بحث
مجلة فنّات
وظائف شاغرة
اشتراك القائمة البريدية
  اسم المشترك:
  البريد الإلكتروني:
آخر فيديو السيارات

السيارات والتاريخ

كارلوس غصن.. "كاسر الجليد"

12-03-2008

"كارلوس غصن يتولى إدارة "نيسان" و "رينو" معاً منذ 1999"

 

يعرف عن اليابانيين حساسيتهم الشديدة تجاه تولي الأجانب مراكز حساسة في أقوى شركاتهم، ومن أبرزها شركات صناعة السيارات، لكن هذه الحساسية انتفت في شركة "نيسان" التي تولى قيادتها منذ سنة 1999 اللبناني الأصل الفرنسي الجنسية كارلوس غصن الذي عمل على إنقاذها من أزمتها التي كادت توصلها إلى الإفلاس في أواخر تسعينات القرن الماضي، ولم يخيب كارلوس غصن ظن اليابانيين وحقق نجاحاً منقطع النظير.

كارلوس غصن الذي يطلق عليه حالياً قائد ثورتي نيسان ورينو يعد أحد أهم الشخصيات العالمية في مجال صناعة السيارات، وشهرته هذه لم تأت من فراغ بل هي نتاج تراكمات من الخبرة التي اكتسبها خلال مراحل عمله في مختلف شركات السيارات العالمية.

"ميشلان" والانطلاقة الناجحة

كانت بداية غصن في شركة ميشلن الشهيرة للإطارات، وبعد ثلاث سنوات فقط من انضمامه إليها تمت ترقيته إلى مدير قسم الأبحاث سنة 1981، وبعدها تولي إدارة قسم ميشلن في أمريكا الجنوبية، وفي سنة 1989 أصبح الرئيس التنفيذي لقسم ميشلن بأمريكا الشمالية، ثم بعدها بسنة واحدة فقط أصبح رئيساً للقسم، وبرع غصن في أمرين ساهما في نجاح ميشلن، فقد تمتع بخبرة كبيرة في مجال الأبحاث، وفي نفس الوقت ظهرت قدرته العالية على التسويق والإدارة الجيدة، وهو ما منحه شهرة كبيرة جعلته ينتقل بعد ذلك لتجربة من نوع آخ في فرنسا حيث تولى نائب الرئيس التنفيذي لشركة رينو الفرنسية في بولون.

فتح رينو آفاقاً جديدة لعمل كارلوس غصن بعد أن اشترت حوالي 36.8% من أسهم شركة نيسان اليابانية بما يعادل 5 مليارات دولار سنة 1999، وقررت شركة رينو الاعتماد على غصن لوضع خطة إنقاذ لنيسان التي كانت تعاني كثيراً من ارتفاع تكلفة الإنتاج وتراجع المبيعات على مستوى العالم، وبعد أن قام غصن بعملية بحث شاملة في أوضاع الشركة اتخذ خطوات جريئة أحدثت ثورة في طريقة الإدارة اليابانية، فقد قرر إقفال مركز الأبحاث التابع للشركة مؤقتاً وقطع العلاقة مع بعض عملاء نيسان من الشركات الممونة للمواد الخام، وسرح الكثير من العمال الذين رأى أنهم كانوا يشكلون عبئاً على الشركة.

وأكد لملاك نيسان أن الشركة سيتغير حالها في ثلاث سنوات فقط، ومن أهم الإجراءات التي قام بها بعد ذلك إعادة فتح مركز الأبحاث ووضع نصب عينه إيجاد أشكال جديدة كلياً لسيارات نيسان والابتعاد قدر المستطاع عن الشكل الياباني التقليدي، ولم يكن طريق غصن سالكاً في اليابان فقد واجهته صعوبات كثيرة خاصة بعد أن استعان بفريقه الخاص وهو ما أثار غضب بعض موظفي نيسان الكبار الذين اعتبروا تولي الأجانب إدارة شركتهم إهانة لهم، ومع التطور الكبير الذي حققه غصن ومركز أبحاثه وقيامه بتحديث جميع موديلات نيسان في بداية القرن الحالي بحيث أصبحت جميع موديلات نيسان الثماني والأربعين تحققا أرباحاً بخلاف ما قبل 1999 حيث كانت ثلاث فقط هي التي تحقق أرباحاً للشركة، وكذلك الإجراءات الجذرية والجريئة التي اعتمدها في تقليل التكلفة حققت نيسان انتعاشة كبيرة بعد أن كادت تصل للإفلاس نتيجة الخسائر التي بلغت حتى نهاية القرن الماضي حوالي 20 مليار دولار.

