هوندا أكورد اسم له وزنه في قطاع سيارات السيدان الكبيرة عبر التاريخ، فهوندا اليابانية بنت شهرتها العالمية وانتشارها بفضل عدة طرازات، من بين أبرزها هو طراز أكورد، الذي يستحوذ على حصة كبيرة ضمن فئته في سوق الولايات المتحدة الأمريكية.

واليوم وبعد أن وصل هذا الطراز بجيله الجديد إلى سوريا، ليقف وجه لوجه أمام بعض السيارات التي ثبتت أقدامها بقوة في سوريا، كفولكس فاغن باسات وتويوتا كامري وهيونداي أزيرا على سبيل المثال لا الحصر, سيخوض معركته في هذه الفئة الأخذة بالتوسع في سوقنا بفضل انخفاض أسعار السيارات عموماً، والانفتاح على تسهيل اقتناءها من جهة أخرى.

ولأن أكورد الجديدة سيارة مناسبة لرجال الأعمال وأرباب العائلات، وبمتناول شريحة جيدة من الناس، كان لنا وقفة معها وتجربة ممتعة، لنسلط الضوء عليها ونكتشفها من نقاط أقرب.

التصميم الخارجي:

من السخف انتقاد تصميم عبقري كتصميم أكورد الجديدة، التي تسموا في قوة شخصية خطوطها الخارجية عن معظم منافسيها الأضعف تصميماً، مما يجعلها من بين الأفضل في فئتها على الصعيد الشكل الخارجي.

فمقدمتها تمتلك أضواء أمامية هائلة في حجمها الكبير، الذي يعطيها ما تشاء من العدائية التي تثير الرهبة لدى السيارات، عبر شكلها  الشبه مستطيل والمسحوب للخلف والممتد إلى الجوانب بالشكل الذي يكاد يصل إلى منتصف العجلات الأمامية، كما أنها تتباهى بشبك التهوية الجديد في تصميمه النافر والمكسر والمزين بالكروم، أما الصادم الأمامي فهو تقليدي بشكل جديد ونلحظ فيه أضواء الضباب الغائرة فيه بشكل محبب.

الجانب يوضح سيارة سيدان مثالية من الحجم الكبير، مع التجلي الواضح لتطاول الأضواء الأمامية والخلفية بزواياها الحادة على خطوطه، كما يبرز شكل الزجاج الجانبي المرسوم بدقة والمزين بإطار من الكروم الأنيق، الذي يرفع مستوى الفخامة، ومن الملاحظ أيضاً وجود خط محفور وممتد على جاب السيارة وصولاً إلى المؤخرة، غير أنه ما يعتبر اللمسة الأفضل في التصميم الجانبي هو قبضات الأبواب التي تشبه القوس في شكلها المصنوع من الكروم أيضاً، ولا ننسى أيضاً أضواء الانعطاف على المرايا الجانبية وعجلات الألمنيوم.

التصميم الخلفي يتمم وبشكل متناسق الخطوط العامة للسيارة، من خلال الأضواء العصرية في شكلها وتناغم الخطوط.

وعموماً، يمكن وصف الشكل الخارجي لهوندا أكورد بالعصري والحديث جداً، مع خطوط جذابة وحادة ومميزة تلفت الانتباه وتقمع تمرد السيارات الأخرى.

المقصورة:

تشتهر هوندا اليابانية بدقة صناعتها للسيارات، وأكورد برهان أخر على هذه الشهرة، فالهيكل مصنوع بحرفية ودقة عالية، والشيء نفسه ينطبق على المقصورة، مع التركيز على نوعية المواد العالية الجودة والمستخدمة في كافة أرجاء ونواح المقصورة، من جلد فاخر يكسو المقاعد وبعض المناطق في المقصورة، إلى الخشب المصقول والألمنيوم المعتمدين في تزيين لوحة القيادة وبعض أجزاء المقصورة.

لوحة القيادة تشبه إلى حد بعيد لوحات القيادة في المركبات الفضائية، فجميع أجزائها تتجه نحو السائق، كما أنها تتميز بأزرارها الكبيرة الحجم والتي يسهل التعامل معها وترفع من التركيز أثناء القيادة، كما نلحظ وجود بعض الأزرار الفريدة في تصميمها.

