً (لم تصل إلى الآن أي نسخة مزودة بعلبة سرعات يدوية إلى سوريا)، ويبلغ متوسط استهلاكه حوالي 300 كم لكل 20 لتراً من الوقود، أي أنه ممتاز في استهلاكه المنخفض جداً للوقود.

على الطريق:   

المازدا 2 نالت إعجابنا في جميع النواحي، وعلى الطريق تفوقت هذه اليابانية في جميع التفاصيل، فمحركها هادئ جداً ونشيط ومتجاوب بشكل لا يصدق، وتنطلق السيارة بهدوء على الطرقات وسلاسة ممتازة، وتنساب في الهواء بثقة واتزان.

كما أن ركوبها مريح وأنظمة تعليقها متطورة وتضمن ثباتاً عالياً لهذه الهتشباك على المنعطفات، فضلاً عن العزل التام للمقصورة عن الأصوات الخارجية.

الفرامل جيدة إلى حد مقبول، أما المقود فممتاز وسلس وينقل إحساس الطريق بشكل كامل، أما علبة السرعات فعظيمة في سرعة تجاوبها وأدائها الرائع.

وأخيراً، لا يمكننا سوا إبداء المزيد من الإعجاب والإطراء لجديدة مازدا الرائعة هذه، فهي تستحق كثيراً من المديح من قبل الصحافة العالمية، ولو قدر لنا بأن نختار سيارة العام 2007 في سوريا لما ترددنا باختيارها، لأنها رائعة بكل ما للكلمة من معنى، سواء للشباب بفضل تصميمها وأدائها ورشاقتها، أو حتى للعائلات الصغيرة أو المتوسطة بسبب عملانيتها ورحابة مقصورتها واقتصادها في استهلاك الوقود...... فأهلاً بك يا مازدا 2 الرائعة.     

 

 

 

 

 

خاص بموقع فنّات.كوم