وبعد أن وصلت أرباح نيسان في السنة الواحدة إلى ما يقرب من أربعة مليارات دولار قرر رئيس رينو ليد سفايتزر منح منصب الرئيس لغصن لإدارة كلا الشركتين رينو ونيسان في نفس الوقت، ورغم ما قد يبدو من صعوبة في هذا الأمر إلا أن غصن استطاع تحقيق نجاح كبير رغم الاختلافات الكبيرة بين الصناعة الفرنسية واليابانية، وكانت رينو معنية بأي نجاح تحققه نيسان بعد أن زادت أسهمها في الشركة إلى ما يقرب من 44%.

العودة إلى رينو

قرر كارلوس غصن بعد أن قاد بنجاح ثورة نيسان إحداث تغيير جذري في رينو الفرنسية خاصة وأن الشركة كانت تحقق أرباحاً أقل من نيسان وهو ما لم يرق لغصن، ومرة أخرى وضع مخططاً لثلاث سنوات شمل تغيرات كبيرة في جميع الأقسام الرئيسة في رينو، ففي قسم الهندسة والتصميم والأبحاث قرر تغيير بعض الموديلات التي لها مكانها في السوق وجعلها أكثر جاذبية ومنها سيارات ميغان ولاغونا، وكذلك قام بتحسين جودة قسم خدمة العملاء واعتمد استراتيجية جديدة في التسويق، حيث لم يعد يركز كثيراً في ترويجه على أوروبا وأمريكا الشمالية فقرر زيادة تركيزه في الأسواق الكبرى الصاعدة ومنها السوق الصينية والهندية والأوروبية الشرقية.

وما حصل لغصن في اليابان واجهه مرة أخرى في فرنسا حيث بدأ الحديث عن أن غصن يريد تغيير وجه الصناعة الفرنسية التاريخية وتغيير هويتها في السوق العالمية، وهو ما نفاه غصن الذي اعتبر تغيير المفاهيم في الإدارة أساس أي نجاح في الأسواق العالمية، وبعد السنوات الثلاث تحسن أداء الشركة الفرنسية وزاد إنتاجها منذ سنة 2005 واستطاعت أن تضع قدماً لها في كبرى الأسواق الآسيوية وفي أوروبا الشرقية، وأهم ما ميز التغيير الكبير الذي حصل لرينو أسعار سياراتها الذي أصبح في متناول الطبقة المتوسطة، وبلغت أرباح رينو أرقاماً مذهلة قاربت الخمسة مليارات دولار، هذا إضافة إلى سيطرتها التقليدية الكبيرة على السوق الإفريقية التي تعتبر رينو أ؛د أهم اللاعبين فيها رغم المنافسة الشديدة من الشركة الفرنسية الأخرى المعروفة بيجو، وأهم حدث لرينو في العام المنصرم في القارة السمراء توقيعه عقداً لتأسيس أكبر مصنع لرينو ونيسان معاً في المغرب سيكون مقره في مدينة طنجة.