المقود بدوره يعزز من خلال تصميمه فرادة المقصورة، ويوجد عليه مثبت للسرعة وأزرار للتحكم بمسجل الصوت، أما لوحة العدادات، فلا تشذ عن طابع الحداثة عبر خلفيتها المصنوعة من الكروم والإطارات الدائرية الشكل المحيطة بالعدادات.

التجهيزات الداخلية غنية ومتنوعة وفخمة، من فرش جلدي فاخر ومقعد كهربائي للسائق ومسجل CD MP3 مع مبدل أسطوانات أيضاً، ومكيف رقمي منفصل الحرارة، ومثبت لسرعة وفتحة سقف كهربائية وكيسي هواء ونظام ABS وغيرها من التجهيزات الكمالية التي تضمن كامل الرفاهية لجميع الركاب ضمن المقصورة الرحبة، حيث توفر المقاعد راحة لا تضاهى ضمن جو مشرق بفضل كبر المساحات الزجاجية ورحابة عالية، تضمنها المساحات الواسعة المحيطة بالمقاعد الأمامية والخلفية بشكل يتسع لخمسة ركاب بالغين أو حتى ستة مع راحة أكثر من ممتازة.

صندوق الأمتعة جيد بحجمه، ويتسع لكمية كبيرة من الأمتعة، إلا أن معظم منافسيه يتمتعون بصناديق أكبر وأكثر قدرة على التحميل.

المحرك وعلبة السرعة:

تتوفر أكورد بمحركين، الأكبر مؤلف من ست أاسطوانات وبسعة 3.5 لتر ويولد 271 حصاناً عند 6.200 دورة، ولن نتحدث عنه مطولاً كون المحرك الموجود في سيارة التجربة مؤلف من 4 أسطوانات و16 صماماً وبسعة 2.4 لتر يولد 180 حصاناً عند 6.500 دورة في الدقيقة، أما عزمه فيبلغ 22 كغ متر عند 4.300 دورة في الدقيقة، وتنتقل الحركة من المحرك إلى العجلات الأمامية الدافعة عبر علبة سرعات أوتوماتيكية من 5 نسب.

ولا أرقام رسمية عن السرعة والتسارع، ولكن بتقديرنا بعد التجربة، تحتاج الأكورد إلى حوالي 8 ثا إلى 9 ثا للوصول إلى سرعة 100 كم/سا عند انطلاقها من التوقف، كما أن سرعتها القصوى تفوق الـ 220 كم/سا.

ورغم السعة الكبيرة نسبياً للمحرك، يمتاز بانخفاض معدل استهلاكه نسبياً وذلك بفضل تطوره ووجود عدة أنظمة للتحكم بالصمامات وتوقيت فتحها وإغلاقها، إذ يبلغ متوسط استهلاكه للوقود حوالي 200 كم لكل 20 لتراً من الوقود.

على الطريق:

بعد تجربتنا للهوندا أكورد وقيادتها، أثارت إعجابنا كثيراً برقي أدائها وراحة ركوبها وعزل الصوت فيها، فقد كانت مريحة وبشكل لا يوصف على الطرقات، كما أن محركها هذا متجاوب ويمنحها قوة رائعة، فكيف هو الحال مع المحرك الأكبر!

ثباتها أكثر من جيد على المنعطفات، وجسمها رشيق وينساب بالهواء بنعومة ودون إصدار أي ضجيج، كما أن الفرامل ممتازة والمقود سلس وعلبة السرعة جيدة جداً.

وحقاً الأكورد ليست مميزة في شكلها العصري فقط، فأدائها يفوق في روعته التصميم، كما أن رحابة المقصورة رائعة والسيارة بكاملها رائعة وتجعل الأكورد الحياة معها رائعة..... ورائعة باختصار.

فإن كنت من المنعمين ورجل أعمال أو طبيب أو مهندس أو..... ولديك عائلة أو ليس لديك، الأكورد خيار رائع ويلبي كافة المتطلبات والأحلام وبسعر غير مرتفع نسبياً.

 

 

 

 

خاص بموقع فنّات.كوم