البرازيل ولبنان وفرنسا

ولد كارلوس غصن في 9 مارس سنة 1954 في بورتو فيلهو في البرازيل لأبوين لبنانيين، وفي السادسة من عمره عاد إلى موطنه الأصلي في لبنان ليبدأ رحلة تعليمه إلى أن أكمل دراسته الثانوية في مدرسة جيزيت في بيروت، وبعد ذلك انتقل إلى فرنسا لاستكمال دراسته في مدرسة البولوتيكنيك الفرنسية العريقة في مينس بباريس، وفي سنته الأخيرة حصل على الجنسية الفرنسية، ويعرف عن كارلوس غصن تمكنه من التحدث بست لغات من أهمها الفرنسية والعربية والبرتغالية والإنجليزية، ولدى غصن أربعة أولاد من زوجته ريتا هم: أنتوني وماياي ونادين وكارولين، وقد تنقلت معه عائلته كثيراً حول العالم بسبب عمله المستمر في مناطق مختلفة خاصة في أمريكا الشمالية والجنوبية وآسيا وإفريقيا وأوروبا.

شهرة وأوسمة

حصل كارلوس غصن على أوسمة كثيرة تقديراً لدوره الرائد في تطوير صناعة السيارات العالمية، فحصل على وسام من درجة فارس منحته إياه الملكة البريطانية إليزابيت الثانية، واختارته مجلة فوريس النسخة الآسيوية رجل السنة في 2003، وهو عضو في مجالس إدارة عدد من الشركات العالمية مثل "آي بي إم" و "سوني" و "ألكوا".

وبسبب الشهرة الكبيرة التي اكتسبها أصدر اليابانيون عنه كتاباً مصوراً من الرسوم أطلقوا عليه عنوان "القصة الحقيقية لكارلوس غصن"، وحقق الكتاب شهرة كبيرة لتطبع منه الكثير من النسخ ويطلق على غصن في اليابان لقب "كاسر الجليد".

مفاوضات جنرال موتورز

دخل كيرك كيركوريان رجل الأعمال الأمريكي الشهير والرجل القوي سابقاً في جنرال موتورز العريقة في مفاوضات جادة مع كارلوس غصن في بداية سنة 2006 من أجل تولي إدارة مجموعته العملاقة وإحداث تغيير جذري فيها كما فعل في رينو ونيسان. وكان من شروط غصن أن تدخل رينو مالكاً في أسهم جنرال موتورز بحوالي 20% لكن المفاوضات لم تكتمل بسبب صعوبات قانونية شتى واجهها كيرك كيركوريان أدت به إلى بيع جميع أسهمه في المجموعة.

 

نقلاً عن مجلة الإداري بقلم يونس كوبي

 

 

 


كم نجمة تعطي لهذه المقالة؟
نتيجة التقييم:   عدد المشاركين بالتقييم: 10
عدد التعليقات: 2
 الوقت من ذهب
اراد الرجل التغيير في مصر,واراد ان يجعل من مصنع نيسان الكائن بمصر والمملوك لنيسان اليابان ان يكون للتصدير,الى ان قام السادة الافاضل في مصر بوضع عراقيل جعلته يسحب اوراقه ويطير للمغرب واظن اننا وجدنا لوجان المغربية وقد بيعت بدون جمارك في مصر مما جعل مصر تخسر فرصة لتشغيل المزيد من العاطلين ورفع اسم مصر على الخريطة العالمية ,نفس القصة قد حدثت مع فيات في الستينات,عموما الرجل لايحب تضييع الوقت مثلنا
عاشق النيسان 14-04-2010 23:28
 الرجل الجبل
شكرالفنات لهذا المقال الرائع، إن أقل ما يقال عنها الرجل أنه محطم الأرقام القياسية..انظروا الى ما فعله بنيسان وأين هي الآن ..إنه الرجل الجبل الذي قهر المستحيل ليصنع المجد .. شكرا فنات...شكرا نيسان...وشكرا غصن
نيساني الأوجه 12-03-2008 19:40
 
أرسل لصديق طباعة
 
 

Copyright ©2006 fannat.com All Rights Reserved. Designated trademarks and brands are the property of their respective owners. Use of this Web site constitutes acceptance of the fannat.com User Agreement and Privacy Policy.